يصادف الليلة احتفال المسلمين بليلة الإسراء والمعراج ، وإن من نفحات رجب فضل هذا اليوم ويقصد بالإسراء الرحلة التي أكرم الله بها نبيه من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس، أما المعراج فهو ما أعقب ذلك من العروج به عليه الصلاة والسلام إلى طبقات السموات العلا ثم الوصول به إلى حد انقطعت عنده علوم الخلائق من ملائكة وإنس وجن ، كل ذلك في ليلة واحدة ، ليلة السابع والعشرين من شهر رجب المحرم ويعد ذلك قمة التكريم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد كانت رحلة الإسراء والمعراج إعلاناً عالمياً بين أهل الأرض جميعاً وأهل السماء، بأن خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم نبي القبلتين وإمام المشرقين والمغربين ووارث الأنبياء قبله ، وقدوة الأجيال بعده صلى الله عليه وسلم ويقول فيها فضيلة الدكتور القرضاوي بأن الإسراء هو الرحلة الأرضية التي هيأها الله لرسوله (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى القدس.. من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.. رحلة أرضية ليلية، والمعراج رحلة من الأرض إلى السماء، من القدس إلى السماوات العُلا، إلى مستوى لم يصل إليه بشر من قبل، إلى سِدرة المنتهى، إلى حيث يعلم الله عز وجل.. وقال إن هاتين الرحلتين كانتا محطة مهمة في حياته (صلى الله عليه وسلم) وفي مسيرة دعوته في مكة، بعد أن قاسى ما قاسى وعانى ما عانى من قريش وأضاف أن الله تعالى هيأ لرسوله في هذه الرحلة ، الإسراء والمعراج ، ليكون ذلك تسرية وتسلية له عما قاسى، وتعويضاً عما أصابه ليُعلمه الله عز وجل أنه إذا كان قد أعرض عنك أهل الأرض فقد أقبل عليك أهل السماء، إذا كان هؤلاء الناس قد صدّوك فإن الله يُرحب بك وأن الأنبياء يقتدون بك، ويتخذونك إماماً لهم، كان هذا تعويضاً وتكريماً للرسول (صلى الله عليه وسلم) منه عز وجل، وتهيئة له للمرحلة القادمة، فإنه بعد سنوات قيل أنها ثلاث سنوات وقيل ثمانية عشر شهراً (لا يعلم بالضبط الوقت الذي أُسري فيه برسول الله صلى الله عليه وسلم) إنما كان قبل الهجرة يقيناً كانت الهجرة وكان الإسراء والمعراج إعداداً لما بعد الهجرة وروى الإمام أحمد وغيره: فعن رجل من باهلة: أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، أنا الرجل الذي جئتك عام الأول، فقال: فما غيَّرك وقد كنت حسن الهيئة ؟ قال: ما أكلت طعامًا إلا بليل منذ فارقتك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لِمَ عذبْت نفسك؟" ثم قال: صم شهر الصبر، ويومًا من كل شهر. قال: زدني، فإن بي قوة. قال: صم يومين. قال. زدني. قال: صم من الحُرُم واترك. صم من الحُرُم واترك. صم من الحُرُم واترك، وقال بأصابعه الثلاثة فضمها، ثم أرسلها". رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة والبيهقي بسند جيد وفيه نزل قوله تعالى في سورة التوبة: ?إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم? التوبة: 36 وفى هذه الليلة فرضت الصلوات الخمس وفي هذا الشأن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فرضت علي الصلاة خمسين صلاة فنزلت إلى السماء السادسة فمررت بموسى بن عمران فقال : إن أمتك لا تطيق ذالك فارجع إلى ربك واسأله التخفيف فرجعت إلى ربي فحط عني خمسا وما زلت بين ربي وموسى حتى انتهيت إلى أن وضعت إلى خمس في العدد وخمسين في الأجر ". ونقول اللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان . (اللهم آمين)