- سبعة وثلاثون طالباً وطالبةً من مدرسة الأخوة السودانية الليبية بطرابلس ، حشدوا جهد عام دراسي كامل كانت كل لحظة أو ساعة أو دقيقة منه تمثل بالنسبة لهم لبنة كاملة في صرح مستقبل بات يحرسه أهلهم ومعلموهم ،فجافت أعينهم الكرى وجنوبهم المضاجع ، إلا ان تدهور الأوضاع الأمنية بدولة ليبيا أصبح اكبر مهدد لمستقبل أولئك الطلاب فما كان من الجميع إلا البحث عن السبل الكفيلة بعتق رقبة ذلك المستقبل من مقصلة الحرب وفتك الرصاص في وقت أصبح فيه تواصلهم مع المدرسة والمعلمين للتحصيل شبه مستحيل ، لان الطريق إلى المدرسة محفوف بالموت ، والدولة لم تغفل حالهم بل ظلت تراقب الأمر عن كثب أملا في ان تهدأ الأوضاع ولو لوقت يسمح لهم بأداء امتحان الشهادة الثانوية السودانية من هناك ، لكن صوت آلة الحرب كان اعلي من كل الأصوات فعندها رجحت كفة العودة إلى الوطن . أبدى الطلاب وأسرهم والمعلمون ارتياحاً كبيراً للقرار الذي قضى بحتمية عودة هؤلاء الطلاب إلى وطنهم وأهلهم لأداء امتحانات الشهادة الثانوية السودانية للعام 2014 م - 2015 م من السودان في امن وأمان ، فكان مجلس الوزراء قد كلف جهاز تنظيم شئون السودانيين بالخارج بتنفيذ القرار ، فشد الجهاز مئزره وأيقظ أهله للمهمة ، فاعد لذلك منزلة الطلاب وكافة ما يحتاجونه من تامين وإسناد أكاديمي ورعاية صحية وترحيل من والى مركز الامتحان وغيرها ، وعند الساعة السادسة من صباح الجمعة الثالث عشر من مارس الجاري هبطت طائرة الخطوط الإفريقية بمطار الخرطوم وهى تحمل في داخلها سبعة وثلاثين طالباً وطالبة ومعلميهم وآمالهم ، وكان في استقبالهم بالمطار الاستاذ حاج ماجد محمد السوار ، الأمين العام لجهاز المغتربين ، والأستاذ فقيري حسن عثمان المدير العام للهجرة والجاليات بالجهاز وعدد من قيادات التربية والتعليم بالبلاد ، وقد استقبلوا أبناءهم وبناتهم بالحفاوة والترحاب ، وخاطبهم الأمين العام لجهاز المغتربين السفير حاج ماجد سوار مؤكداً على اكتمال كافة الترتيبات لإقامتهم وتهيئة كافة الظروف والاحتياجات لهم من سكن وإسناد أكاديمي وتأمين ورعاية صحية وغيرها من الاحتياجات ، وأكد لهم سوار أيضا ان الدولة مهتمة بهم على أعلي مستوياتها ، وأعلن عن تخصيص ثلاثة منح في الطب والهندسة والعلوم الإدارية بجامعة المغتربين للطلاب المتفوقين منهم ، فاصطف أبناء وبنات الوطن يضعون أيديهم على صدورهم وهم يرددون تحية الوطن : نحن جند الله . . جند الوطن ان دعا داعي الفداء لن نخن نتحدى الموت عند المحن نشترى المجد بأغلى ثمن هذه الأرض لنا . . . فليعش سوداننا علماً بين الأمم يا بني السودان هذا رمزكم . . يحمل العبء . . ويحمى أرضكم وعبر المعلمون عن ارتياحهم لقرار الدولة بعودة الطلاب لأداء الامتحانات ببلدهم واصفين ذلك بأنه فرصةٌ طيبة لهم للتواصل مع أهلهم ووطنهم خاصة وان بينهم عدد كبير هي المرة الأولى التي يزور فيها السودان . العودة كانت بمثابة بارقة أمل للطلاب لرسم وتلوين أحلامهم وآمالهم في المستقبل من جديد ، إذ اجمعوا على أنهم لم يكونوا يتوقعون الجلوس للامتحان نسبة للظروف الصعبة التي عاشوها في ليبيا إذ لم يكن من الممكن لهم الوصول إلى المدرسة أو التواصل مع معلم أو معلمة لتلقى درس أو حصة لان أي محاولة لذلك تعتبر مخاطرة كبرى ، وعبروا عن سعادتهم بالعودة واستعدادهم لأداء الامتحان بروح معنوية عالية واستعداد نفسي كبير . وفى اليوم الأول لانطلاق امتحانات الشهادة الثانوية تفقد السفير حاج ماجد سوار الأمين العام لجهاز المغتربين ، والدكتور السر الشيخ احمد مختار ، وكيل وزارة التربية والتعليم ، الطلاب بمركز الامتحان بمدرسة القراى النموذجية بالخرطوم وتحدثا إلى الطلاب وقدما لهم رسائل دعم معنوية عالية متمنين لهم التوفيق والسداد . الطلاب أرسلوا رسائل إلى أهلهم عبر وسائل ووسائط الإعلام المختلفة التي زارتهم بمقر إقامتهم بالمدينة الشبابية ( المقر القومي للمعسكرات سابقاً ) وفى مركز الامتحان طمأنوهم عبرها ذاكرين أنهم في أيد أمينة وتم توفير كافة سبل الراحة والأمان لهم بدرجة شعروا عندها كأنهم لم يبتعدوا عن أهلهم ، حيث ابدوا ارتياحهم التام لما وجدوه من تهيئة المناخ المناسب بجانب الدعم النفسي والأكاديمي من قبل جهاز المغتربين والأساتذة والمشرفين ، وأنهم أدوا اليوم الأول من الامتحانات بسهولة ويسر وطمأنوا أهلهم بليبيا عبر ( واحة المغتربين ) ، خاصة وان هناك البعض منهم يزور السودان لأول مرة ورددوا كثيراً أنهم فقدوا الأمل في الجلوس للامتحانات وبفضل الله من عليهم بأداء الامتحان في أمان معبرين عن شكرهم للجهاز ومن عاونه في أمرهم من وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية وغيرها من الجهات الأخرى . وهذه رسالة لأولياء أمور الطلاب وذويهم على ألسنتهم بأننا بخير ونتلقى رعاية واهتمام كبير من كل النواحي ولا ينقصنا شيء وكأننا بينكم ونؤدي الامتحانات بروح معنوية عالية .