- تعد الإستراتيجية التي طرحتها مؤسسة صلاح ونسي لأبحاث ومكافحة السرطان بعد إنشائها في العام 2016 م خطوة عملية لمواجهة خطر مرض السرطان الذي يتسبب سنويا في وفاة أعداد كبيرة من السودانيين. وتفتح هذه الاستراتيجية نوافذ الامل لمرضي السرطان من خلال البحوث العلمية التي تجريها المؤسسة للبحث عن علاج يصنع محليا من الاعشاب السودانية بهدف توفير علاج رخيص لمرضي السرطان بالاشتراك مع جامعة مينس الالمانية وعدد من العلماء والباحثين في السودان . كما تضطلع المؤسسة بعمل كبير في مجال مكافحة السرطان يقوم علي التوعية والكشف المبكر في الوقت الذي ما زالت فيه أسباب المرض مجهولة كما أن تكلفة علاج السرطان المرتفعة ماليا تجعل غالبية المرضي يواجهون الآم المرض دون علاج حتي الموت فمرض السرطان بأنواعه المختلفة إنتشر فى السودان خلال العقود الاخيرة بصورة كبيرة حتي بات معضلة تواجهها المؤسسات الصحية فهناك ثلاث مستشفيات فقط في البلاد متخصصة في تشخيص وعلاج السرطان بالاضافة الي ندرة في الأطباء المختصين في علاج السرطان ومع ذلك أصبحت المستشفيات تكتظ بالمرضي بصورة فاقت توقعات العاملين فيها . ولمعرفة الدور الذي تضطلع به مؤسسة صلاح ونسي لأبحاث ومكافحة االسرطان كان لنا الحوار التالي مع الدكتور صلاح الدعاك المدير التنفيذي لمؤسسة صلاح ونسي لأبحاث ومكافحة السرطان فالي مضابط الحوار : * ماهي إستراتيجية مؤسسة صلاح ونسي لمكافحة السرطان والقضاء عليه ؟ -- المؤسسة وضعت إستراتيجية علمية لمكافحة السرطان شارك فيها عدد من الخبراء من الصحة العالمية والوزارات المعنية مثل الصحة والزراعة والمعادن ووكالة الطاقة الذرية والمركز القومي للإنتاج الكيميائي والقطاعات الصحية والجامعات ومنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال السرطان لأن مواجهة مرض السرطان تتطلب تضافر الجهود . * ما مدي نجاح هذه الاستراتيجية ؟ -- نجحت الاستراتيجية في تحديد الأسس السليمة لمكافحة المرض في السودان . * ماذا عن جهود المؤسسة في مجال أبحاث السرطان ؟ --هناك إتفاق مع جامعة ماينس في المانيا والمؤسسة تجري الان عدد من البحوث في مجال النباتات السودانية التي يمكن ان تعالج السرطان ، كما وقعنا عدد من الاتفاقيات مع عدد من الجامعات السودانية لدفع وتحفيز هذه الجامعات للعمل البحثي في مجال السرطان لايجاد عدد من الحلول الداخلية الممكنة لهذه المشكلة . * هل هناك نباتات سودانية بعينها تمت عليها بحوث في هذا الخصوص ؟ -- تركزت أبحاث المؤسسة علي 53 نوعا من الأعشاب السودانية لإستخلاص دواء لمعالجة مرض السرطان ومنها الشيح الذي أثبتت الأبحاث أنه يحتوي علي مادة الارتزونت التي تستخدم في تصنيع الحقن الزيتية لعلاج مرض الملاريا فتوصلت البحوث الي أن مستخلصات نبات الشيح يمكن أن تتطور لعلاج بديل للسرطان وتصبح بديلا للعلاج الكيميائي بعد صدور ورقتين علميتين في أمريكا حول الأبحاث التي أٌجريت علي نبات الشيح حيث أصبح هناك إعتقادا بأن بعض النباتات في السودان يمكن أن يستخلص منها علاج لمرض السرطان ليس له آثارا جانبية ، فمثل هذه البحوث تشكل مصدرا إقتصاديا مهما للسودان . *جهود المؤسسة وتنسيقها مع الجهات ذات الصلة لتسهيل عملية مكافحة السرطان ؟ -- هناك ترتيبات بهذا الخصوص ونعمل مع عدد من الجهات ونعمل مع البرلمان لعقد ورشة ولدينا إجتماع لوزراء الصحة بالولايات حيث تمت إتصالات مع مسئولة الصحة ومع وزير الحكم الاتحادي وهناك جهودا للترتيب والإعداد للورشة ، خاصة وأنها واحدة من الورش الإستراتيجية التي نعول عليها لأن الخطوة التي تليها هي المسح القومي للسرطان لتحديد الإشكاليات والإحصائيات الخاصة بالسرطان مع العلم بأن الارقام الموجودة في السودان عن السرطان لعدم وجود نظام تسجيل محدد ومتقن يمكن أن يعطي معلومات غير حقيقية لذلك نجد أن وجود المسح القومي مهما لتحديد المؤشرات عن السرطان . * حدثنا عن خطوات إجراء المسح ؟ -- المسح هو مسح كبير ونحن جلسنا مع الجهاز القومي للإحصاء فوجدنا أننا نحتاج الي جهات كثيرة لدعم هذا العمل منها وزارة التعاون الدولي وزارة الصحة والبنك الدولي كما أن هناك عددا من الجهات يمكن أن تدخل فى هذا العمل لأن المسح يمثل هما لكثير من الجهات التي يمكن أن تشاركنا فهناك لجنة عليا تشارك فيها وزارة الصحة والصحة العالمية والمؤسسة والجهات التي يمكن أن تدعم هذا العمل . * ما هو دور الشراكات التي أقامتها المؤسسة مع الصحة العالمية ؟ -- نحن في تنسيق كبير وتناغم مع الصحة العالمية وهناك مشروعا كبيرا تبنته المؤسسة وهو ماراثون صلاح ونسي ضمن اليوم العالمي لمكافحة السرطان ويقام بالتعاون مع الصحة العامة وهو عبارة عن ماراثون رياضي شارك فيه أكثر من الفي متسابق كما زار المعرض أكثر من 5 الف شخص في يوم واحد وكان تحت رعاية رئاسة الجمهورية بتشريف مساعد رئيس الجمهورية اللواء عبد الرحمن الصادق الذي شارك في السباق الي جانب وقوف عدد من الوزراء مع البرنامج ، ونقلت الصحة العالمية هذا الحدث عبر مكاتبها الاقليمية في مصر وفي جنيف الأمر الذي يؤكد أن رسالة المؤسسة وصلت الي المؤسسات الدولية المعنية بالصحة . * ماذا عن علاقات مؤسسة صلاح ونسي الخارجية . -- المؤسسة لها علاقات ممتازة بالمؤسسات الخارجية والجامعات ومراكز السرطان بالعالم وكذلك تتعاون مع مراكز السرطان بالأردن ودول الخليج وعبر أصدقاء المؤسسة في أنحاء العالم ولها وجود بالسفارات الخارجية ولها شراكة مع الجمعية البريطانية السودانية وتتعاون مع الشباب والطلاب والمرأة والوزارات ذات الصلة بالسرطان وتعمل المؤسسة مع المؤسسات العاملة في مجال السرطان ووزارة الصحة علي توفير وجلب آخر ما توصلت اليه التكنولوجيا الطبية بالخارج في مجال كشف ، تشخيص وعلاج السرطان والعمل مع المؤسسات العالمية في توفير الأدوية اللازمة لهذا المرض . * ماهى الإتفاقيات التي أبرمتها المؤسسة في مجال التوعية بخطر السرطان ؟ -- وقعنا إتفاقية مع الصندوق القومي لرعاية الطلاب الذي يضم أكثر من 260 الف طالب وتتم بالتنسيق مع وزارة الصحة وتم إنفاذ أول دليل للتوعية بمرض السرطان بالسودان وهو تم عبر عدد من الجهات ومن خلال الشراكات مع جهات فنية مع المسرح من خلال العروض المسرحية لإرسال رسائل إيجابية ترسخ مسألة المكافحة وأيضا من خلال الندوات والملصقات الورقية والمعارض وعبر الكشافة السودانية هذه الجهات لها إمتداد وأنتشار في المجتمع السوداني . * هل حددتم موعدا لانطلاق برامج التوعية ؟ -- سيكون يوم 20 من الشهر يوما كبيرا للتوعية في منطقة جبل أولياء وسيشارك فيه الطيران بتوزيع الرسائل من الجو لتنبيه الناس لمسألة المكافحة *ماهو دور الاعلام في التوعية ؟ --الاعلام شريك إستراتيجي للمؤسسة لإيصال رسائلنا للناس وهناك رسائل وصلت للناس عبر التلفزيون ولدينا عدد من الإتفاقيات مع تلفزيون ولاية الخرطوم والشروق وعدد من القنوات الفضائية . * مما يتكون الهيكل الاداري للمؤسسة : -- يتكون من مجلس أمناء برعاية الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس الوزراء القومي ومجلس إدارة برئاسة حبيب الله بابكر ومكتب تنفيذي ولدينا المجلس العلمي الاستشاري فيه أكثر من 60 من البروفسيرات وحملة الدرجات العلمية الأخرى . * متي ينعقد مجلس الأمناء وما جدول أعماله ؟ -- سيكون في نوفمبر المقبل وهو من أكبر الاجتماعات وهو أجتماع تأسيسي يتم خلاله تعريف أعضاء المجلس بدور المؤسسة وأنشطتها كما هو إجتماع للدعم وستشارك فيه جهات داعمة ولدينا مشاريع سيتم رفعها للمجلس للمصادقة عليها . * هناك مؤتمرات دولية تعقد بصورة دورية خاصة بالسرطان ، موقف المؤسسة من المشاركة في هذه المؤتمرات ؟ -- تمت دعوة المؤسسة مع بداية نشأتها لأكبر إجتماع للسرطان من قبل الصحة العالمية عبر مكتبها الإقليمي الأمر الذي نعتبره إنجازا كبيرا لمؤسسة في عمرها بإعتبارها قادرة علي إستقبال دعوات من جهات عالمية كبيرة كما شاركت في الإجتماع الأفريقي لمكافحة السرطان ضمن عدد من الجهات . * تعتبر مراكز الكشف المبكر واحدة من الخطوات الأساسية لمكافحة السرطان كيف تنظر المؤسسة لموضوع الكشف المبكر؟ -- نحن بصدد إعلان مشروع تكوين مراكز الكشف المبكر بالخرطوم والمؤسسة شرعت في إستجلاب سيارة فيها جهاز للكشف سيكون في مستشفي متجول يصل للمراكز ويغطي 4 مراكز ويصل الي الولايات وهو مشروع سيحل مشكلة كبيرة للكشف المبكر في مجال السرطان . *هل لمرض السرطان علاقة بنمط سلوك الحياة للانسان ؟ -- السرطان مشكلة مجتمعية وتتصل بطريقة حياة الناس ومن مشكلاته عدم الرياضة وتغير نمط الحياة كما أن الجلوس لساعات طويلة يجعل الانسان خامل جسديا ، كما يؤثر نوع التغذية كثيرا ، فضلا عن التدخين الذي يسبب اكثر من 50 نوعا من السرطان لأن مادة النيكوتين تدخل الدم وعبر الرئة تذهب لاي عضو آخر ، بالاضافة الي الاستخدام العشوائي للأدوية بصورة غير مرشدة وعدم الإكتراث لقضية الوعي الصحي من خلال ذهاب الناس الي العشابين ومن أخطر الأشياء النفايات الالكترونية والأجهزة الالكترونية والبطاريات والتي يتطلب التعامل معها الإهتمام بأمر المواصفات . *هناك حديث في بعض ولايات السودان عن ظهور حالات مرض بالسرطان نتيجة لوجود مواد مشعة ماذا عن دور المؤسسة فى هذا الأمر؟ --المؤسسة ستتحري عن بعض المناطق التي بها مواد مشعة وسنتعامل مع تلك الشكاوي بجدية بهدف الوصول الي الحقائق والعمل علي حماية الجميع من خطر المواد المشعة . ع و