يحتفل العالم في السابع والعشرين من مارس كل عام باليوم العالمي للمسرح وهو تقليد درج عليه أهل المسرح في أنحاء العالم ، وتمثل الرسالة الي يقدمها أحد المسرحيين المعروفين علي مستوي العالم كل عام أهم فعاليات الإحتفال . وفي هذا الإطار تم إفتتاح مهرجان البقعة الدولي للمسرح الخميس الماضي في دورته الرابعة عشر بأم درمان والذي تستمر فعالياته حتي الرابع من أبريل بحضور وزيرا الثقافة الإتحادي والولائي وعدد من الشخصيات القيادية والمهتمة بالمسرح برعاية الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية . ومثل إهتمام الدولة هذا العام مؤشر إيجابي لمزيد من الاهتمام بهذا النوع الراقي من الفنون وهو اهتمام وضح جليا في حديث النائب الأول عن المهرجان (( استكمالا لرؤية واثقة للدولة في تشكيل مرجعية جامعة للثقافة السودانية لعموم أهل السودان واستكشافا لقيم الوحدة الوطنية لنرتقي بالسودان وطنا وإنسانا )) . وقدم (بريت بيلى) الكاتب والأديب والمخرج الجنوب افريقى رسالة اليوم العالمى للمسرح للعام 2014م وقال خلال كلمته مساء السبت 29 مارس بالمسرح القومي بأم درمان "مسرح البقعة" أن رسالته لأهل المسرح بالسودان هى العمل على محو الصورة السالبة عن السودان من خلال المسرح خاصة إن المسرح بالسودان بخير ويؤدى رسالته ، مشيراً إلى أن المسرح يهز المجتمع من أكتافه داعياً لروح العرض المسرحي الجامح في كل زمان ومكان بالقرى والمدن ، تحت الأشجار وقاعة الدرس والحواري الفقيرة والهوامش .مبيناً قدرة المسرح على التنوع والتعدد في تناول الموضوعات خلال اللحن والغناء والأصوات والبكاء والضحك وتذويب الحدود ودعم قضايا المجتمع ، وتمت ترجمة رسالة بريت بيلي الي 40 لغة عالمية. وأوضح د. تابيوس بيانكوني المدير العام للهيئة الدولية للمسرح ( ITI ) باليونسكو وشخصية المهرجان العالمية اهتمام الهيئة لأول مرة بالاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للمسرح الذي يحتفل به كل العالم من باريس . وقال في كلمته بالمهرجان أن المسرح أداة لتكريس الحوار بين الناس ووسيلة للتعرف علي الآخرين إذا ما أحسن استخدامه ، مؤكدا بأن اليونسكو مهتمة بمثل هذه الأنشطة من الفنون داعيا الي الاهتمام بفكرة المسارح المدرسية والتنوع الثقافي لبناء مسرح يخدم المجتمع ويعمل علي ترقيته وتأسيس فهم مشترك يسهم في فض النزاعات . وتم اختيار البروفيسور سعد يوسف عبيد شخصية المهرجان المحلية لإسهاماته المشرقة كممثل ومخرج وناقد ، وعبر عن رؤيته للبقعة ب ( من البقعة المكان توضأت بماء الانتماء للمسرح ، محرابها محراب بثلاثية "عشق ، إرتباط ، إنتماء" .. عشق لعازه وإرتباط بالوطن وإنتماء لمسرح عموم أهل السودان ، المسرح صوتنا صاحب الحسن الأوحد للبلد والناس والحلم غناء للخير نشيدا للجمال نشيجا للحق ) . وكانت فكرة رائدة واعتراف بدور الفنان وقوة دفع للمزيد من التواصل الإبداعي مثًل أروع أفكار مهرجان البقعة إضافة الي الملتقيات الفكرية والندوات التي تضمنها فعاليات المهرجان . ثلاثة عشر دورة مضت لمهرجان البقعة الدولي تلاقت فيها عناصر مختلفة شكلت عملا منسجما ، والآن تأتي الدورة الرابعة عشر ، و ربما تعيد المسرح السوداني الي سابق عهده لتنفي عن المهرجان صفة مجرد الإحتفائية ليعود واحدا من أصعب وأرقي الفنون .