شُكل يوم السبت في صنعاء، أكبر تكتل قبلي داعم للثورة الشبابية الشعبية، التي تسعى للإطاحة بنظام حكم الرئيس علي عبدالله صالح، فيما هدد المسؤول العسكري لتنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، أبو هريرة الصنعاني، بنقل المعركة إلى المملكة العربية السعودية "انتصارا لأعراض النساء العفيفات"، التي يحتجزهن الأمن السعودي في السجون، حسب زعمه. وتحت مسمى "تحالف قبائل اليمن" التقت العديد من القبائل المناصرة للثورة، ل"مواجهة المخاطر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه للحماية الثورة والوحدة والدفاع عن امن اليمن واستقراره" وفقاً للجنة التحضيرية للتحالف التي قالت أن طبيعة المرحلة الراهنة تقتضي الوصول إلى مثل هكذا تكتل. والتقى في "ساحة التغيير" بصنعاء، نحو 750 شخصية قبلية واجتماعية بارزة، ومن جميع محافظات اليمن، ليكونوا أعضاء مؤسسين لهذا التحالف، في حين تم اختيار 116 شخصية كأعضاء في مجلس شورى التحالف الذي يعد أعلى هيئة فيه ويتولى مهام صناعة القرار، كما تم اختيار زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر رئيساً للتجمع، والشيخ محمد سالم بن عبود أميناً عاما والدكتور حاتم الحدي أميناً عاماً مساعداً، والشيخ عنتر الذيفاني ناطقاً رسمياً للتحالف. وتعهد صادق الأحمر، بعدم عودة الرئيس علي عبدالله صالح الذي يخضع للعلاج في المملكة السعودية منذ إصابته في تفجير دار الرئاسة مطلع شهر يونيو الماضي إلى حكم اليمن، وقال في حفل إشهار التحالف، "علي صالح لن يحكم بعد اليوم اليمن مادمت على قيد الحياة"، ودعا التحالف القبلي "للرد على أي عدوان على المعتصمين وأبناء القبائل بالأنفس والأموال وبكل الطرق الممكنة"، وأوضح الأحمر في كلمته أهمية التحالف - الذي هو مفتوح لكل اليمنيين-، في الوقت الحالي لإنجاح ثورة الشباب السلمية وحماية ساحات الاعتصام، وقال: "نريد دولة مدنية كلنا في نظر القانون سواء". وأكد تحالف قبائل اليمن أنهم " متحالفون ومتضامنون تأييداً ونصرة للثورة الشباب" وملتزمون بحماية المحتجين المعتصمين في ميادين وساحات الحرية والتغيير في 17 محافظة يمنية منذ نحو ستة أشهر, وأنهم "لن يقفوا مكتوفي الأيدي وأن الرد سيكون بكل الطرق المشروعة والمتاحة"، وقالوا أن أي عدوان على المحتجين يمثل اعتداء على القبائل المتحالفة، وأن الرد على ذلك العدوان واجب عيني وبكل الطرق الممكنة. وحذر التحالف "كل من تسول له نفسه التمادي في العدوان أو القمع أو العقاب الجماعي على الشعب اليمن بقطع أسباب ومقومات الحياة بأي وسليه وتحت أي ذريعة، وأن التمادي فيه يمثل عدوانا سافراً على الشعب اليمني بصفة عامة والقبائل المتحالفة بصفة خاصة"، وشددت القبائل المتحالفة على أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ذلك، داعية بقايا النظام إلى التوقف الفوري عن استخدام قوات الشعب اليمني من جيش وآليات ومعدات عسكرية وحربية لضرب القرى والمناطق المؤيدة للثورة. من جانب آخر، هدد المسؤول العسكري لتنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، أبو هريرة الصنعاني، بنقل المعركة إلى المملكة العربية السعودية "انتصارا لأعراض النساء العفيفات"، التي يحتجزهن الأمن السعودي في السجون، حسب زعمه. واتهم الصنعاني، واسمه الحقيقي قاسم الريمي في تسجيل صوتي نشرته مؤسسة الملاحم التابعة للتنظيم، مساء الجمعة، اتهم الأمن السعودي بأنه "أوهم سعوديات كن يطالبن بإطلاق سراح أبنائهن وأزواجهن من سجون الظلم في الحائر وذهبان، وفي سجون القصيم وأبها وغيرها" بمقابلة مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نائف ثم بعد صعودهن إلى الحافلة أُخذن إلى السجون وبقين فيها بضعة أيام، من غير أن يوضح أسباب احتجاز الأمن السعودي لأقارب تلك النسوة. وهدد الصنعاني، الذي يتهم بالوقوف وراء المحاولة الفاشلة لاغتيال الأمير محمد بن نايف في أغسطس (آب) 2009 بمقاتلة الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، وقال: "إن مقارعتنا لليهود والنصارى لن تشغلنا عنكم، كما أن لهوكم وفسقكم وخناكم لم يشغلكم عنا، ونعدكم أننا لن نرضى بنقل المعركة إلينا دون أن ترجع جذعة بين ظهرانيكم"، وتحدى علماء آل سعود ب"المباهلة" على "كفر الحكومة السعودية"، قائلاً: "إن ملككم وولي عهده ووزير داخليته وابنه محمد مرتدون عندنا ويجب قتلهم، وأنا بشخصي أباهلكم على ذلك أمام الخلق أجمع، وهذه قنوات أولياء أموركم باهلونا عليها، وإن لم تفعلوا ذلك فأنتم من الحق تفرون، وبالباطل تفتون، وتقتاتون بدين الله رب العالمين". وخاطب الملك عبدالله بالقول: "أقول لعبد الله بن عبد العزيز، انظر لمن حولك من علمائك، هل أنت عندهم مسلم أم كافر، فمن بأهلنا منهم فأنت عنده مسلم، ومن لم يباهل فأنت عنده كافر مرتد يجب التخلص منك وقتلك"، وتساءل الصنعاني: "بأي ذنب تُسجن الحرائر، وهل في جعبة أبواق آل سعود من عباد الدينار والدرهم ودعاة الداخلية ما يجيز هذا الفعل؟"، وتابع قائلاً: "وهنا نقول لأمهاتنا وأخواتنا إننا نعدكن بأن ننتصر لعفتكن وطهارتكن وأن أي يد امتدت إليكن وجب قطعها، فأنتن عرضنا وطهرنا، وأنتن باب من أبواب الشهادة".