- الأسرة النواة الأساسية للمجتمع ودعامتة وهي نظام إجتماعي يتسم بالعمومية والاستمرارية ،وتراجعها عن اداء تلك الوظائف يؤدي الي خلل في تكوينها واستمراريتها. ونتيجة للتحولات والتغيرات العالمية تتعرض الاسرة العربية بمافيها السودانية لتحديات كبيرة ومخاطر تتمثل في تغيرات مادية وفكرية تتسارع مع تسارع وتيرة العولمة والانفتاح الثقافي ، مماجعل هذه الاسر مطالبة بمواجهة تحديات العصر (التحديات الاقتصادية الإجتماعية والثقافية والاخلاقية ) أفرزت سلبيات جمة أفقد بعضها قدراً كبيراً من التماسك . عميد كلية الدراسات الحضرية بجامعة الزعيم الأزهري الدكتورة إيمان أحمد محمد علي , أوضحت في ورقة قدمتها في منتدى عن(التحديات التى تواجه الأسرة السودانية )أن التحديات التي تواجه الأسر واحدة وهي من أهم القضايا التي تشغل المجتمعات العربية والسودانية خاصة وأن الاسرة هي النواة الأساسية لكيان المجتمع ولديها دور كبير في إستقرار المجتمع ، مبينة أن التحديات التي تواجه الأسرة السودانية أهمها العولمة وتحولات المجتمع السوداني السياسية والإقتصادية. وقالت د. أيمان في المنتدى الذى نظمه مركز التنوير المعرفي في مقره بالخرطوم مؤخرا أن المجتمع السوداني معروف بعاداته وتقاليده وهو مجتمع قبلي لديه ثقافته الموروثة لذلك فان التقلبات الثقافية والإجتماعية لها تأثيرها واضح في المجتمع . وأكدت الدكتورة ايمان ان هناك عدد من التحديات التي تواجه الأسرة السودانية وهي الفقر والهجرة والعولمة والبطالة فهي تحديات متداخلة مع بعضها البعض وكل قضية منها لها تأثيرها الواضح ، حيث أن الفقر في السودان في آخر إحصائية بلغت 46.5% فهي نسبة كبيرة جدا ولها أسبابها والتي منها الحروب الأهلية والنزوح وعدم الأستقرار وتأخر سن الزواج وإنخفاض مستوى المعيشة , واضافت ان الفقر أدى لظهور آثار سالبة في المجتمع من أبرزها قضية العطالة وهي قضية إجتماعية وإقتصادية وليست مشكلة السودان فقط بل كل الدول العربية مشيرة الى أن الهجرة رغم إيجابياتها إلا أنها أثرت سلبا على الأسرة خاصة في الجانب الثقافي حيث جاءت بثقافات متعددة من بعض دول الجوار . وأكدت د. ايمان في ورقتها أن العولمة لها تأثير سلبي أيضا على الأسرة السودانية أدت الى تفكك الإندماج الأسري وعدم التواصل بين الأقارب مشيرة الى التواصل عبر وسائل الإتصالات ( الموبايل ) وخلصت الورقة إلى عدد من النتائج منها أن نسبة الفقر 46.5% فهي نسبة عالية بالرغم من سعي وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي وبنك الاسرة ووزارة الصحة ووزارة التعليم العالي وغيرها من الوزارات تعمل على تخفيض نسبة الفقر في السودان ، ولكن ما زالت هذه النسبة الفقر مرتفعة مما يتطلب مزيد من الجهود الحكومية حتى يكون هنالك أسرة متماسكة ومرتبطة . وقالت أن نسبة العطالة بلغت 26% فهي أيضا نسبة عالية ، وأن نسبة الزواج في إنخفاض وإرتفاع نسبة الهجرة خارج البلاد وتزايد نسبة الطلاق . وأكدت د. أيمان في توصياتها بأهمية دور الإعلام في تنمية المجتمعات خاصة الإعلام الموجه لقطاع الشباب وتوعيتهم والإهتمام بمؤسسات الإرشاد الأسري .