روما5-12-2019م(موقع فاو) – تشكل النباتات 80 % من الطعام الذي نتناوله، وتنتج 98 % من الأكسجين الذي نتنفسه، ومع ذلك، فهي تحت تهديد مستمر ومتزايد من الآفات والأمراض. ويتم سنوياً فقدان ما يصل إلى 40 % من المحاصيل الغذائية العالمية بسبب الآفات والأمراض النباتية. ويؤدي ذلك إلى خسائر سنوية في التجارة الزراعية تتجاوز 220 مليار دولار، مما يترك ملايين الأشخاص يواجهون الجوع ويسبب ضرراً شديداً للزراعة، التي تعتبر مصدر الدخل الرئيسي للمجتمعات الريفية الفقيرة، ولهذا من الضروري وضع سياسات واتخاذ إجراءات لتعزيز صحة النبات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أعلنت اطلاق سنة الأممالمتحدة الدولية للصحة النباتية 2020 بهدف إلى رفع مستوى الوعي العالمي حول أهمية حماية صحة النبات للمساعدة في القضاء على الجوع والحد من الفقر وحماية البيئة وتعزيز التنمية الاقتصادية. وقال المدير العام للفاو شو دونيو، الذي أعلن انطلاق السنة على هامش اجتماع مجلس الفاو أمس الأول" تعد النباتات الأساس الجوهري للحياة على الأرض والدعامة الوحيدة الأكثر أهمية في تغذية الإنسان. وبالتالي يجب أن لا نغفل أهمية صحة النبات". إن تغير المناخ والأنشطة البشرية يغير النظم الإيكولوجية، ويقلل من التنوع البيولوجي ويهيئ الظروف التي تتيح للآفات العيش والنمو. وفي الوقت نفسه، تضاعف حجم السفر والتجارة الدولية ثلاثة أضعاف في العقد الماضي وبالتالي يمكن للآفات والأمراض الانتشار بسرعة أكبر في جميع أنحاء العالم مما يتسبب في أضرار جسيمة للنباتات المحلية والبيئة. وقال المدير العام للفاو: "كما هو الحال مع صحة الإنسان أو الحيوان، فإن وقاية النبات أفضل من العلاج". واضاف إن كلفة حماية النباتات من الآفات والأمراض أقل بكثير من كلفة التعامل مع حالات الطوارئ الناجمة عن انتشار هذه الآفات والأمراض. وغالباً ما يكون من المستحيل القضاء على الآفات والأمراض النباتية بمجرد أن ترسخ نفسها، كما أن إدارتها تستغرق وقتاً طويلاً. ودعا شو دونيو إلى اتخاذ إجراءات فورية، مشيراً إلى أنه لا يزال يتعين عمل الكثير لضمان صحة النبات. وفي رسالة تمت قراءتها خلال الحفل، قال انطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة: "في هذه السنة الدولية وطوال عقد العمل هذا ومن أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، دعونا نكرس الموارد اللازمة ونرفع مستوى التزامنا بصحة النبات. دعونا نعمل من أجل الناس والكوكب". كما تحدث عدد من الوزراء خلال الاجتماع وهم: إدوارد سينتينو جاديا، وزير الزراعة والثروة الحيوانية في نيكاراغوا، وأندرو دويل، وزير الدولة في وزارة الزراعة والأغذية والبحرية في إيرلندا؛ ويانا هوسو كاليو، السكرتير الدائم لوزارة الزراعة والغابات في فنلندا؛ وتمارا فينكلشتاين، السكرتيرة الدائمة لوزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية في المملكة المتحدة. وفي كلمته الافتتاحية، أثنى المدير العام للفاو على حكومة فنلندا لأنها أول من اقتراح تخصيص سنة للصحة النباتية وتنسيق الجهود لإعلان السنة. ما أهمية السنة الدولية للصحة النباتية؟ ستقود الفاو والاتفاقية الدولية لوقاية النباتات العديد من النشاطات لإنجاح السنة الدولية للصحة النباتية إلى جانب تعزيز صحة النباتات فيما بعد العام 2020م ،وستركز السنة الدولية للصحة النباتية على وقاية النباتات وحمايتها، والدور الذي يمكن أن يلعبه الجميع لضمان صحة النباتات وتعزيزها. وتتمثل الأهداف الرئيسية لهذه السنة في رفع مستوى الوعي بأهمية صحة النباتات لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وتسليط الضوء على تأثير صحة النباتات على الأمن الغذائي ووظائف النظام الإيكولوجي، وتبادل أفضل الممارسات حول كيفية الحفاظ على الصحة النباتية وحماية البيئة. ومن خلال منع دخول وانتشار الآفات في مناطق جديدة، يمكن للحكومات والمزارعين والجهات الأخرى الفاعلة في السلسلة الغذائية، مثل القطاع الخاص، توفير مليارات الدولارات وضمان الحصول على الغذاء الجيد. كما يساعد الحفاظ على النباتات أو المنتجات النباتية خالية من الآفات والأمراض في تسهيل التجارة ويضمن الوصول إلى الأسواق لا سيما في البلدان النامية. لهذا، من المهم تعزيز الالتزام بالقوانين والمعايير الدولية المنسقة للصحة النباتية. وعند مكافحة الآفات والأمراض، يجب على المزارعين تبني نهج صديقة للبيئة، مثل الإدارة المتكاملة للآفات، كما ينبغي على صانعي السياسات تشجيع تلك النهج للمساعدة في الحفاظ على صحة النباتات وحماية البيئة. وينبغي على الحكومات والمشرعين وواضعي السياسات تمكين منظمات حماية النباتات وغيرها من المؤسسات ذات الصلة، وتزويدها بالموارد البشرية والمالية الكافية. كما ينبغي عليهم الاستثمار بشكل أكبر في البحوث والتوعية المتعلقة بصحة النباتات، إلى جانب الممارسات والتقنيات المبتكرة. وفي هذا السياق أشار المدير العام للفاو إلى أن الشراكات الاستراتيجية والعمل التعاوني مع جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، هي أمر ضروري لتحقيق أهداف السنة الدولية للصحة النباتية. وتقود الفاو والاتفاقية الدولية لوقاية النباتات الآن بالفعل الجهود العالمية، على سبيل المثال لضمان تطوير المعايير الدولية لتدابير الصحة النباتية للمحافظة على صحة النباتات واستفادة البلدان من تطبيقها على نطاق واسع. وفي حالة دودة الحشد الخريفية، وهي آفة تنتشر بسرعة وتلتهم المحاصيل، تعمل الفاو على تنسيق الجهود العالمية لإدارة الآفة والحد من انتشارها من خلال تطوير وتعزيز تقنيات مبتكرة للرصد والإنذار المبكر، وتزويد الحكومات والمزارعين بأفضل الأدوات والمعارف لمحاربة هذه الآفة. مبادرات أخرى لتسليط الضوء على أهمية الصحة النباتية : وبعد حفل إطلاق السنة الدولية للصحة النباتية في مقر الفاو، تم عقد حلقة نقاش حول صحة النباتات. وأطلقت الفاو مسابقة للصور الفوتوغرافية طلبت من خلالها إلى المصورين الهواة والمحترفين مشاركة صور عن نباتات صحية وغير صحية بهدف إشراك الجمهور وتعزيز المعرفة حول الصحة النباتية. ويحتوي موقع السنة الدولية للصحة النباتية على مجموعة من النصائح حول ما يمكن للجميع القيام به لحماية صحة النبات. على سبيل المثال، يجب على المسافرين توخي الحذر عند أخذ النباتات والمنتجات النباتية معهم عند السفر. كما يجب على المواطنين العاديين الانتباه عند طلب النباتات والمنتجات النباتية عبر الإنترنت أو البريد حيث يمكن أن تتخطى الطرود البريدية بسهولة إجراءات الرقابة الاعتيادية للصحة النباتية.