تقرير : عواطف عزالدين عبد الله جبرا الخرطوم 17-11-2019م (سونا) – الكادر البشري يمثل أهم عنصر في العمليات السياحية، حيث أن تقديم الخدمات السياحية يعتمد بشكل كبير على البشر، كما أن العديد من الأنماط السياحية خاصة الثقافية تعتمد على أداء الناس وتفاعلهم، والسياحة توفر العديد من فرص العمل داخل المنشآت السياحية والمناطق الآثرية. والسودان يزخر بالكثير من المقومات السياحية على مختلف أنواعها، وذلك لتنوع بيئاته الجغرافية والتاريخية والثقافية، ففي الشمال توجد آثار الممالك النوبية القديمة التي تعتبر مهد حضارة بشرية حيث الأهرامات والمعابد الفرعونية، وفي الشرق امواج مياه البحر الأحمر والجزر المرجانية الفريدة التي تشكل موطنا للأسماك الملونة في مياه البحار، وفي الغرب تمتد الصحاري الرملية بلا نهاية، والقمم البركانية في جو شبيه بأجواء البحر الأبيض المتوسط ، وفضلا عن ذلك توجد السياحة الثقافية المتمثلة في فعاليات القبائل والأثنيات المتعددة وما تقدمه من نماذج موسيقية وأزياء تقليدية والصناعات الثقافية الموجودة بالمنطقة وغيرها التى يمكن التعرف عليها. وجدت السياحة في السودان عناية كبرى خلال سبعينيات القرن الماضي وأُنشىء على ذلك انسان المدرسة الفندقية كواحدة من أهم المؤسسات العاملة في مجال بناء القدرات واستمرت المدرسة الفندقية حتى مطلع تسعينيات القرن الماضي، وتم حلها وانشىء المعهد العالي للسياحة والفندقة كمؤسسة خاصة اهتمت بتدريب الكوادر، وقد ضعف دورها خلال السنوات الأخيرة نسبة لضعف سوق العمل السياحي، وتم انشاء مركز متخصص في التدريب المهني في منطقة الحلفايا وهذا المركز مهتم بالتأهيل والتدريب في مجال السياحة والفندقة في ولاية الخرطوم، ومعهد التدريب المهني يتبع لوزارة التنمية البشرية والعمل، ويقدم العديد من الخدمات في هذا المجال، وعلى مستوى القطاع الخاص نشطت العديد من المراكز المتخصصة في التدريب والتأهيل والتعليم خاصة في مجال الكليات السياحية والجامعات التي أسست أقسام وإدارات وكليات متخصصة في السياحة والفنادق والآثار والإرشاد السياحي، وكل مجالات العلوم السياحية أصبحت الآن عديد من الجامعات تهتم بهذا المجال، كما اهتمت بجانب ذلك بالخدمات السياحية والفندقية. وقال الأستاذ علاء الدين الخواض مدير السياحة بوزارة الإعلام والثقافة والسياحة بولاية الخرطوم إن هناك جهودا تبذل من القطاع الخاص بالتعاون معهم في مجال التأهيل والتدريب منها "اليونسكو" واللجنة الوطنية للثقافة والتربية والعلوم، حيث يولون اهتماما كبيرا بالتأهيل في مجالات مختلفة في السياحة. وأضاف القطاع الخاص له دور كبير في العديد من التدريب الداخلي والخارجي وورش العمل بغرض اكتساب الخبرات ، ووزارة السياحة الاتحادية لها ايضا دور كبير وفعّال في إقامة العديد من الحلقات التدريبية الداخلية، وفي مجال الإرشاد السياحي تم إيجاد فرص تدريبية كبيرة بدولة الصين بواسطة وزارة السياحة الاتحادية التي لها دور كبير في مهام واختصاص التدريب الخارجيّ والداخليّ، وقدمت مساهمات في تدريب الكادر البشرى الذي يعمل في مجالات السياحة المختلفة، حيث أُقيمت دورات تدريبية للعاملين في مجالات متخصصة كمجال وكالات السفر والسياحة والشقق السياحية الفندقية والإرشاد والسياحة والفنادق وغيرها، كما اقيمت دورات تدريبية كبيرة فاقت ال (1000) متدرب في مجالات البروتوكول والمراسم والعلاقات العامة والخدمات السياحية والإتكيت وغيرها من العلوم المهمة، وهذا يأتي باهتمام الكادر البشري. و أشاد علاء الدين الخواض بالكليات التي نظمت تدريب السياحة والفنادق وعدد من الورش والبرامج التدريبية في إطار عملها الأكاديمي مثل كلية الخرطوم التطبيقية وكلية السياحة والآثار جامعة شندي وكلية السياحة جامعة الإمام الهادي والسياحة جامعة السودان العالمية، كلية علوم الطيران جامعة الزعيم الأزهري وغيرها من الجامعات والكليات المهتمة بالتدريب . والاشارة هنا إلى أن التدريب عملية مستمرة ومتطورة بتطور الأنشطة والخدمات السياحية، لذلك يصبح رفع القدرات السياحية للكادرالسياحي العامل في مجال خدمات السياحة والسفر مهما وهدفا استراتيجيا مستمرا إلى أن يتم الوصول بكادرنا البشري إلى مستويات رفيعة من التعامل مع السياح، وخلق استراتيجيات تنمية وتطوير الموارد البشرية السياحية والتوعية بأهمية صناعة السياحة ودورها في توفير فرص العمل. ومازال السعي لتطوير القطاع السياحي والخدمات السياحية، والتعاون على تطويرها في مجالات الفنادق والوكالات وغيرها .