كتب- سعيد الطيب يزخر المشهد السياسى السودانى حاليا بحراك مكثف داخليا وخارجيا خاصة فى النصف الاول من ابريل الجارى توزع مابين ثلاث زيارات مهمة قام بها رئيس الجمهورية لاثيوبيا والكويت والبحرين وما بين مجىء رئيس الالية الافريقية رفيعة المستوى لاحياء جولة جديدة من المفاوضات حول المنطقتين بجنوبى النيل الازرق وكردفان ثم نهاية التمرين الجوى المشترك السودانى السعودى والذى يحدث لاول مرة بالسودان اضافة الى ما تقدم المساعى الامريكية فى اقناع والضغط على الممانعين والرافضين للحوار الوطنى ان يلتحقوا به . لقد اكدت الزيارات الثلاث التى قام بها المشير عمر البشير رئيس الجمهورية فى اول وحتى منتصف ابريل الجارى نجاح الدبلوماسية السودانية فى كسب المزيد من المصالح المشتركة من جهة ومن جهة اخرى تمتين وتوطيد اواصر العلاقات مع الجارة الصديقة اثيوبيا فى كل المجالات الامنية والعسكرية والمائية والاقتصادية والاجتماعية نلفت الانتباه الى المساعى الامريكية والتى تصب فى التحول الايجابى نحو السودان بعد ان اعلنت ادارة الرئيس الجديد الامريكى ترامب فك الحصار الاقتصادى الاحادى بعد ست شهور وقد مضت نصفها , وهاهى واشنطن تحاول بالضغط والتأثير القوى اقناع الممانعين والرافضين للحوار ان يلتحقوا به لماذا ؟ مرحلة جديدة تخطوها الادارة الامريكية نحو السودان وبالتالى لابد من توفير قدر كبير من الاستقرار السياسى لطمأنة اهل الاقتصاد والاستثمار ان يدخلوا امنين فى مشاريع ضخمة سيما وان بلادنا لازالت حبلى وبكر ففيها كنوز محبة وكنوزمن الموارد الحيوانية والمائية والمعدنية ,ذهب اسود وذهب اصفر وذهب ابيض وذهب ازرق ..موارد ثرة غنية لم تكتشف واخرى على السطح تنادى الاستثمار ..ولضمان انسياب العملية الاقتصادية لابد من توحيد الجبهة الداخلية وتوفير الامن والسلام فى كل ربوع البلاد والوسيلة لذلك الية حكم وفاقية وطنية تتكون من كل الوان الطيف السياسى تنفذ مخرجات وتوصيات ما طرح فى مؤتمر الحوار الذى باركته كل القوى الخارجية بمنظماتها وهيئاتها ودولها وبالتالى اصبحت الخرطوم قبلة للانظار بعد ان قدمت تجربة رائعة (حوار) مشهود بدأ الان تنفيذ ما وصى به من اصلاحات فى القانون والحكم والادارة . وبالرغم من ان الحركة الشعبية اعلنت منتصف الاسبوع الماضى استعدادها للتوصل لاتفاق انساني قبل الدخول في محادثات سياسية مع الحكومة إلا انها أعلنت رفضها المشاركة في اي اجتماع مع لجنة تنفيذ مخرجات الحوار يدعو له الوسيط الافريقي والذى ة ثابو امبيكي الذى اختتم زيارته للخرطوموالتى ألتقى فيها بالرئيس البشير ووفد الحكومة المفاوض وعدد من قادة القوى السياسية السودانية على رأسها زعيم حزب الامة الصادق المهدي ناقش فيها مع مختلف الاطراف تنفيذ اتفاقية خارطة الطريق تمهيدا لعقد اجتماع مع لجنة تنفيذ مخرجات الحوار لمناقشة "شمولية عملية تنفيذ نتائج الحوار الوطني"، حسب ما ورد في بيان للآلية الافريقية. و نعلم تماما ان جولات التفاوض الأخيرة بين الحكومة والحركة الشعبية، انهارت بسبب عدم الااتفاق على كيفية إيصال المساعدات للمتضررين من الحرب في المنطقتين، فالخرطوم تشدد على مسارات داخلية للإعانات، بينما تمترست الحركة خلف أهمية خلق مسار خارجي بجانب الطرق الداخلية. ونعلم تماما أن الحركة الشعبية رفضت عرض امريكي بنقل المساعدات الانسانية الطبية مباشرة لمناطق الحركة وقالت ان المعبر المباشر عبر اصوصا الذي يتم عبره نقل 20 % من المساعدات سيسمح لها ايضا بمنفذ خارجي لنقل الجرحى للعلاج في الخارج ويقول المشهد السياسى ان ما تبقى من ابريل سيشهد ميلاد الحكومة الوفاقية (حكومة الوفاق الوطنى ) قبل او بعد انطلاق جولة المفاوضات القادمة ولكننا لم نورد حراك اخر اكن حتى منتص ابريل نفسه حينما حسد شقيق شقيقه وسائه ما تحقق لشقيقه من انفتاح وافراح وطالب بحصار شفيفه بطريق مباشر او بغيره مما يعكس حقيقة صدق النوايا .