يعتبر الحادي عشر من يوليو 2012 م يوما خالدا فريدا في تاريخ الشعب السوداني وذلك بالاحتفال رسميا بافتتاح مصنع سكر النيل الابيض الذي يعد الاضخم من نوعه ليس علي المستوى الوطني او الاقليمي فحسب وإنما علي مستوى العالم وذلك بإنتاجه 450 ألف طن في العام بجانب انتاج صناعات اخرى مرتبطه بصناعة السكر مثل الايثانول حيث سينتج 50مليون لتر سنويا والكهربا ء من البقاس بطاقة 104 ميقاواط في الساعة والاعلاف من الحصاد الاخضر وغيرها من المنتجات الاخرى الزراعية والحيوانية والصناعية . الحدث الكبير شهد حضورا مميزا ورفيعا يتقدمه فخامة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية يرافقه مساعديه الاستاذ موسى محمد أحمد العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي وعدد من الوزراء والمسؤولين في الدولة و قيادات من الهيئة التشريعية القومية والاستاذ يوسف الشنبلي والي ولاية النيل الابيض واعضاء حكومته وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية بالخرطوم والمؤسسات والجهات المشاركة والمساهمه في مصنع سكر النيل الابيض وجمع من وسائط الاعلام والقنوات الفضائية الوطنية والاجنبية وأهل الصحافة وحشد من المواطنين من الشرائح المختلفة . وصف الكثيرون من اهل السياسة والاقتصاد والمراقبين الحدث بأنه ملحمة وطنية كبرى شارك فيها كل في اختصاصه لمغالبة التحديات وصولا ليوم الفرحة الكبرى بالاعلان رسميا بانتاج اول جوال سكر كتب عليه صنع في مصنع سكر الابيض ووقع عليها المشير عمر البشير رئيس الجمهورية . وجاء الاحتفال بطعم خاص وذلك بعد التمكن من تصميم وبرمجة وتشغيل برنامج لتشغيل الطواحين التي كانت السبب وراء تأجيل الافتتاح الرسمي من ابريل 2012م حتى يوليو 2012م وذلك لدخول البرنامج في قائمة المقاطعة الاميركية الجائرة علي السودان واهله . وبحسب مختصين فان التشغيل جاء بعد عمل شاق ومضني امتد لعدة اشهر تواصل فيها الليل مع النهار واختلط فيه عرق ابناء السودان وخبراتهم مع عرق وخبرات الاصدقاء وأثمر هذا الجهد بتصميم برنامج شبيه بالبرنامج الذي تم حجبه بواسطة الحكومة الاميركية ودخل في قائمة الكيد السياسي ، واكدت ادارة شركة سكر النيل الابيض ان ذلك تم بتعاون القيادة وكل ذوي الاختصاص وبمعاونة الاصدقاء . واجمع المشاركون في الاحتفال عبر كلماتهم الرسمية والاستطلاعلات واللقاءات الصحفية والاعلامية التي أجريت معهم وهم يتقاطرون من كل حدب وصوب الي ساحة الاحتفال التي اختير لها ان تكون علي مقربة من مباني المصنع لرؤية معداته واجهزته ومشاهدة تشغيله وسماع صوت ماكيناته وآلياته وهي تتتحرك لتحصد سيقان القصب حصادا اخضرا ليطحن ويكون ناتجه سكرا ومولاصا وبقاسا وعلفا يستفيد منه الانسان والحيوان ، اجمعوا ان هذا اليوم لايقل اهمية وفرحة عن الفرحة التي ارتسمت علي وجوه اهل السودان وهم يحررون هجليج وينتصرون في النيل الازرق وجنوب كردفان . المشير عمر البشير رئيس الجمهورية افتتح المصنع رسميا مع التهليل والتكبير وقام بالتوقيع علي اللوحة المخصصة للافتتاح كما دشن العمل وشاهد عمليات التشغيل ووقف علي بداية عمليات الانتاج وقام بالجلوس علي الطاولة والتوقيع علي الجوال الاول المنتج من المصنع ووقع عليه كما تفقد عددا من مكونات المصنع الرئيسة للانتاج المتمثله في المزرعه ووحدات الري والطواحين التي استمع الي شرح واف حول تشغيلها وكيفية تم تجاوز مشكلتها واشاد بما تحقق من انجاز وشكر الجهات التي ساهمت وتساهم في المصنع . وبعد ذلك توجه السيد رئيس الجمهورية الي ساحة الاحتفالات وخاطب اللقاء الجماهيري الحاشد الذي أمه جمهور من مختلف انحاء محلية الدويم وما حولها وتعزر مشاركة الكثيرين بسبب الامطار التي هطلت بغزارة بانحاء متفرقة بالولاية في الليلة السابقة للاحتفال . وخلال مخاطبته الاحتفال رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير ركز علي ضرورة منع تكرار التعاقد مع شركات تتبع لدولة معادية للسودان باي شكل الاشكال بهدف تجاوز حدوث كالذي حدث جراء حجب شفرة طواحين المصنع أمريكيا حيث وجه بكلمات صريحة وواضحة القطاعين العام والخاص بحظر التعامل مع الشركات التي تتبع لدول معادية للسودان وتقاطعه اقتصادية وفتح المجال لمن سماهم الاصدقاء الذين هم علي استعداد في للتعاون والاستثمار في السودان ولاستغلال موارده . وقال البشير لدى مخاطبته الاحتفال بموقع المصنع بأبي حبيرة بولاية النيل الأبيض أنه لا تعامل مع شركات الدول التي تحارب السودان اقتصادياً، وأضاف إن أي جهة تريد أن تنشيء مصنعاً وترغب في استثمار موارد السودان عليها أن تقطع علاقاتها مع تلك الدول مشيراً إلى أن البدائل موجودة في مجال الاستثمار. وقال أصدقاؤنا موجودون ولديهم الرغبة في التعاون معنا. واستجابة لطلبات اهالي المنطقة في الخدمات وخاصة الكهرباء للقري والمشاريع الزراعيه وجه رئيس الجمهورية، وزارتي الصناعة والكهرباء وإدارة مصنع سكر النيل الأبيض بالعمل على إنارة كل القرى في المنطقة وتوصيل الكهرباء لها فوراً كما وجه رئيس الجمهورية، ولاية النيل الأبيض بتقديم رؤية واضحة لتجميع مشاريع النيل الأبيض بهدف زيادة الانتاج وتحسين أحوال المواطنين المعيشية كما وجه بتكملة المشاريع الزراعية المتبقية قبل نهاية العام ووعد بمعالجة الإشكاليات حتى يبدأ العمل الزراعي بهذه المشاريع اعتبارا من الموسم القادم . وأشاد رئيس الجمهورية بمواطني النيل الأبيض وقال إنهم متعالون على العصبية والجهوية مشيراً إلى انهم احتضنوا الإمام المهدي ونصروه باتباع دعوته التي اساسها لا اله الا الله حتى تمكن من تحرير كل السودان.. وقال إن الحكومة قررت إنشاء هذا المصنع بهدف تنمية الإنسان والمنطقة ولأن السودان يريد أن يمتلك قراره مبينا إن افتتاح مصنع سكر النيل الأبيض يعد خطوة مهمة في تنفيذ خطة السكر وسيكون السودان من أكبر الدول المصدرة للسكر. ومن جهته أكد والي النيل الأبيض يوسف الشنبلي أن افتتاح المصنع رد على كل الذين ظنوا أن الإنقاذ توقفت عن الانجاز ولكن خاب فألهم مشيراً إلى أن المصنع يعتبر المولود الثالث لصناعة السكر في ولاية النيل الأبيض. وأكد وزير الصناعة المهندس عبد الوهاب محمد عثمان أن المصنع يعتبر إضافة جديدة للصناعة عامة وصناعة السكر خاصة بكوادر سودانية لها خبرات متراكمة ممثلة في شركة كنانة. ووعد الوزير بإكمال بقية المشروع بنهاية العام الحالي مشيراً إلى أن رئيس الجمهورية وجه بمضاعفة تعويضات الأهالي المتأثرين بقيام المشروع.وقال إن المشروع يمنح المستثمرين ثقة عالية على قدرة السودان في تنفيذ المشروعات الكبيرة. وبشر السيد وزير الصناعة ان العمل سيتواصل خلال الفترة المقبلة لانفاذ عدد من مشاريع صناعة السكر في السودان منها الرديس والرماش والنيل الازرق ومشكور . وكان قد تحدث في الاحتفال العضو المنتدب مدير شركة كنانة محمد المرضي التجاني قائلاً إن المشروع هو الأبرز والأهم في تاريخ السودان وسيكون نقطة تحول في صناعة السكر بالبلاد، وأضاف أن هذا المشروع سيكون ضلعاً مهماً في تحقيق الأمن الغذائي العربي، ويعتبر الأحدث لأنه بدأ من حيث انتهت كنانة. وقال مدير شركة سكر النيل الأبيض المهندس حسن ساتي إن المشروع نقطة تحول اقتصادية بيئية في الريف السوداني وأن تقنياته منخفضة التكاليف وعبر عن تقديره لشركة كنانة التي قال إنها صاحبة الخبرات والمعارف في مجال صناعة السكر كما قدَّم تحايا خاصة لمؤسسات التمويل العربية والسودانية ولأهالي المنطقة وقياداتهم المحلية الذين ساندوا المشروع منذ بدايته. ووفقا لتاكيدات المهندس حسن ساتي مدير شركة سكر النيل الابيض ومدير المصنع المهندس على السيد مختار (لسونا) فان المصنع يعتبر من اكبر المصانع لصناعة السكر فى العالم بانتاجية تبلغ 450 الف طن فى العام ويضع السودان فى مقدمة دول العالم من حيث كبر الانتاجية والاستخدام الامثل للتقانات المتطورة والدخول فى الصناعات المصاحبة لانتاج السكر مثل انتاج الوقود الحيوى المتمثل فى الايثانول وانتاج الكهرباءوصناعة الاعلاف . واوضح علي السيد ان المصنع يطحن 24 الف طن قصب سكر فى اليوم وسيتطور الى 30 الف طن فى القريب وروعى فى التصميم هذا التوسع وسينتج المصنع حوالى 2500 طن سكر فى اليوم اى مايعادل 50 الف جوال سكر فى اليوم والطاقة الكلية حوالى 450 الف طن سكر فى العام اى حوالى 9 مليون جوال سكر فى العام وهو بهذه الطاقه يعتبر الاكبر فى افريقيا من حيث الانتاج الكلى. . وتبلغ الطاقة التى تنتج من مصنع سكر النيل الابيض حوالى 104 ميقاواط فى الساعه يستهلك منها المصنع 45 ميقاواط الى 50 ميقاواط فى الساعه للمصنع والمدينة السكنية وانظمة الرى وتوفر البقية التى هى حوالى 50 ميقاواط فى الساعه للتصدير وقد قاموا فى هذا المجال ببناء خط ناقل للكهرباء من المصنع يرتبط بمحطة ( مشكور) لتصدير الطاقة وهى حوالى 50 ميقاواط ساعه متواصله خلال موسم الانتاج وخلال موسم الصيانه وكل هذه الطاقة تنتج من البقاس وهو الطاقة االرخيصه المتجدده الصديقه للبيئه . وعن صناعة الايثانول فان الدراسات تشير الي توقعات الي انتاج حوالى 170 الف طن من المولاص تساعدا فى انتاج 50 مليون لتر من الايثانول النقى بدرجة نقاوة 99,9%. بجانب ان المصنع يتبع طريقة الحصاد الاخضر النظيف لسببين كانت هناك طاقة كبيرة مهدرة من الالياف تحرق فى الصناعات العادية وهذه الطاقة حوالى مليون طن من الالياف الخضراء التى يمكن تجميعها وحزمها فى بالات تسوق فى الاسواق كمادة خضراء للحيوانات وتم اجراء تجارب فى مصانع كنانه وهى مادة مفيدة للحيوان ومكتمله. كما ان المصنع به تقنية تدوير المخلفات حتى لاتؤثر سلبا على البيئه حيث ان كل النواتج السائله من المصنع يتم معالجتها فى محطات معالجة الوسائل الراجعه ويتم تنقيتها من كل المواد العالقه من تركيز الكاربوهايدراك ويتم تدويرها والاستفاده منها فى زراعة الغابات وهذه واحده من الاشياء الاساسية التى تجعل المصنع صديقا للبيئة لكل ما ذكر نضم صوتنا الي صوت الذين كل الذي اشادوا بافتتاح المصنع ووصفوا تشغيله بانه محلمة وطنية ونقول لابد من ان تتكامل الجهود لتنفيذ الخطة العشرية للسودان التي تستهدف في نهايتها الوصول الي انتاج 10 مليون طن سكر يستهلك محليا منها حوالى مليون ونصف الى 2 مليون والاستهلاك الحالى حوالى مليون و200 الف يكون الفائض للسودان حوالى 8 مليون ونصف طن سكر يمكن ان تمثل ركيزة للاقتصاد السودانى يجنى منها حوالى 7 مليار دولار سنويا الدخل المتوقع منها فى نهاية الخطة العشرية وهذه ملحمة اخرى يجب ان تتضافر الجهود لتحقيقها .