تهل علينا النفحات الإيمانية لشهر الصوم.. شهر الخير والبر والإحسان.. شهر المغفرة والرحمات والعتق من النار.. شهر فيه ليلة خير من ألف شهر.. كما قال الحق تبارك وتعالى. فهل أعددنا له العدة ؟ بالتأكيد كل مجتمع وكل مسلم تغمره تجليات الشهر الفضيل، ويجتهد المسلم قدر عزيمته في العبادات والطاعات وبذل الخيرات، حتى من تضعف عزيمته يسعى لتقويتها وترويض نفسه وطبعها على الخير ليقينه أن الصوم عبادة بين العبد وربه ولا رياء حتى في النية، وإنما الفوز في المسارعة إلى الخيرات والباقيات الصالحات لمضاعفة الحسنات رجاء التوبة والمغفرة. - الوقت وهى اياما معدودات فى رمضان.. فقد اعتاد كثيرون على الكسل في أداء الأعمال نهارا، والموظف بالكاد يؤدي نصف مستوى أداء عمله في غير رمضان، ناهيك عن أن الدوام أصلا يكون نصف دوام أو يزيد قليلا في رمضان، فكم هي الخسارة في كل شيء. أما الليل فتعج الأسواق بالحركة والتردد على المقاهي، أما الجالسون أمام الشاشات فحدث ولا حرج من وقت مهدر من الغافلين الذين منهم من (يخطف) ركعات صلاة التراويح ليهرول ثانية إلى برامج الفضائيات التي تتكالب من لحظة الإفطار حتى أذان الفجر، ولا نعلم حتى الآن تفسيرا لهذه الظاهرة التي لا تعين على روحانيات رمضان وإنما سرقتها مع سبق الإصرار. ولنتواصى بالحرص على :- - على استغلال وقتنا في رمضان في ذكر الله: مِن قراءة للقرآن، وتسبيح، وتهليل، وتكبير. - احْرِص أن لا تفوتَك صلاة الجماعة في المسجد -أبداً- في هذا الشهر، بل ولا تكبيره الإحرام. - تحلَّ بآداب الصوم عند تعرضك لِسوء: من شتم، أو سب، أو غيره؛ فلا تَرُدَّ على المسيءِ بالإساءة، وإنما قل: إني صائم؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا أصبح أحدكم يوماً صائماً، فلا يرفث، ولا يجهل، فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله؛ فليقل: إني صائم، إني صائم)). - احرص على تناول وجبة السحور؛ فإن أكله بركة، وهو الغذاء المبارك؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((تسحروا؛ فإن في السحور بركة)). - عوِّدوا أطفالكم على الصيام، بِرفق ولِين، فقد كان السلف الصالح يفعلون ذلك. - حافظ على السواك في رمضان وغيره ؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء)) . - احرص على صلاة التراويح ؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه- قال: ((كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُرَغِّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة))، وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً: غُفر له ما تقدَّم من ذنبه)). - احرص على متابعة إمامك في صلاة القيام حتى ينصرف؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((مَن قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة)). - قيام ليالي العشر الأواخر، فهي ليالٍ فاضلة، وفيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر؛ فقد ((كان رسول الله إذا دخل العشر شدَّ مِئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله))، و ((كان رسول الله يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيرها))، و ((كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله)). - واظب على دعاء: ((اللهم إنك عَفُوٌّ تحب العفو، فَاعْفُ عني))، وبخاصّة في أوتار العشر الأواخر مِن رمضان. - اعلم أن يوم العيد يوم شكر لله -تعالى-، فلا تجعله يوم انطلاق مما حبست عنه نفسك في هذا الشهر، أو الانغماس في المعاصي. الحمد لله الذي جعل في رمضان ليلة القدر.. ونلهج إليه أن يبلغنا إياها.. ونسأله سبحانه أن يوفقنا لصيامه وقيامه وصالح الأعمال، وأن يتقبله منا.. وكل عام والجميع بألف خير. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.