- أكد الدكتور عثمان أحمد حسين خيري أستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم والرباط ، أن الفقر يؤثر على العلاقات الاجتماعية ويؤدي لظواهر سالبة تؤثر علي الترابط والتعاون الاجتماعي تصعب معالجتها علي المدى القصير. وقال في ندوة " تأثيرات الفقر على العلاقات الاجتماعية في المجتمع السوداني" بمركز التنوير المعرفي اليوم إن الفقر عندما يؤثر على العلاقات الاجتماعية يفرز ظواهر اجتماعية وثقافية جديدة تتمثل في ضعف تماسك الأسرة والمجتمع ، الجرائم ، والعطالة والهجرة من الريف إلى الحضر ، والمخدرات ، وانحسار دور وقوامة الرجل في الأسرة ، وانتشار حالات الطلاق وقلة التحصيل المدرسي للأبناء والتشرد . وأوضح د. عثمان أن الفقر أدي لبروز ظواهر النفاق الاجتماعي ، التردي البيئي والاحتيال في المعاملات التجارية والاقتصادية ، ودعا للبحث عن كيفية معالجة الفقر وتطوير العلاقات الاجتماعية بحيث لا تتأثر بثقافة جديدة دخيلة على المجتمع . من جهتها أكدت الدكتورة وداد إبراهيم خليل مدير ثقافة التنمية بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي أهمية الاستثمار لتوظيف قدرات الشباب لتوفير احتياجاتهم الأساسية للحد من مشكلة الفقر والجوع ، مشيرة إلي ان الاقتصاد والاجتماع وجهان لعملة واحد ، وأوضحت أن الفقر يؤدي إلى التفكك الأسري, والبطالة ، والهجرة والاغتراب . وقالت " ان القيم والثقافات الموروثة أصبحت تتلاشى، وابتعدت التنشئة عن التربية الدينية والقيم الإنسانية ، وأصبحت المادة أساس الحياة وأنشغل المجتمع بالدنيا" . وأضافت ان النظام الرأسمالي يدعو لإعلاء الفرد ويبتعد عن القيم الاجتماعية والدينية . وأشارت الدكتورة وداد إبراهيم إلى أن الدولة سعت لترقية أوضاع المواطنين بتقديمها وتوزيعها للزكاة والمعاشات والتمويل الأصغر ومشروعات تنمية المرأة الريفية وكفالة الأيتام والأرامل ، مشيرة إلي ان الأمر يتطلب بذل مزيد من الجهد من الحكومة ومنظمات المجتمع المدني للحفاظ علي تماسك الأسرة والحفاظ على المجتمع ، وطالبت بعدالة توزيع الثروة ، والتنشئة الاجتماعية وفق مبادئ الدين ، المواءمة بين الأصالة والحداثة.