- انعقد صباح اليوم بقاعة الصداقة بالخرطوم الاجتماع الوزاري للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في دورته الثلاثين بمشاركة 38 وزيرا و450 مشاركا فنيا و5 دول كمراقب و17منطمة دولية تحت شعار: (التنمية المستدامة للنظم الزراعية والغذائية في إفريقيا من أجل تحسين وسائل الإنتاج وخلق فرص عمل لائقة وجاذبة للشباب). وخاطب الجلسة الافتتاحية السيد جوزيه غرازيانو داسيلفا مدير عام منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) مشيدا باستضافة السودان لهذه الدورة والتي وصفها بالمهمة للغاية توائم عمل المنظمة مع الدول الإفريقية. وأشار الى ان الهدف من الاجتماع هو مناقشة القضاء على الجوع وسوء التغذية التي تعتبر من أولويات المنظمة، مشيرا إلى أن القارة الإفريقية تضررت وتأثرت كثيرا من غيرها على مستوى الجوع خاصة خلال العام 2016 . وقال إن من أهم أهداف المؤتمر إيجاد حلول للقضاء على الجوع بكل أشكاله وإن الزراعة ستستمر في توليد فرص العمل في إفريقيا خلال العقود المقبلة، إلا أنه يجب استكشاف الفرص في مجالات تتعدى الزراعة عبر سلاسل إمدادات الغذاء لاستحداث الوظائف للشباب، خاصة الذين يعيشون في المناطق الريفية. وقال غرازيانو دا سيلفا: على الدول أن تشجع التحول الريفي والهيكلي الذي يجمع ما بين النشاطات الزراعية وغير الزراعية التي تقوي الروابط بين المناطق الريفية والمدن، ويشمل ذلك عمليات معالجة وتعبئة ونقل وتوزيع وتسويق الغذاء وتقديم الخدمات، خاصة الخدمات المالية وخدمات الأعمال. وطالب باستحداث ما يصل إلى 12 مليون وظيفة جديدة كل عام لاستيعاب الداخلين الجدد إلى سوق العمل خلال العشرين عاماً المقبلة، خاصة اعتماد 54% من القوة العاملة في إفريقيا على القطاع الزراعي للحصول على سبل المعيشة والدخل والتوظيف خاصة في الأسر الزراعية. وأشار غرازيانو دا سيلفا إلى برنامج الفاو الإقليمي ويعتبر البرنامج الخاص بشأن عمالة الشباب لتوفير فرص عمل لائقة في القطاع الزراعي وغير الزراعي والذي يتعدى استحداث الوظائف في القطاع الزراعي ويسعى إلى تطوير القدرات وتوسيع المقاربات الناجحة من خلال صياغة البرامج وإقامة الشراكات. وقال: "أصبحت إقامة الشراكات الاستراتيجية مهمة الآن أكثر من أي وقت مضى لتجمع ما بين الاتحاد الإفريقي وبنك التنمية الإفريقية ونظام الأممالمتحدة وغيرهم من شركاء التنمية". وحذر من أن أسواق المناطق الحضرية الأكثر ربحية يمكن أن تقود إلى تركيز إنتاج الطعام في مزارع تجارية كبيرة، وأن تخلق سلاسل قيمة تهيمن عليها كبرى شركات معالجة الأغذية وكبار تجار التجزئة وفي هذا السياق يحتاج أصحاب الحيازات الصغيرة والأسر الزراعية إلى سياسات وأنظمة محددة، ويشمل ذلك توفير الوصول إلى المدخلات والقروض والتكنولوجيا وتحسين قوانين حيازة الأراضي مؤكداً على أن برامج الحماية الاجتماعية مثل تحويل النقد يمكن أن تربط شراء الأغذية بإنتاج الأسر الزراعية. وأضاف أنه لا يزال هدف القضاء على الجوع على رأس أولويات الفاو، وهو هدف تشترك فيه مع القادة الأفارقة الذين التزموا من خلال إعلان مالابو بالقضاء على نقص التغذية المزمن في القارة الإفريقية بحلول عام 2025. وفي دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يعاني شخص واحد تقريباً من بين كل أربعة من نقص التغذية. وابان أن القضاء على الجوع يحتاج إلى أن يسير جنباً إلى جنب مع القضاء على جميع أشكال نقص التغذية والتي تنعكس في آفة زيادة الوزن والبدانة المنتشرة حالياً في العالم. وأن الوضع في إفريقيا هنا مقلق، مستشهداً بتقديرات منظمة الصحة العالمية بأن الأمراض المرتبطة بالبدانة قد تصبح القاتل الأكبر في إفريقيا بحلول عام 2030. وأكد أن تسارع وتيرة التحضر واستهلاك الأغذية المعالجة بنسبة مرتفعة هما العاملان الرئيسيان وراء ارتفاع معدلات زيادة الوزن والبدانة ومع ذلك فإن العديد من سكان إفريقيا لا يدركون أن بعض أنواع الأغذية ليست صحية، أو أن زيادة الوزن تشكل خطراً على الصحة. ودعا إلى ضرورة التحرك على جبهتين والتركيز على إنتاج واستهلاك الأغذية الصحية، داعياً إلى أن تكون الحملات الإعلانية والتثقيفية الخاصة بمنتجات الأغذية أكثر مسؤولية، مضيفا يحب أن يدرك الناس ما هو الغذاء الصحي والغذاء غير الصحي، كما يجب تشجيعهم على تناول الأغذية الصحية. وتطرق سيلفا كذلك إلى مسألة التغير المناخي وغيرها من المسائل الملحة في إفريقيا، وكيف تستجيب الفاو وشركاؤها لهذه المسائل. وقال إن الفاو تعمل بشكل وثيق مع مجموعة كبيرة من الدول حول العالم التي طلبت رسمياً مساعدة المنظمة للحصول على تمويل من صندوق المناخ الأخضر، وفي إفريقيا تدعم الفاو حالياً تطوير ستة اقتراحات لمشاريع كاملة في بينين وغامبيا وكينيا وجمهورية الكونغو وتنزانيا، إضافة إلى العديد من الاقتراحات والاستعداد. من جانبها قدمت السيدة مارتا مورييس ممثلة للأمين العام للأمم المتحدة رسالة الأمين العام التي هنأ فيها حكومة وشعب السودان بانعقاد الدورة 30 بالخرطوم مؤكداً دعمه لأهمية إنفاذ هذا الاجتماع وأهمية التنمية المستدامة وازدياد عدم الأمن الغذائي الذي يدعو إلى القلق، معلنا تكاتف الجهود من أجل تحقيق تطور الزراعة وإنهاء الفقر والجوع وحماية البيئة وزيادة الإنتاج وتوفير فرص العمل للشباب.