أثينا 20-10-2019م (سونا) - كرمت السفارة السودانية باليونان بالتعاون مع الجالية السودانية في اليونان وبحضور مسؤولين يونانيين وسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والأفريقية المعتمدين لدى اليونان، شخصيات يونانية تركت بصماتها في الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للسودان الحديث ممثلة في أسرها التي تعيش اليوم في اليونان وتحمل أفضل الذكريات التي نقلها الأجداد للأبناء والأحفاد عن السودان وشعبه الكريم والمعطاء. ووجه سعادة سفير السودان لدى اليونان السيد عبدالله احمد عثمان رسالة للجيل الراهن من أبناء الشعب اليوناني العريق "بأن أجدادكم قد هاجروا إلى السودان بل إلى كل أفريقيا متكبدين مشاق السفر فى ذلك الزمان بالبواخر ثم القطارات ثم على الجمال إلى أقاصىي أفريقيا جنوب الصحراء، وقد تركوا أثراً طيباً وإرثاً ناصعاً خالٍ من شبهات الاستعمار والاحتلال.. وهذا يمثل رصيداً كبيراً يمهد لكم أرضية ثابتة للاتجاه نحو أفريقيا.. القارة البكر وأرض الفرص فى القرن الواحد والعشرين والتى تتسابق وتتنافس عليها القوى العظمى.. وأجمل رسالتي بأن عليكم التوجه نحو أفريقيا والسودان من بين الدول التى تكن لكم كل التقدير والعرفان توجهوا اليوم وأمس وليس غداً.. وستجدون الترحاب والأساس المتين لانطلاق أعمالكم التي أسسها أجدادكم." جاء ذلك خلال مبادرة تكاد تكون الأولى من نوعها - وفقا لمسؤولين يونانيين - وقوبلت بالاستحسان والتقدير من قبل أعضاء جمعية اليونانيين السودانيين الذين ولدوا وعاشوا في السودان . ومن ضمن الشخصيات التي تم تكريمها يورغوس أفيروف أحد أكبر التجار اليونانيين بالسودان فى القرن التاسع عشر الذى بدأ بتجارة القطن والذهب، والحبوب فى العام 1843م، ومؤسس مرسى نهري فى غرب النيل بأم درمان؛ تطور لاحقاً إلى أحد أعرق أحياء العاصمة السودانية حي (أبوروف). كما قالت مسؤولة الإعلام بالسفارة السودانية بأثينا بأنه يعود له الفضل لبعض الشخصيات التي كرمت في تلك المناسبة تأسيس أولى قنوات للصادرات السودانية إلى بريطانيا وباقي دول أوربا وروسيا بحجم تجاري كبير؛ مما يُعد إضافة حقيقية للاقتصاد السوداني فى بواكير تاريخه الحديث. ومنهم من كان لهم الفضل في تأسيس مدن مثل مدينة كوستي حيث أخذت المدينة اسمها من كوستي لتصبح المدينة اليوم واحدة من أكبر مدن السودان وإحدى أكبر ثلاثة موانئ نهرية فى أفريقيا، ويبلغ تعداد سكانها اليوم أكثر من 1,200,000 نسمة. كما تم تكريم أسرة جيراسيموس كوندوميخالوس أحد أبرز رموز الجالية اليونانية فى السودان ويعود له الفضل في تأسيسه لأول خط طيران بين السودان واليونان فى العام 1930م. كما تم تكريم جمعية ،(Heart Doctors)حيث قال السفير في كلمته "إن تكريم هؤلاء النماذج المميزين لايعني أن العلاقة بين الشعبين والبلدين قد تجمدت فى حقب التاريخ.. بل ما زالت حية ومتفاعلة؛ ولذا فإننا نكرم اليوم جمعية (Heart Doctors).. التى قامت بعشرات الحملات العلاجية لدعم المجتمعات المتضررة من الحرب والصراعات والكوارث الطبيعية فى أفريقيا عموماً والسودان خصوصاً.. وقد كان لهذه الأعمال مردودا إيجابيا على هذه الفئات والشرائح الضعيفة، ومازالت تقدم خدماتها حتى تاريخ اليوم.".