ظلت الثروة الحيوانية في السودان، مدعاة للفخر والاعتزاز الاجتماعي من قبل ماليكيها وظلت بالتالي مساهمتها في الاقتصاد القومي ضعيفة للغاية على الرغم من كثرة أعدادها، وكونها من المصادر الهامة لتوفير الحاجة من البروتين الحيواني وإن بدأ هذا الوضع في التغير، مشاريع لتسويق أمنتجاتها والاستفادة منها حتى في السياحة مثل سباقات الأبل. وقد أوصى المؤتمر القومي للثروة الحيوانية بنشر وتطبيق التكنولوجيا الحديثة وزيادة الاستثمار في مجال بحوث وتطوير الثروة الحيوانية، إضافة الى تعزيز التجارة البينية العربية في المنتجات الحيوانية وتمويل المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية. لتعزيز مساهمتها في تحسين حياة الرعاة والمواطنين جميعاً. وطالبت التوصيات بتحديث المحاجر البيطرية وفتح أسواق جديدة للصادر، وتوطين الصناعة الدوائية واتباع النظم والمطلوبات الإقليمية والدولية لإجراء الاختبارات التشخيصية والمعملية. فوفقا لاحصاءات رسمية مقدرة يمتلك السودان ثروة حيوانية ضخمة تقدر بحوالي 120 مليون رأس من الأبقار والأغنام والإبل، و أكثر من 27 مليون من الدواجن وثروة سمكية يقدر مخزونها السنوي من المياه العذبة والمالحة والمسطحات بأكثر من 110 ألف طن في السنة، زائد امتلاكه لثروة حيوانية برية متنوعة. ويصدر السودان فقط من هذه الثروة القليل جداً، حيث بلغت عائدات صادرها العام 2016 فقط 868 مليون دولارأمريكي، وتمثل البلدان العربية المستهلك الأول للحوم والماشية السودانية خاصة السعودية، غير أن الخطط الإستراتيجية للنهضة الاقتصادية للبلد، حددت وجوب مضاعفة الصادرات في هذا المجال بأكثر من عشرة أضعاف. وكان النائب الأول ورئيس مجلس الوزراء القومي، قد دعا في خطابه للمهتمين والمعنيين بهذه الثروة إلى أزالة الفوارق بين بلد يتمتع بموارد ضخمة مع تدني أساليب إنتاجه وبين دول لا تملك هذه الثروة وتتمتع بقدرات فائقة في التصنيع الحيواني. وقال إن تحقيق الفائدة من الثروة الخام و أستخدام التقنيات الحديثة لاستغلالها، يقتضي تفكيرا يتجاوز الأطر التقليدية المتوارثة و أهمية النظر في السبل الأمثل لتطوير المراعي الطبيعية بالاستفادة من اجواء السلام والاستقرار وضرورة بث ثقافة الصحة الحيوانية وتعزيز سبل الارشاد البيطري في المجتمعات المحلية باستمرار الارشاد لتعين المنتجين على اكتساب المعارف والمهارات بالإضافة إلى تمكين القطاع الخاص لزيادة الاستثمار في هذا المجال الحيوي والواعد. وخلال المؤتمر وقعت خمس اتفاقيات في مجال المسالخ مع شركة هولندية وشركة زادنا، واتفاقية للتحسين الوراثي مع شركة ويل لايف الامريكية ، واتفاقية ثالثة في مجال تطوير صناعة الدواجن مع معهد هولندي، واتفاقية أخرى في مجال الاستزراع السمكي مع شركة برازيلية واتفاقية خامسة في مجال المراعي مع شركة برازيلية. وذكر سابقا الخبير البيطري والرئيس السابق لاتحاد رعاة السوداند. آدم الحاج موسى ، أن حياة الرعاة ومنهم الأبلة على وجه خاص وهم الرعاة الذين يقومون بتربية ورعي الأبل في السودان، قد اتسمت بظواهر أساسية أدت أدواراً مهمة في مستقبلهم وثروتهم، أهمها ظاهرة التجوال المستمر والتي تتم بغرض الحصول على المرعى الخصيب والماء الوفير. وكذلك ظاهرة التقليدية في الانتاج ظلت أيضا سمة سائدة حتى الآن واستعصت على كل مؤثرات التغيير وهي نمو القطيع المعتبر اجتماعياً، غير المفعل اقتصادياً وينتقل بالتوارث بين الأجيال ويدار بواسطة نظام إنتاج يعني بالمعاش بالدرجة الأولى و المظهر الاجتماعي وبإشراف رب الأسرة وحده . وظاهرة عدم الإهتمام الرسمى والحكومي وتركهم يكابدون ويقاومون الظروف الطبيعية وتقلبات المناخ، ما تزال أيضا سمة يعاني منها الأبالة وقطعانهم، إذ لم تشملهم الحكومات المتعاقبة برعاية التخطيط و التحديث و التوظيف أو حتى تقديم الخدمات . وكانت أعمال المؤتمر القومي للثروة الحيوانية قد استمرت ليومين كاملين خلال 17-18 فبراير الحالي بحثت فيها ثلاثة عشر ورقة عمل. وشاركت فيها وفود مفوضية الثروة الحيوانية بالاتحاد الافريقي، الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، ومفوضية الايقاد. وشارك فيها وزراء الثروة الحيوانية بكل من الولاياتالمتحدةالامريكية، هولندا، البرازيل، مصر،نيجيريا وتشاد ، وجنوب السودان بالاضافة للمصدرين والمستثمرين المحليين والاجنبيين في قطاع الثروة الحيوانية وقطاع الرعاة. ومشاركة داخلية من وزراء ومسؤولي الثروة الحيوانية بالولايات ووزراء القطاع الاقتصادي وعدد من المسؤلين الدستوريين والتنفيذيين.