- صحيقة الفجر الجديد التي صدرعددها الاول أمس الثلاثاء بولاية البحر الاحمر ستكون الصحيفة الرابعة في الولاية، وتشكل بذلك ظاهرة نادرة الحدوث في الصحافة الولائية في البلاد. صدرت اول صحيقة متخصصة في شؤن الولاية في ستينيات القرن الماضي باسم ( البحر الاحمر ) وهي صحيقة حكومية صدرت عن وزارة الثقافة والاعلام، ثم تلتها ثلاثة صحف غير حكومية في حقب تاريخية متفرغة ، ففي بداية الثمانينيات صدرة صحيقة الشرق الشرق التي كان يملكها محمد عثمان كوداي كانت ثم توقفت في يونيو 1989م حينما علنت الطواريء عند قيام ثورة الانقاذ واغلقت جميع الصحف ولم تصدر بعد ، وفي الالفية الثانية صددرت صحيغة بورتسودان مدينتي تلتها صحيقة (امواج) وبعدها صحيقة (صوت برؤوت) واخيراً الفجر الجديد التي تصدر عن شركة القجر الجديد الطباعة والنشر والاصدارات الصحفية التي ستتناول شؤون الولاية وبعض القضايا القومية وبعض من القضايا القومية ، توزع خمسة الق نسخة داخل الولاية ، كل هذه الصحف اسبوعية الصدور وليست يومية كما صحف الخرطوم 0 لم تقتصر تجربة البحر الاحمر الصحفية في الصحف فقط بل امتدت لتشمل المجلات التي بلغ عددها اربع مجلات بعضها شهري وبعضعا ربع شهري وبعضها فصلي، هي سنجنيب ،الثغر، درة الساحل وآفاق 0 ولاية كردفان هي الرحم الذي الذي انجب الصحافة الولائية في الاربعينيات من القرن الماضي،ففي الوقت الذي تعودت فيه الانظار ان تطالع صحف العاصمة الخرطوم امست ترنو لصحيغة ولائية حررت شهادة ميلادها في يوم الجمعة الفاتح من نوفمبر1945م حينما صدر اول عدد عدد من جريدة كردفان الصادرة عن دار«كردفان للطباعة والنشر» ،والتي يملكها مؤسس و رئيس التحرير الاستاذ الفاتح النور وقد كانت صحيفة سياسية علمية ثقافية اقتصادية مستقلة، وراء صدورها خمسون محرراً وكاتباً وعاملاً ، لم تكن جريدة كردفان التي تصل الي معظم اقاليم السودان تقتصر مادتها على كردفان فقط بل كانت تنقل معظم انباء الولايات عبر اكثر من 60 مراسلاً في المدن والارياف حتى بلغ توزيعها اثنين وعشرين ألف نسخة ، بل عبرت الحدود ووصات حتى الولاياتالمتحدة الامركية حيث سفارة السودان بواشنطن وبحسب افادة الأستاذ احمد حامد الفكي الملحق الصحفي السابق بسفارة السودان بواشنطن- فترة صدور الصحيفة- قال "اشتراك السفارة في كردفان أضعاف اشتراك اكبر الصحف القومية اليومية كان يقراها ، الطلاب السودانيين بشغف لانهم وجدوا فيها خطاباً خاصاً من أهلهم ، وأخباراً عن مناطقهم " هذه الانطلاقة القوية ل(كردفان ) ثبتت اقدام الصحافة الولائية مما هيأ بيئة داعمة لاستمرار كردفان عشرة اعوام دون توقف و ومن بعد ذلك تارجحت بين الصدور والتوقف حتى التسعينيات حينما حررت شهادة وفاتها لكن دبت الروح في اوصال الصحافة الولائية من جديد ، ليست بسهول كردفان بل بسواحل البحر الاحمر التي استقت قوة التجربة من كردفان لا سيما وان الاربع صحف بالبحر الاحمر يملكها القطاع الخاص 0 اتساع الصحافة بالولاية رفدها بتسعة وعشرين صحفياً يحملون البطاقة الصحفية واكثر من خمسين آخرين في طريقهم نحو السجل الصحفي . هذا التعدد في الاصدارات الصحفية الذي جعل البحر الاحمر ولاية رائدة في مجال الصحافة الولائية طرح تساؤلاً جوهرياً لماذا استمرت الصحافة بالبحر الاحمر بالرغم من ارتفاع تكاليف صناعة الصحف؟ كيف تعايشت مع المعاناة اليومية التي يشتكي منها مر الشكوى كبار الناشرين ؟ ، ولماذا تعيش ازدهاراً مع كثافة الجدل في الوسط الاعلامي بان الصحافىة الورقية قد اقترب وقت احتضارها ؟؟ وبحسب افادة الاستاذ احمد محمد طاهر/ مالك شركة الفجر الجديد للطباعة والنشر والاصدارات الصحفية حول تكاليف اصدار عدد واحد من الصحيفة او المجلة يقول: "تكاليف صناعة الصحفوالمجلات باهظة اجراءت انشاء صحيفة تكلف مئة الف جنيه ،بينما اصدار عدد واحد من المجلة يكلف 27 الف جنيه لطباعة الف نسخة، كلها تكاليف الطباعة والتصمي والترحيل من الخرطوم م اجور هيئة التحرير ، اما الصحف تكاليفها تتحكم فيها جودة الطياعة اي جودة الورق الامع المصقول وهذه المطابع اقل عدد تطبعه 5الف نسخة ، اما المطابع بمواصفات متوسطة طباعة الف نسخة تكلف الفين جنيه" ، ويعلل طاهر ان سبب الستمرار الصحافة بالبحر الاحمر يرجع الي سببين الاول هو المنافسة من خلال تعدد الصحف التي تقتضي تنوع الطرح والقوالب الصحفية ،اضافة الي رغبة قاريء الولاية في مطالعتها ، اما الثاني تطلعات الشباب من صحفيي البحر الاحمر ان تكون لهم مؤسستهم التي يضعون سياستها التحريرية ويرسمون لها اهدافها . ان كانت تلك هي اسباب استمرار الصحيفة من وجهة نظر الناشر فهل التوزيع يغطي تكلفة الاصدار ؟؟؟ عن توزيع الصحف الولائية يقول الاستاذ ععوض كيال صاحب مكتب خدمات توزيع الصحف و المشرف على توزيع الصحف الولائية بالبحر الاحمر " من نافذة تجربة عمرها اكثر من نصف قرن فان القاري بالبحر الاحمر يبحث عن الاخبار المثيرة ، صحيفة الشرق كانت توزع 5الف نسخة ،الآن اعلى توزيع يصل الي خمسة الف نسخة والاقل الف نسخة، بحكم تجربتي في التوزيع اقول الاعلان هوو روح الصحيفة وهو الفيصل في بقائها حية او احتضارها . فمتى ما دُعمت الصحافة الولائية من قبل راسماليي الولاية ستكون الولاية قادرة على اصدار سبع صحف على الاقل". اذاً كيف يُقيّم المجلس القومي للصحافة والمطبوعا تجربة استمرار الصحافة بالبحر الاحمر؟ حسب رؤية الاستاذ عمر طيفور مدير المؤسسات الصحفية بالمجلس القومي للصحافة والمطبوعات ان لستمرار الصحافة ببورتسودان يرجع الي صبر الصحفيين على المعاناة المستمرة والتنافس بين الصحف وليس قريب ذلك على البحر الاحمر التي يها اقدم المراسلين ان يكون بها ،ثلاث صحف بسياسلت تحريرية مختلفة والرابعة ستصل الي ايدي القراء بعد غدٍ،و بالرغم من ارتفاع تكاليف صناعة الصحف وشح الاعلان وضعف الدعم الا ان الصحافة بالبحر الاحمر تشهد اذدهارا ملحوظاً . . مع هذا الفتال المستمر من اجل البقاء ماذا ينقص صحفيو البحر الاحمر ؟؟؟ وفقا لافادة الخبير الاعلامي الاستاذ عبد الوهاب مالك ان الصحفيون بالبحر الاحمر ينقصهم التدريب وفي هذا يقول " يقول استناداً على تجربتي في تاسيس الصحف الولاءية الاربعة بدأ بالشرق في الثمانينيات من القرن الماضي وحتى الفجر الجديد التي ستصدر بعد غدٍ، اقول0 ان الصحفيين بللبحر الاحمر يحتاجون للمزيد من رفع القدرات خاصة الالمام بأحدث التطورات في عالم الصحافة،و لولا اصرار الجهات الناشرة و اصرار هيآت التحرير على الصدور لما استمرت الصحافة بالبحر الاحمر لانهم يملأهم احساس ان للولاية دين على اعناقهم بان يرتفع صوتها دوماً ، ولو لم تلق الصحيفة قبولاً لدى المتلقي بالولاية لما عاشت ، ولولم تجد الدعامات الثلاثة هيئة التحرير الناشر التوزيع لما قامت وتلك الدعامات موجودة بالبحر الاحمر". حتى تكتمل الصورة فان بعض صحفيو البحر الاحمر الذين استطلعناهم عما ينقصهم يرون انهم كانوا بحاجة لان يكون لهم اتحاداً يوفر لهم الحماية ويحفظ لهم حقوقهم القانونية والمهنية ، اتحاداً يقنن وينظم العمل الصحفي ويرفع القدرات ويمنح البطاقة الصحفية وبالفعل تكون الاتحاد بحضور واشراق الاتحاد العام للصحقيين السودانيين والمجلس القومي للصحافة والمطبوعات 0. اذاً كيف يقيم الاتحاد العام للصحفيين السودانيين تجربة البحر الاحمر في مجال االصحافة الذي اشرف على تكوين الاتحاد؟ ؟ حسب تقييم الاستاذ الصادق الرزيقي رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين "البحر الاحمر ولاية رائدة ، بها اربع صحف مستقلة وهي تجربة لم تحدث من قبل في ولاية اخرى، الي جانب عدد من المجلات الشهرية والفصلية ، وهذا تطور كبير في صناعة الصخافة يتوافق مع ما يحدث في العالم ، فكبريات الصحف الامريكية صحف ولائية مثل واشنطن بوست، لولا اتساع مجال العمل اضافة الي تفاعل الراي العام المحلي وذيادة الطلب علىها ووجود بيئة اعلامية مواتية لما استمرت وحافظت عبى استقلاليتها ، وقد شهدت قبل ايام ميلاد اتحاد الصحفيين الفرعي بولاية البحر الاحمر وهي الولاية الثانية بعد نهر النيل فتجربة البحر الاحمر تجربة فريدة كما انها تعد الولاية الثانية بعد الخرطوم من حيث المؤسسات الاعلامية التي لها اثر؟ . صناعة الصحافة واستمرارها تحتاج الي رؤوس اموال وتحتاج الي الدعم المستمر ، ومع شح الاعلان وانعدام الدعم وارتفاع تكالف الطباعة والصبر و الاصرار على الاستمرار لا نملك الا ان نقول الصحافة بالبحر الاحمر تتمسكُ بالحياة رغم توفر كل عوامل الاحتضار .