الخرطوم 18-12-2019(سونا) انعقد بالمركز الثقافي التركي بالخرطوم (يونس إمرة) مؤتمر الإهرامات السودانية مساء أمس الأول بحضور لفيف من الأكاديميين والمهتمين والإعلاميين. وأشاد بنيامين ديمير مدير المركز الثقافي التركي بالخرطوم في كلمته بعمق العلاقات الثقافية السودانية التركية، مؤكدا أن أنشطة المركز تمثل جسرا للتواصل بين السودان وتركيا وتعزز العلاقات بين البلدين. وأشار إلى أن هذا المؤتمر هو خاتمة نشاطات المركز خلال العام 2019م، مضيفاً أن السودان به أكثر من ثلاثمائة هرم وأن المؤتمر سيتناول هذه الأهرامات من ناحية فنية وتاريخية بواسطة متخصصين بالجامعات السودانية. من جانبه أوضح الدكتور عبده عثمان أن موضوع الأهرامات السودانية موضوع واسع يتصل بعلم الآثار، مضيفا أنه سيتناول الهرم من الناحية الفنية والجمالية، مستعرضاً القيم الفنية والجمالية في الحضارات الإفريقية والآسيوية والأوربية. وقال إن إهرامات النوبة تحمل معاني الثبات والرسوخ، مضيفاً أن القيم الجمالية للهرم النوبي المتمثلة في الضخامة والفخامة التي تحمل معاني الاحترام والقدسية، مؤكدا أن النظر إلى الهرم يخلق في النفس معاني الالتحام بقدسية المعبود بالنسبة للنوبيين في ذلك الزمن. وأضاف أن الهرم يصنع في الغالب من الحجر المصقول ويصنع سطوعا في الوجه المقابل للشمس مما يضفي على الانسان حيوية، وأكد أن الفضاء خلف الهرم محسوب مما يعطيه قيمة جمالية خاصة في لحظتي الشروق والغروب، وأوضح أن بناء الهرم صعب لكن توصل إليه الفنان النوبي ونفذه المهندس النوبي بكفاءة، وألمح إلى أن الجاهلية الوثنية ظلت تصاحب الانسان عبر القرون. وتسأل عن القبة المعاصرة التي تحمل نفس سمات الهرم في الشكل والضخامة والتطلع للسماء وهل هذا تأثر بالجاهلية؟ كما أن ناطحات السحاب في الغرب تحمل نفس سمات الهرم في العلو والفخامة فهل ثمة تأثر ايضا بالجاهلية الوثنية؟ وتم خلال المؤتمر استعراض ورقة حول المدافن الملكية الكوشية قدمتها الدكتورة نهي عبدالحافظ من قسم الاثار بجامعة الخرطوم. هذا وحفل المؤتمر بالعديد من المداخلات العلمية والنقاشات الموضوعية من الحضور.