نشر موقع ويكيليكس حزءا من المراسلات السرية حصل عليها عبر اختراق شبكة شركة “ستراتفور" وأعلن انه يمتلك أكثر من 5 ملايين رسالة الكترونية للشركة . بيروت: بدأ موقع “ويكيليكس" بنشر جزء من المراسلات السرية التي حصل عليها عبر اختراق شبكة شركة “ستراتفور" الخاصة الاستخباراتية لجمع المعلومات والتحليلات السياسية، بغية تسليط الضوء على مركز الأبحاث الذي يضم بين عملائه متعاقدين عسكريين ووكالات حكومية مثل وزارة الخارجية الأميركية وقوات مشاة البحرية الأميركية. وأعلن “ويكيليكس" انه يمتلك أكثر من 5 ملايين رسالة الكترونية داخلية ل"ستراتفور" وسينشرها بالتعاون مع نحو 20 مؤسسة إعلامية حول العالم. وقال بيان للموقع إن المعلومات التي تنشرها عبارة عن رسائل بالبريد الالكتروني، تمتد في الفترة بين شهر تموز (يوليو) عام 2004 و شهر كانون أول (ديسمبر) 2011. اعتبر مؤسس ويكيليكس، جوليان أسانج ان الرسائل تكشف استخدام ستراتفور “لشبكات مخبرين ودفع المكافآت المالية ورشوة المسؤولين، إضافة إلى تبييض الأموال، واستخدام الوسائل نفسية التي تعتمدها وكالة الاستخبارات". وأشار الموقع إلى وجود أدلة عن صلات سرية بين وكالة ستراتفور وشركات مثل “لوكهيد مارتن" وهيئات حكومية مثل وزارة الخارجية والامن الداخلي وقوات مشاة البحرية الأميركية “المارينز" ووكالة الاستخبارات لشؤون الدفاع. وعلى الرغم من هذه الأدلة والتحليلات، وجدت صحيفة ال “كريستيان ساينس مونيتور" ان رسائل “ستراتفور" تشبه المسلسلات الفكاهية التي تدور أحداثها في المكاتب، إذ تشير بعض الرسائل إلى معلومات عن سرقة طعام من الثلاجة وغيرها من الأحداث المضحكة. سرقة معكرونة التورتليني تتحدث إحدى الرسائل الالكترونية التي نشرها موقع “ويكيليكس" عن سرقة وعاء من التورتيليني مع صلصة الحبق من الثلاجة في مكتب ستراتفور في أوستن-تكساس. وقال الشخص المتهم بسرقة الطعام بأنه لم يتعمد أخذ الوعاء بل أخطأ في تحديد أي من المأكولات التي في الثلاجة تعود له وأخذ التورتليني عن طريق الخطأ. التجسس لصالح شركة كوكا كولا أظهرت إحدى رسائل البريد الإلكتروني أمثلة واضحة على جمع المعلومات الاستخبارية نيابة عن العملاء من الشركات. وكان من بين هذه الشركات “كوكا كولا" للمشروبات الغازية التي استعانت بالشركة قبل دورة الألعاب الأولمبية في فانكوفر 2010 لأنها كانت قلقة من منظمة (بيتا) للدفاع عن حقوق الحيوان، لسبب لم يتم توضيحه حتى الساعة. أرسل مدير “كوكا كولا" بريداً الكترونياً لشركة “ستراتفور" تضمن قائمة بأسئلة أراد الحصول على أجوبة عنها في تقرير ملخص يتضمن معلومات عن نشاط (بيتا) واساليبها وعما إذا كان لديها صلات مع جماعات ناشطة أخرى. يشار إلى أن سبب طلب كوكا كولا هذه المعلومات يبقى غامضاً، إذ من غير المعروف ما هو التهديد الذي تشكله هذه المنظمة على شركة المشروبات الغازية. ستراتفور يساوي الكرملين إضاعة الوقت في عالم الشركات يمكن أن يتجلى بأشكال عديدة، من الاجتماعات غير الضرورية إلى ملاعب كرة السلة التابعة للمكاتب. أما في ستراتفور، فقرر عدد من الموظفين والمسؤولين المشاركة في مسابقة بعنوان “ستراتفور يساوي الكرملين" بحثوا خلالها في أوجه الشبه بين موظفي الشركة وموظفي الكرملين القريبين من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين. واعتبرت الصحيفة ان شركة “ستراتفور" لا تتمتع بتقدير عال من قبل نظرائها، لكن هذا النوع من القضايا يحتمل أن يثير تساؤلات من العملاء من جميع الشركات. “في العديد من الطرق، يمكن القول أن هؤلاء الناس يقومون بأدوار يمارسها عادة رجال الحكومة والموظفين العسكريين، لكن يتقاضون رواتب أعلى منهم بكثير لأنهم يعملون في شركات خاصة"، وفقاً لريتشارد بلوم، وهو طبيب نفساني قضى 20 عاماً كضابط في الجيش والاستخبارات الاميركية. واضاف بلوم ان البحوث تشير إلى ان الولاياتالمتحدة طورت أسلحة نووية بسرعة أكبر من المانيا لأن برلين قيدت الدخول إلى البرنامج أكثر من اللازم. كما ان فشل الاستخبارات في توقع انهيار الاتحاد السوفياتي أو غزو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للكويت أثبت أن الوكالات الاستخباراتية الحكومية غير كافية وأثبت الحاجة إلى مجموعة أوسع من المحللين.
