تشهد جنوب أفريقيا والقارة القطبية الجنوبية اليوم الجمعة كسوفا جزئيا للشمس هو الرابع والأخير من نوعه في عام 2011م ، ولن تراه أي من دول المنطقة العربية ويستغرق منذ بدايته وحتى نهايته حوالي قرابة الأربع ساعات . وبينت الجمعية الفلكية بجدة : أن هذا الكسوف الجزئي للشمس سوف يكون مشاهدا في مناطق محدودة من النصف الجنوبي من الكرة الأرضية . وسوف يتمركز شبة ظل القمر بالقرب من القارة القطبية الجنوبية في الوقت الذي يعبر فيه حده الخارجي فوق أجزاء من جزيرة نيوزيلندا الجنوبية إضافة إلى أقصى جنوب قارة إفريقيا . وأوضحت أن الكسوف الجزئي سيصل ذروته العظمى عند الساعة 09:20 صباحا بتوقيت مكةالمكرمة بالقرب من شاطئ القارة القطبية الجنوبية في الموقع الجغرافي خط عرض - 68 درجة 34.1 دقيقة خط طول + 82 درجة 24 دقيقة . والكسوف كظاهرة فلكية يحدث عندما تكون الأرض والقمر والشمس على استقامة واحدة تقريبا ويكون القمر في المنتصف وذلك في وقت ولادة القمر الجديد عندما يكون في طور المحاق مطلع الشهر القمري بحيث يلقى القمر ظله على الأرض . ويتقاطع مدار القمر في دورانه حول الأرض مع المستوى الكسوفي في موضعين يسميان العقدة الصاعدة والعقدة النازلة فلو كان مستوى مدار القمر حول الأرض منطبقا على المستوى الكسوفي لحصل كسوف نهاية كل شهر قمري بالضرورة ولحدث خسوف قمرى منتصف كل شهر قمري لكن ظل القمر لا يسقط على الأرض إلا عندما يكون القمر في إحدى عقدتيه أو قريبا منهما وفترة الكسوف ترتبط بفارق الحجمين الظاهرين للشمس والقمر، بحيث تحدث أطول فترة للكسوف الكلي عندما يكون القمر في الحضيض (أقرب ما يكون إلى الأرض) وتكون الأرض في الأوج (أبعد ما تكون عن الشمس). بشكل عام قد تستمر عملية الكسوف الكلي من بدايتها إلى نهايتها قرابة الثلاث ساعات ونصف. أما مرحلة الكسوف الكلي (أي استتار قرص الشمس بشكل كامل) فهي تتراوح من دقيقتين إلى سبع دقائق في أحسن الأحوال، ويعود السبب إلى أن قطر بقعة ظل القمر على الأرض لا يصل في أحسن الأحوال لأكثر من 270 كيلومتر، وبما أن سرعة حركة ظل القمر على الأرض تبلغ قرابة 2100 كيلومتر في الساعة فان المسافة 270 كم تقطع خلال مدة تقارب السبع دقائق. لهذا لا تدوم مدة الكسوف الكلى أكثر من هذه المدة أبدا. ولفت د .حاتم عودة رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الى انه يمكن الاستفادة من ظاهرة الكسوف الشمسي للتأكد من بداية الأشهر القمرية "الهجرية"؛ حيث يحدث الكسوف الشمسي في وضع الاقتران "وهو اجتماع القمر والشمس في اتجاه واحد" ويكون بشيرا بقرب ولادة الهلال الجديد، ويعتبره مركز الكسوف هو موعد ميلاد القمر الجديد؛ وبهذا يمكن استخدام أوقات حدوث هذه الظاهرة لتصحيح التقويم الفلكي . ومن المتوقع أن يتبع هذا الكسوف الجزئي للشمس بعد أسبوعين من حدوثه خسوف كلي للقمر منتصف محرم المقبل وسوف يكون مشاهدا بالوطن العربي وسيكون كسوف الشمس التالي في 29 جمادى الثاني المقبل الموافق 20 مايو 2012 وهو واحد من الكسوفات الشمسية النادرة التي تعرف باسم الكسوف الحلقي ولن يكون مشاهدا في العالم العربي . تجدر الإشارة إلى أن العام الحالي شهد كسوفاً جزئياً للشمس في الرابع من شهر يناير تمت رؤيته ببعض الدول العربية وآخر في الأول من شهر يونيو الماضي ، وكسوفاً جزئياً للشمس هو الثالث في العام 2011 م في الأول من شهر يوليو . ام/ام