التعايش السلمي هدف يتطلع إليه كل المجتمع المتعدد الديانات والثقافات والاثنيات ويتحقق ذلك عبر وعي المجتمع بكل مكوناته والتسامح في العلاقات بين الناس . وان التنوع والتعدد والأخلاق في الكون عبارة عن واقع ملموس يتشكل في عدة أشكال ومحاور من أهمها مقومات التعايش المشترك وبها عدة عناصر منها عنصر التربية وتتحدث التربية عن بيئة الإنسان والمحيط الذي يعيش فيه سلباً كان او إيجابا فالبيئة تعتبر احد عوامل تكوين الشخصية البشريةبل أهمها ، هذا ما أشارت اليه ورقة ( التعايش السلمي في ظل التنوع الديني ) التي قدمها الشيخ محمد الحوار خلال ورشة ( التعايش السلمي في ظل التنوع الديني والاختلاف السياسي) الثلاثاء الماضى بقاعة الدكتور صابر محمد الحسن بأكاديمية السودان للعلوم المالية والمصرفية التي نظمها المجلس الاعلي للتعايش السلمي بولاية الخرطوم برعاية الدكتور عبدالرحمن الخضر والي الولاية . وتشير الورقة الي ان المعرفة الواقعية للسودان وللأخر هي احدي عناصر ومقومات التعايش السلمي بين أفراد المجتمع وان معرفة الآخر تشكل عاملاً مهماً في ترسيخ ثقافة التعايش السلمي والتواصل الايجابي ، وان لمعرفة الذات ومعرفة الآخر مهمة لمعرفة الواقع لذلك لابد من إدراك المستجدات التي تطرأ علي العاالم من حولنا حتى تتبين طبيعة الواقع لتعزيز التعايش المشترك وصيانته . وأوضحت الورقة ان الإعلام الهادف له تأثير كبير علي الر اى العام فهو يشكل ثقافته وتفاعله مع الإحداث وعالم اليوم تعددت فيه وسائط الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بصورة لم يسبق لها مثيل وأصبحت المعلومات متاحة فالإعلام اذا وسيلة من وسائل نشر الثقافة وترسيخها وهو ايقونة العصر المعلوماتية فإذا استخدم استخداماً هادفاً سيساهم في ترسيخ ثقافة الوحدة الوطنية وذلك عن طريق نشر مواضيع تدعو للتسامح وتبين حتمية الاختلاف وضرورته وكيفية التعامل معه وان تتجنب وسائل الإعلام المواضيع التي من شأنها ان تثير الفتنة وتدعو للتعصب وتنشر الكراهية وان تتبع وسائل الإعلام نهجاً تسامحيا يوجه من خلاله الرأي العام في اتجاه قبول الآخر والتعايش السلمي واتخاذ الحوار وسيلة لفض النزاعات . وتحدثت الورقة عن التواصل بين المجموعات الدينية من ضمن عناصر التعايش السلمي عبر التعرف علي الآخر بتعميق المعرفة والمعايشة والتواصل فإن التواصل بين المجموعات الدينية والثقافية والاثنية يفتح الباب لتفاهم ويرفد العلاقات الإنسانية بمفاهيم تعزز بايجابية للتصدي الديني والتنوع الثقافي وتعزز التعايش. وهنالك مجالات متعددة يمكن من خلالها إتاحة العمل المشترك بين مكونات المجتمع عبر الأنشطة المشتركة دون ان تشكل عقائدهم وثقافاتهم واثنياتهم عائقاَ يحول بينهم مثل لذلك المعارف الإنسانية والأمثلة الاقتصادية ، لذلك لابد من اتخاذ خطوات عملية لاختيار الثقافات التراكمية بين المجتمع . وتشكل العلاقات بين الأديان والثقافات ضرورة لمعرفة أسباب التوتر والتخلص منه حتي يكون التعامل بين الناس طريقا سالكاً نحو الثقة والاستدامة والوعي بأسباب التوتر والحرص علي عدم تكرار الأخطاء التي تؤدي الي التوتر .