الخرطوم 24-10-2019م(سونا) – بعد انتهاء الجولة الأولى لمفاوضات سلام جوبا عاصمة دولة جنوب السودان بين وفد الحكومة برئاسة الفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي رئيس وفد السودان وحركات النضال المسلح التى شهدت التوقيع على عدد من الاتفاقيات مع فصائل الجبهة الثورية والحركة الشعبية شمال بقيادةعبد العزيز الحلو. عاد الى البلاد وفد الحكومة للمفاوضات ووصف عضو مجلس السيادة الانتقالي، المتحدث الرسمى باسم وفد الحكومة للمفاوضات الأستاذ محمد حسن التعايشى جولة المفاوضات الأخيرة بالناجحة مؤكدا أنها فاقت توقعات الكثيرين، بالنجاح الذى تحقق فى الجولة الأولى والذي يعود إلى جدية اطراف التفاوض وقدرة الوساطة على إدارة التباينات. وقال التعايشى إن الاتفاق السياسى الذى وقعه الوفد الحكومى مع فصائل الجبهة الثورية رتب جميع مراحل النقاش وحدد اجندته ووضع خارطة الطريق التى تحكم التفاوض وأوضح سيادته أن توقيع إعلان مبادئ وقف العدائيات مع الجبهة الثورية يمثل اختراقا جوهريا، ويهدف إلى تهيئة المناخ للمفاوضات بالإضافة إلى تسهيل انسياب المساعدات الإنسانية الى المناطق المتأثرة بالحرب ولفت الأستاذ محمد حسن التعايشى الي أن الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو أودعت مشروع مبادئ مكتمل يحدد سقف وإطار الاتفاق المتوقع، مشيرا إلى أن النقاشات التى دارت مع وفد الحركة عززت الثقة وقوت الإرادة المشتركة المتجهة نحو السلام ، مضيفا أن الحركة سلمت ردها على الورقة التى قدمها وفد الحكومة المفاوض بشأن خارطة الطريق التى تحكم سير المفاوضات ومنهجيتها فى الجولات المقبلة وأوضح التعايشى أن منبر جوبا لمحادثات السلام السودانية يحتاج إلى تجديد تفويض من مجلس السلم والأمن الافريقي ومجلس الأمن، مشيرا إلى أن تزامن المفاوضات مع وجود مجلس الأمن الدولي ومجلس الأمن والسلم الافريقي فى جوبا ساهم فى حصد منبر جوبا اعترافا واسعا، قائلاً التعايشى أن الوفد الحكومي المفاوض سيجري مشاورات داخلية واسعة مع كل الشركاء الوطنيين بشأن السلام قبل الجولة المقبلة وقبل نهاية الجولة الاولى عقدت وفود التفاوض الثلاثة لمحادثات السلام، الوفد الحكومي والجبهة الثورية والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو ، مؤتمرا صحفيا مشتركا تخللته احتفالية مبسطة نظمتها لجنة الوساطة بفندق كراون بجوبا بمناسبة ختام الجولة الحالية من المحادثات ، خاطبه رؤساء الوفود بالاضافة الى رئيس لجنة الوساطة الجنوبية توت قلواك، وممثل بعثة الاتحاد الافريقى في جوبا ومفوض الاتحاد لعملية السلام جوارم بيسورا ، وقنصل جمهورية مصر العربية في جوبا. وأوضح عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق الركن شمس الدين كباشي في كلمته نيابة عن وفد الحكومة المفاوض، أن الوفد الحكومي جاء للمفاوضات في جوبا حاملا تطلعات وآمال الشعب السوداني في السلام والتنمية، وأنه وجد ذات الروح لدى الاخوة في الوفود المفاوضة الاخرى. وأكد أن الحل لقضايا الحرب والسلام ينبع من طاولة المفاوضات ، مضيفا أن وفد الحكومة عازم على التوصل إلى حل حولها ينهى معاناة الشعب التي امتدت منذ استقلال البلاد في العام 1956م وتفاقمت خلال العقود الثلاثة الماضية. وأكد كباشي أن منبر جوبا يمثل المنبر الأكثر تأهيلا لتحقيق السلام في السودان نسبة لفهم القيادة في دولة الجنوب لقضايا السودان فضلا عن ما يربط البلدين من علاقات ووشائج. وقدم شكر الحكومة السودانية للرئيس سلفاكير ميارديت الذي وصفه بالاب، لرعايته المفاوضات ، كما شكر الوساطة للجهد الجبار الذي قامت به قبل وخلال المفاوضات. وأوضح أن حل مشاكل السودان يبدأ بالاعتراف بها، مضيفا " اننا نعترف بأن هناك مشكلة." وأشاد بما تحقق خلال هذه الجولة ، ووصفه بأنه إنجاز كبير، مؤكدا أن وفد الحكومة ملتزم بكل ما تم التوقيع عليه وسيواصل التفاوض في الجولة القادمة بنفس الروح الطيبة ، معربا عن تفاؤله بالتوصل إلى سلام شامل خلال الفترة المقبلة. وابان أن الثورة السودانية التي شاركت فيها حركات الكفاح المسلح منذ فترة طويلة لن تكتمل إلا بتحقيق السلام الشامل والعادل في البلاد. من جانبه أكد رئيس لجنة الوساطة الجنوبية توت قلواك اقتراب الاطراف السودانية من توقيع سلام شامل سيتم الاحتفال به في جوبا، معلنا عن تعليق المفاوضات حتى 21 نوفمبر . وأكد الأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال عمار امون دلدوم في كلمته في المؤتمر الصحفي المشترك التزامهم في الحركة بالاستمرار في التفاوض من أجل التوصل إلى سلام شامل في البلاد، مشيدا بالإرادة السياسية والروح الطيبة التي توفرت لدى وفد الحكومة السودانية المفاوض، مشيرا إلى أن هذه الإرادة "تمنحنا أملا كبيرا فى تحقيق السلام." إلى ذلك أكد الدكتور الهادى ادريس رئيس الجبهة الثورية أن ما تم توقيعه في هذه الجولة يعد إنجازا كبيرا ما كان ليتحقق لولا الروح والجدية التي سادت المفاوضات، مشيدا بروح الشراكة التي اعتمدها الوفد الحكومي في التفاوض والتي ساهمت في حسم الكثير من القضايا. من جانبه أمن جوارم بيسورا ممثل بعثة الاتحاد الافريقي في جوبا ومفوض الاتحاد لعملية السلام، على منبر جوبا مقرا للتفاوض حول قضايا السلام في السودان، مؤكدا دعم الاتحاد الافريقي لعملية السلام في السودان، مشيرا إلى أن ذلك يدعم توجهات الاتحاد في حل القضايا الإفريقية داخل القارة. وطالب المحللون بالاسراع بانجاز السلام الذى يشكل مطلباً جماهيرياً في جولات التفاوض المقبلة بين الحكومة والحركات المسلحة في منبر جوبا . ، مشيرين إلى أن منبر جوبا رغم حضور الأطراف ظلت حوله ملاحظات الا انه حقق نقاطاً إيجابية على صعيد إعلان المبادئ الذي يؤكد رغبة الأطراف وجديتها في الوصول لسلام. واكدوا أهمية وقف العدائيات والاتفاق على حشد المجتمع الدولي لدعم العملية التفاوضية والتواصل مع الاتحاد الإفريقي. ويرى المحللون ان البلاد تمر بمرحلة انتقالية دقيقة تقتضي من الحكومة وحركات الكفاح المسلح تقديم تنازلات من اجل تحقيق السلام الشامل والعادل باعتبار ان السلام يأتي في سلم الاولويات العشرة التي اعلنتها حكومة الفترة الانتقالية، داعيا كل الاحزاب والقوى السياسية لدعم هذا التوجه حتى يتم وضع حد لمعاناة أهل السودان التي امتدت لعقود جراء استمرار الحرب. وضم وفد الحكومة للتفاوض اعضاء مجلس السيادة الانتقالي الفريق ركن شمس الدين كباشى والاستاذ محمد حسن التعايشي ووزير الحكم الاتحادى دكتور يوسف الضي ورئيس مفوضية السلام الدكتور سليمان محمد الدبيلو ومدير الاستخبارات العسكرية الفريق ركن جمال عبد المجيد. وتستأنف جولة التفاوض المقبلة عملها فى الحادى والعشرين من نوفمبر المقبل وسط تطلعات وآمال الشعب السوداني في السلام والتنمية .