وصل عدد من الأصوليين الاسلامويين الى البلاد ، بحسب ما أعلن عبد الحي يوسف في خطبة الجمعة أمس 29 يوليو بمسجده بجبرة ، لاعلان تضامنهم مع (اقرار الشريعة الاسلامية ) في البلاد . ودعا عبد الحي يوسف الى ضرورة ( اقرار الشريعة عاجلاً وليس آجلاً) ليلمسها الناس ، ولابعاد الفساد الذي قال انه استشرى ، ولكي تكون (كلمة الله هي العليا) . وعبد الحي يوسف – أحد أهم رموز السلفية الحربية في السودان – أفتى بحرق معرض الكتاب المسيحي بجامعة الخرطوم في التسعينات ، وباهدار دم الكاتب الصحفي محمد طه محمد أحمد نتيجة خطأ غير مقصود بانزال أحد المقالات المسيئة بصحيفة الوفاق – وشكلت فتواه الأساس الديني لاغتيال محمد طه محمد أحمد في سبتمبر 2006 ، وبكفر واهدار دم الذين يهاجمون (علماء الاسلام) ، أي من يهاجموه ! بل وأفتى بزندقة الدكتور حسن الترابي – مما يعني في المصطلح السلفي الحربي قتله دون استتابه . وأقام مؤخراً صلاة جنازة على اسامة بن لادن وأفتى بكفر كل من يشمت في مقتله ! وتعبرفتاواه عن الأصولية في نقائها الآيديولوجي والتي تحول المجتمعات الى طاحونة دم تدور بلا قرار . وظل حليفاً للانقاذ ، يطوف مع المشير عمر البشير على معسكرات الدفاع الشعبي ، ويقدم الحجج الفقهية لدعم الانقاذ ، ريثما يستقوى ويأخذ السلطة كاملة من حلفائه الانقاذيين الذين يرى بأنهم أقل أصولية مما ينبغي . ويبدو أن عبد الحي يرى أن (اقرار الشريعة) في الدستور المزمع للجمهورية الثانية – جمهورية ما بعد تمزيق البلاد – يحتاج الى تضامن عناصر الأصولية في المنطقة . وما لا يريد عبد الحي يوسف التوقف للتأمل حوله انه بعد أكثر من عشرين عاماً من شريعة الانقاذ (استشرى الفساد) ، كما يقر هو نفسه ، ويؤكد بذلك أحد احتمالين : اما ان شريعة الانقاذ اصلاً شريعة فساد أو انها لا تملك النظم والآليات والمؤسسات الكفيلة بمحاربة الفساد ، وفي الحالتين لا تصلح ! وهذا اضافة الى عجز شريعة الاسلامويين عن مخاطبة قضايا حرية الاعتقاد وحقوق النساء وحقوق غير المسلمين وقضية التداول السلمي للسلطة وغيرها ، يوضح بأنه في الظروف المعاصرة لا يمكن تأسيس حكم راشد بدون كفالة الديمقراطية وحقوق الانسان . http://www.dailymotion.com/video/xillj9_yyyyy-yyy-yyyy-yyyy-yy-yyyyyyy_news