التعاونيات الزراعية تغذى العالم هو الموضوع الاساسى ليوم الأغذية العالمي للعام 2012 تقديرا للدور الذي تضطلع به التعاونيات حيث تعتبرها منظمة الأغذية والزراعة العالمية حلفاء طبيعيين في تحسين الأمن الغذائي والمساهمة في القضاء على الجوع الذى يحتفل به العالم يوم 16 اكتوبر كل عام. ماذا تعني التعاونيات؟ هي نوع خاص من المشاريع يمكن ان يطلق عليه اسم مشروع اجتماعي فهي توازن بين هدفين رئيسين هما تلبية احتياجات اعضائه والسعي إلى تحقيق الربح والاستدامة وبعبارة أخرى التعاونية هي جمعية من النساء والرجال يشكلون معا مشروعا يدار ديمقراطيا بشكل مشترك ولا يكون توليد الأرباح مستبعدا من هدفه ولكن تعطى الأولوية للناس قبل الربح كما أنها تساعد أعضاءها على تحقيق أهدافهم المشتركة وتطلعاتهم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وهي مشروع اجتماعي يعزز السلام والديمقراطية. وتوفر التعاونيات في جميع القطاعات أكثر من 100مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم اى أكثر من الشركات المتعددة الجنسيات بنسبة 20% وتشمل هذه الوظائف أعضاء التعاونيات بالإضافة إلى العاملين في الشركات التي تقدم السلع والخدمات لها ويقدر عدد الأعضاء في التعاونيات في جميع أنحاء العالم بمليار شخص. وأفادت دراسات بأنه يعانى واحد من كل سبعة أشخاص تقريبا من نقص في التغذية ألا أن لدى العالم الوسائل الكفيلة بالقضاء على الجوع وتوفير التنمية المستدامة وهنالك اتفاق واسع على أن أصحاب الحيازات الصغيرة سيوفرون الكثير من المواد الغذائية للمشاركة في هذين الهدفين. والسودان من الدول المهتمة بيوم الغذاء العالمي حيث احتفلت وزارة الزراعة بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بالخرطوم بهذا اليوم، تخلل الاحتفال الكثير من البرامج وقدمت فيه عدة اوارق عمل شملت تطور الحركة التعاونية في حركتها وتحليل آليات الحركة وأثرها جاء فيها ان التعاون نشاط اقتصادي طوعي وممارسة والهدف الاساسى من الفعل الاقتصادي خلق منافع اقتصادية واجتماعية للأفراد وتطرقت إلى مجالات النشاط التعاوني الزراعي انتاجه وتسويقه بالإضافة إلى وسائل الإنتاج والتصنيع والتخزين والنقل والبيع والتعبئة والأرض. وتناولت ورقة مداخل دراسة الحركة التعاونية من الناحية القانونية والاقتصادية والتاريخية تناولت القوانين وتشجيع التعاون وأسهم العضوية والدور الاقتصادي في التنمية والتشريعات الأساسية وهى الديمقراطية وملكية وسائل الإنتاج والعضوية بالإضافة إلى مداخل أخرى لتحليل مشاكل التعاون الزراعي. كما قدمت ورقة بعنوان ما العمل وماهو مستقبل التعاون الزراعي؟ تعرضت في الإطار العام لإمكانيات تفعيل الحركة التعاونية الزراعية السودانية بجانب ورقة تطوير الأهداف التعاونية من خلال تفعيل وتعظيم دور النشاط التعاوني للتنمية الزراعية الريفية ووضعها في أطار وسياسات الدولة والعمل لحماية المنتج التعاوني ودفع وتشجيع الحركة التعاونية للدخول إلى مجالات إنتاجية وخدمية وزراعية وترسيخ مبدأ الديمقراطية في الإدارة وربط الأهداف الاقتصادية التعاونية والأهداف الاجتماعية لتنمية وتطوير المجتمعات المحلية وتحرير التعاونيات من سيطرة الأجهزة الإدارية والسياسية. وورقة الأساليب التي يمكن إتباعها لتحقيق الأهداف وذلك من خلال تجميع الفوائض والمدخرات واستخدامها بطريقة مثلى لتفعيل النشاط التعاوني واستثمار الفوائض للعمليات الإنتاجية والتحديث لتطوير وتحديث النشاط التسويقي والتعاوني. وتناولت الاوارق تحديث وسائل تخزين وإنشاء شبكة معلوماتية تسويقية والاهتمام بالتدريب والتثقيف التعاوني وخلق علاقات سليمة بين التعاونيات وتشجيع التعاونيات النوعية وربطها مع بعضها البعض في شبكة من اجل الإنتاج والتسويق والمتطلبات الأساسية لإحداث التطوير. وهنالك نجاحات للتعاونيات الزراعية في اقامة علاقات مع الجهات الفاعلة الاقتصادية الاخرى وهو امر هام ليس لانتاجها المحلي فحسب بل للنفاذ الى الاسواق واكتساب القدرة على المساومة والتفاوض على شروط تجارية اكثر عدلا. ع س