- اكتملت الترتيبات والاستعدادات لانطلاقة فعاليات مؤتمر الحوار الوطني يوم السبت المقبل كيوم تاريخي للسودان يسجل بأحرف من نور تضاف لسجلات مواقفه الوطنية حيث يأتي المؤتمر لبلورة الجهود الوطنية في قوالبها الهيكلية والتنفيذية بعد أن أتاحت الدولة كل الفرص وهيأت كل إمكاناتها لإنجاح الحوار حرصا منها على سلامة الوطن والمواطن . والحوار مسعى ديني سعت كافة الشرائع الدينية لترسيخه كمبدأ للسلوك البشرى ، فكان الحوار بين الأنبياء وأقوامهم سبيلا إلى الدعوة إلى الله ، فيذكرنا القرآن الكريم بما دار بين نوح وهود وإبراهيم وموسى وعيسى وسيدنا محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام وبين أقوامهم من حوار دقيق هادف يتضح من خلاله الحرص على بيان الحق لهم؛ ليهتدوا إلى الصراط المستقيم كما في قوله تعالى:{ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ النحل:125 ] ، وقوله : {ولا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ العنكبوت: 46]. كما حاور نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى رغم امتلاكه زمام الأمور بما يتنزل عليه من وحي والهام. وانطلاقا من هذا الإرث التأصيلي والتاريخي والعقدي سعت الدولة بكل قوة واتخذت كل السبل والاتجاهات لإدارة حوار شفاف مع كل قطاعات المجتمع ومع كل القوى الوطنية المعارضة والتي حملت السلاح وتكتمل الجهود وتتوج أخلاص النوايا بعقد مؤتمر الحوار الوطني والمجتمعي لطرح ستة قضايا باعتبارها مفاصل الحلول ومداخل لحل كل مشاكل البلاد. وفى هذا المنحى انتظمت البلاد حركة دؤوبة لبسط مغزى مقاصد الحوار ومراميه الكلية والمخرجات الوطنية فانبثقت لجان للحوار الوطني والمجتمعي والآلية الوطنية للحوار 7+7 الممثل لعدد من القوى الحزبية والوطنية وقطعت أشواطا بعيدة لاستيعاب العديد من الأطراف التي كانت تحول بينها وبين القضايا الوطنية ، فجاءت المحصلة ان لبي العديد من القوى السياسية والحركات المسلحة الاتجاه المؤيد للمشاركة في الحوار تحقيقا للمصلحة العامة. ولتوضيح العديد من المحاور لانطلاقة مؤتمر الحوار الوطني نظمت دائرة الصحافة بأمانة إعلام المؤتمر الوطني صالونا للحوار الإعلامي الداعم للحوار الوطني وتحدث في مستهله الأستاذ حامد ممتاز أمين العلاقات السياسية الذي أوضح ان الحوار لابد ان يكون ثقافة للمجتمع وهو الحل الوحيد لمشكلات البلاد كمدخل للاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي شارحا القضايا الستة المتمثلة في الهوية والعلاقات الخارجية والاقتصاد والوحدة والسلام والحريات الأساسية وقضايا الحكم وتنفيذ مخرجات الحوار. وتطرق لجهود الدولة في الاتصال بالقوى السياسية والوطنية والحركات المسلحة للدخول للحوار بروح شجاعة ، وأبان ان الحوار الذي سيحضره أكثر من 1400 شخص ممثلين لكل أهل السودان ، حظي بترتيب أدارى قوى يبدأ بالجمعية العمومية ممثلا فيها كل حزب بثلاث أشخاص والمجالس الكبرى للحوار ومن ثم لجان للقضايا الست كل لجنة تمثل الأحزاب بشخصين ، فيما تنتظم نفرة شاملة للحوار الوطني بكل المدارس بجانب قطاعات وروابط الفنانين والشعراء ، واعتبر المؤتمر هبة وملحمة وطنية تضاف لملاحم الشعب السوداني مطالبا بدور ايجابي للصحافة في الترويج لقضايا الحوار الوطني ومخرجات المؤتمر . الأستاذ فضل السيد عيسى شعيب نائب رئيس اللجنة الإعلامية لآلية 7+7 ورئيس حزب الحقيقة الفدرالي ،أكد بان البلاد في حوجة للحوار لتقريب وجهات النظر وتحقيق والالتفاف حول المصالح الوطنية العليا ، وأشار إلى ضرورة الاعتذار عما ارتكب من أخطاء في حق الوطن والمواطن السوداني منذ الاستقلال لعدم وصولنا للطريقة المثلى في إدارة الدولة وموارده داعيا لعقد اجتماعي يلتزم به جميع أبناء الوطن . الأستاذ كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي عضو اللجنة الإعلامية في آلية الحوار الوطني أشار إلي عدد من النقاط المهمة من بينها ان تطور الأحداث وعدم إيجاد الحلول المناسبة في حينها فاقم عددا من المشاكل . وقال إن معالجة قضايا الوطن ليس باللجوء للمجتمع الدولي ووضع العراقيل أمام الحوار وإنما بتحقيق السلام والاستقرار والتنمية وفق إرادة سودانية خالصة.