تقرير/ هند الأمين نقد الله الخرطوم 28-11-2019 (سونا)- تزامن مرور ثلاثة عقود على التعاون الدولي من أجل حماية طبقة الأوزون والمناخ بموجب بروتوكول مونتريال مع احتفال العالم باليوم العالمي للأوزون الذي يوافق 16 نوفمبر من كل عام ويأتي الاحتفال تذكيرا للعالم بضرورة الحفاظ وضمان سلامة الأرض وصحة سكانه وأتى احتفال هذا العام تحت شعار (32 عاما على البروتوكول وتعافي الأوزون). وبرتوكول مونتريال بشأن المواد التي تستنفد طبقة الأوزون هي معاهدة دولية تهدف لحماية طبقة الأوزون من خلال التخلص التدريجي من إنتاج العدد من المواد المسؤولة عن نضوب طبقة الأوزون. ووضعت المعاهدة للتوقيع في 17 سبتمبر 1997م، ودخلت حيز التنفيذ في 7 يناير 1999م، تلتها الجلسة الأولى في هلسنكي، في مايو 1989م. ومنذ ذلك الحين مرت المعاهدة بسبع تنقيحات، وإذا التزم بتطبيق الاتفاقية، فإن طبقة الأوزون ستتعافى بحلول عام 2050م، نظرا لاعتمادها وتنفيذها على نطاق واسع، وقد تمت الاشادة بها كمثال استثنائي للتعاون الدولي حيث قال كوفي عنان الأمين الأسبق لامم المتحدة: "ربما تكون اتفاقية مونتريال واحدة من أنجح الاتفاقيات واستطاع بروتوكول مونتريال تجاوز مهمة تقليص ثُقب الأوزون؛ بكثير فأظهر الكيفية التي يمكن أن تستجيب بها الإدارة البيئية للعلم، وكيفية تضافر الجهود من أجل التصدي لمواطن الضعف المشترك بدول لعالم. ولم يساعد التخلص التدريجي من الاستخدام المُحكم للمواد المستنزفة للأوزون والاختزال ذات الصلة على حماية طبقة الأوزون لهذا الجيل والأجيال المقبلة فحسب، بل أسهم كذلك إسهاماً كبيراً في الجهود العالمية الرامية إلى التصدي لتغير المناخ؛ وعلاوة على ذلك، فإنه يحمي صحة الإنسان والنظم الإيكولوجية عن طريق الحد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة من الوصول إلى الأرض. وفي هذا المقام دعا الأمين العام للامم المتحدة الحالي إلى استلهام روح القضية المشتركة و"تعزيز روح القيادة والسعي إلى تنفيذ اتفاق باريس بشأن تغير المناخ وتعبئة العمل المناخي الطموح الذي نحتاج إليه في هذا الوقت." وبحسب أحدث تقييم علمي لاستنفاذ الأوزون (أُنتهي منه في عام 2018) أفاد بأن أجزاء من طبقة الأوزون تعافت بمعدل 1 - 3 % لكل عقد منذ عام 2000. وبموجب المعدلات المتوقعة، ستتعافى طبقة الأوزون في نصف الكرة الشمالي وخط العرض الأوسط تعافيا كليا مع حلول عام 2030. وسيتعافى نصف الكرة الجنوبي مع حلول 2050، في حين ستتعافى المناطق القطبية مع حلول عام 2060. وأسهمت الجهود المبذولة في سبيل حماية طبقة الأوزون في مكافحة تغير المناخ من خلال تجنب ما يقدر بحولي 135 مليار طن من الانبعاثات المكافئة لثاني أكسيد الكربون في الفترة بين 1990 و2010. وقال الأمين العام للأمم المتحدة يجب أن يعمل العالم من أجل الحفاظ على ذلك التعافي لطبقة الأوزون وذلك من خلال الالتزام ومعالجة أي مصادر غير قانونية للمواد المستنفذة له وودعم تعديل كيغالي لبروتوكول مونتريال — الذي دخل حيز التنفيذ في يناير 2019 وأضاف يمكن التعديل من خلال التخلص التدرجي من مركبات الكربون الهيدروفلورية، التي تعتبر غازات قوية مسخنة للمناخ وتجنب ارتفاع درجة الحرارة العالمية بمقدرا 0.4 درجة مئوية مع حلول نهاية هذا القرن. ويمكن أيضا من تحقيق منافع مناخية أكبر من خلال الجمع بين العمل على التخلص التدرجي من مركبات الكربون الهيدروفلورية وتحسينات كفاءة الطاقة في صناعة التبريد. السودان احتفل مؤخرا باليوم العالمي للأوزون من خلال تنظيم ورشة تعريفية بتعديلات كيجالي وخلال الاحتفال قال خالد محيي الدين ممثل مكتب الأوزون بالسودان إن الاحتفال يأتي تأكيدا على أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية وعدم الأضرار بالتوازن البيئي وجعل السلوك البيئي رشيد مع زيادة الوعي بأهمية الاستخدام الآمن للسوائل والغازات. وقال إن طبقة الأوزون تتعافى بفضل الإجراءات الدولية واستخدمات الطاقة البديلة التي ظلت نفذها الدول وأبان أن الورشة تهدف إلى التعريف بتعديلات كيجالي التي جرت على البروتكول مونتريال والتي تسهم بصورة كبيرة في الحد من الاحتباس الحراري ومن ظاهرة تغيير المناخي والتخلص من المواد المستنفذة لطبقة الأوزون وحث الحكومة على التصديق على تعديلات كيجالي للاستفادة من مميزاتها في الدعم المالي والفني وتوفير المعدات التي تحافظ على البيئة بجانب الاستفادة من المرونة التي يوفرها التعديل في إمكانية التطبيق الآمن الذي يلبي مصالح الدولة حسب احتياجات كل قطاع وحسب الأولوية إضافة إلى تفادي القيود التجارية. وتعد المواد والغازات المستعملة في الثلاجات والمبردات تشكل هاجسا للتغيير المناخي وأن تعديل كيجالي اتجه من معالجة طبقة الأوزون بعد أن تعافت إلى التغيير المناخي الذي أثر في الزراعة والأنهار وارتفاع درجات الحرارة وذلك بسبب الاستخدام غير الآمن للغاز وغيرها من المواد التي تسبب الاحتباس الحراري. واستطاع العالم التخلص بصورة نهائية من المواد الضارة بطبقة الأوزون منها مواد إطفاء الحرائق، كما تم إيقاف المواد التي تستخدم في المحاصيل الزراعية وهناك برنامج لتخفيض المواد المستخدمة في مراتب الأسفنج والتجنيد وإيجاد بدائل صديقة للبيئة. واكتشف العالم أن هناك مواداً تسببت في التغيير المناخي لذلك كانت تعديلات كيجالي تبذل الجهود لإيجاد بدائل صديقة للبيئة وأن أخطر المواد المسببة للتغيير المناخي هي التي تستخدم في المبردات والثلاجات ومكيفات السيارات. وتشكل طبقة الأوزون "درعا" هشا في الغلاف الجوي العلوي، حيث يوجد أعلى تركيز للأوزون وتمتص هذه الطبقة الأشعة فوق البنفسجية وتمنع معظمها من الوصول إلى الأرض ويتكون الأوزون عندما تكسر الأشعة فوق البنفسجية الرابطة التساهمية الثنائية في جزيء الأكسجين فتؤدي إلى وجود ذرتي أكسجين نشطتين، وتتحد كل ذرة أكسجين نشطة مع جزيء أكسجينO2) ) فتؤدي إلى تكون جزيء أوزون O3).) ووقع السودان على اتفاقية مونتريال منذ العام 1993 وهي اتقافية فيها عدد كبير من معالجة المواد الكيميائية الضارة بطبقة الأوزون.