- أصدرت منظمة العمل الدولية ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أول دليل باللغة العربية للممارسين العاملين على مكافحة عمل الأطفال في الزراعة وتعزيز الوعي العام حول هذه المسألة، بعد إدراك المنظمتين نقصاً في المعلومات العملية عن كيفية مواجهة أزمة الأطفال العاملين في الزراعة، الذين هم من بين أكثر أفراد المجتمع ضعفا. وتشير تقديرات منظمة العمل الدولية من عام 2013 م إلى أن عدد الأطفال العاملين في المنطقة العربية يصل إلى 9.2 مليون طفل أي 8.4% من إجمالي عدد الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتقول منظمة الفاو إن نحو 60% من عمل الأطفال موجود في قطاع الزراعة. وقال فرانك هاغمان نائب المدير الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية ورئيس الفريق الإقليمي للعمل اللائق: "شهد لبنان زيادة كبيرة جداً في معدل عمل الأطفال إثر اندلاع الأزمة السورية، وتدفق أسر اللاجئين وحاجتهم الماسة للدخل". وأضاف هاغمان: "يتم استغلال آلاف الأطفال، وخصوصاً في قطاع الزراعة، واستخدامهم في ظروف عمل خطرة جداً". وقال موريس سعادة ممثل منظمة الأغذية والزراعة في لبنان: "يعتبر الفقر أهم أسباب عمل الأطفال. ويرتبط الحد من انتشار عمل الأطفال في الزراعة بالحد من الفقر. وهذا يتطلب سياسة حماية اجتماعية متعددة القطاعات تركز بصورة خاصة على المناطق الريفية. في لبنان، تعتبر المناطق الريفية النائية والفقيرة في البقاع وشمال وجنوب لبنان أبرز المناطق التي ينتشر فيها عمل الأطفال حيث تتأثر تلك المناطق غالباً بأزمة اللاجئين والنازحين السوريين". وقال ألفريدو إمبيغليا، المدير التنفيذي لمبادرة الفاو الإقليمية للزراعة الأسرية الصغيرة: "وضعنا الدليل معاً، وجمعنا فيه معلومات متخصصة قدمها ممارسون يعملون حالياً في لبنان، بهدف سد النقص الموجود في المواد الإعلامية والتثقيفية حول الموضوع. وعلى الرغم من أن بعض محتويات الدليل خاصة بالوضع في لبنان، إلا أن الدليل يتألف من 5 فصول يعتبر أيضاً أداة هامة لمكافحة عمل الأطفال في بلدان عربية أخرى". تعتبر الزراعة واحدة من أخطر ثلاثة قطاعات على صعيد الوفيات والحوادث غير المميتة المرتبطة بالعمل والأمراض المهنية، إلى جانب قطاعي التعدين والبناء. ومع ذلك، يبدأ كثير من الأطفال العمل الزراعي في سن مبكرة جداً، وأحياناً بعمر 5 سنوات، مما يزيد من مدة ودرجة تعرضهم لمخاطر هذا العمل خلال فترة حياتهم. وعلى الصعيد الإقليمي، أسهم اندلاع الأزمة السورية في 2011 وتدفق اللاجئين إلى البلدان المجاورة في تفاقم عدد الأطفال العاملين في أسوأ أشكال عمل الأطفال في القطاع الزراعي