تقرير - فهمي محمد السيد الخرطوم 15-9-2019م (سونا)- نشأت فكرة كرة القدم للسيدات قبل مائة عام ولم تأخذ الإهتمام إلا في النصف الأخير من القرن الماضي، خشية من سرقة الأضواء من الكرة الرجالية لكنها أخذت الإهتمام في النصف الثاني من القرن الماضي وأصبحت لها بطولة في كأس العالم ينظمها الإتحاد الدولي مثلها مثل كرة الرجال. علاقة المرأة السودانية بكرة القدم ليست حديثة، ففي مجال التحكيم ظهرت الحكم "منيرة رمضان" كأول حكم وسط سيدة في أواسط السبعينيات وأدارت عددا من المباريات بدوري الخرطوم قبل أن تعتزل. وفي مجال التدريب كانت سلمى الماجدي أول سيدة سودانية وعربية وإفريقية تقود أندية كرة قدم بعد نيلها عددا من الشهادات الاحترافية وأصبحت هدفا لعدد من الأندية تنوي التعاقد معها. وبدأت فكرة كرة السيدات بالسودان في مطلع العام 2002 حيث شهد الإهتمام بكرة القدم النسائية تزايدا ملحوظا وتم إنشاء فريق بمجهود ذاتي بواسطة شابة تسمى "سارة إدوارد"، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك إلزام من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للاتحادات الوطنية بإنشاء فرق نسائية، قبل أن يربط ذلك فيما بعد بدعم الاتحادات المختلفة حرصا على وجود نشاط نسائي، محددا شكله وشروطه. . وفي انتخابات الاتحاد السوداني لكرة القدم في العام 2017م ألزم فيفا، الاتحاد السوداني لكرة القدم أن يتضمن نظامه الأساسي وجود سيدة على الأقل في مجلس الإدارة وتم بالفعل ترشح عدد من السيدات، وفازت ميرفت حسين بمقعد السيدات. وبعد توليها رئاسة لجنة كرة القدم النسائية بالاتحاد شرعت ميرفت في إنزال فكرة الكرة النسائية إلى أرض الواقع، وقبول فكرة كرة قدم للسيدات في المجتمع السوداني تم قياسه بالحراك الكبير والاستجابة بتسجيل الأندية، حيث أصبح هناك إهتمام من الأسر والمجتمع، لأنها رياضة كغيرها من الرياضات تمارس في كل العالم من حول السودان بما فيها الدول الإسلامية، قائلة " نحن لم نأتِ بعمل خارج عن المألوف أخذنا بعين الاعتبار المجتمع السوداني كمجتمع محافظ". وكانت أولى التحديات التي واجهت رئيس لجنة كرة القدم النسائية بالاتحاد تنفيذ مطلوبات الفيفا في هذا الملف المرتبط بدعم الفيفا كشرط أساسي وكان لا بد من وضع إستراتيجية واضحة للكرة النسائية ودوري سيدات ونشاط لفتيات المدارس من سن 6-16 سنة عبر نشاط في المدارس وكان العمل كبيرا في هذه الملفات، حيث تم تدريب مدربات وحكام من السيدات وكذلك إداريات وتم تسجيل 17 فريقا للسيدات، إضافة لثلاثة فرق موجودة أصلا على مستوى السودان في كل من الخرطوم، كوستي، مدني، الأبيض، القضارف، سنجة، كادوقلي، كسلا والدلنج. ميرفت حسين أكدت (سونا) أنه تم فتح باب التطوع للسيدات للعمل في مجالات الطب والعلاج الطبيعي والإسعافات الأولية استعدادا لانطلاقة دوري السيدات في منتصف الشهر الجاري والذي يتكون من 20 فريقا، وأن كل مكونات الدوري أصبحت جاهزة بتشكيل نسائي خالص وأصبحت الفرق جاهزة لانطلاقة الدوري الذي يلعب على مرحلتين الأولى من أربع مجموعات في أربع مدن هي الخرطوم، مدني، الأبيض وكادقلي وتلعب المرحلة الثانية في الخرطوم بعد صعود فريقين من كل مجموعة. . الإعلان عن قرب انطلاق دوري السيدات لكرة القدم دفع السفيرة الهولندية بالخرطوم لمتابعة النشاط وأعلنت في اجتماع مع ميرفت حسين دعمها لهذا الملف، حيث كانت لها مبادرات سابقة في عدد من الأنشطة وأولت الفرق النسائية إهتماما خاصا ورحبت بانطلاق نشاط الدوري النسائي تحت مظلة الاتحاد السوداني لكرة القدم واعتبرت تقنين النشاط النسائي يصب في خانة منح مساحة أكبر للمرأة لم تكن موجودة وذهبت أكثر من ذلك بدعوة اللاعبة الهولندية الشهيرة "روكي" لزيارة السودان في نوفمبر والقيام بجولة لعدد من المؤسسات وتقديم محاضرات في إطار نشر هذا الملف. المرأة السودانية شكلت ضلعا مهما في الثورة السودانية وشاركت بفعالية في التغيير السياسي الذي طال البلاد وعرفت بمصطلح (الكنداكة) ومما لا شك فيه أن انطلاق أول دوري لكرة قدم السيدات يمثل تحديا جديدا لها وهي مقبلة على نشاط لم يكن مألوفا في بلد مثل السودان أتاح له الاتحاد الدولي لكرة القدم فرصة الانطلاق.