الرياض 25-2-2020م (الاقتصادية السعودية)- وقعت "أرامكو السعودية"، 66 مذكرة تفاهم وتعاون استراتيجي وتجاري بقيمة 21 مليار دولار مع شركاء وجهات محلية ودولية من 11 دولة، وذلك في عدة مجالات صناعية وتجارية غطت مجمل قطاع الطاقة في المملكة. كما وقعت "أرامكو" اتفاقية مشروع مشترك مع شركة بيكر هيوز لتأسيس مشروع مشترك مملوك بالمناصفة للمواد غير المعدنية، حيث يشكل منصة استثمارية متعددة القطاعات للمواد اللا معدنية تهدف إلى ابتكار مواد مركبة وتطويرها وتصنيعها لاستخدامها في تطبيقات قطاع النفط والغاز وقطاعات أخرى. وجاء توقيع المذكرات خلال تدشين الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، فعاليات المنتدى والمعرض الخامس لبرنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد (اكتفاء)، بحضور الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، والأمير أحمد بن فهد بن سلمان نائب أمير المنطقة الشرقية. وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، إن برنامج اكتفاء أتاح لعديد من الشركات الكبيرة والمتوسطة، تقديم سلسلة الإمداد ل"أرامكو السعودية"، مشيرا إلى أن هذه الشركات حققت إنجازات كبيرة في هذا المجال. وأشار إلى أن العمل في قطاع الطاقة يتم بصورة متكاملة مع الجهات الحكومية لدعم المحتوى المحلي لضمان أن القطاع سيكون من أفضل القطاعات التي تعتمد عليها الدولة في دعم المحتوى المحلي. وأوضح أن هناك عديدا من الخطوات لتطوير قطاع الطاقة الذي سيكون أكثر القطاعات نجاحا وتطويرا للمحتوى المحلي، كما أن "أرامكو" لديها جميع الإمكانات لدعم سلسلة الإنتاج والتوريد، مضيفا "حان الوقت لنعد ولي العهد بأننا سنعمل وننجز أعمالنا بطريقة تفوق التطلعات". وتطرق الوزير إلى الفوائد التي سيحققها حقل الجافورة للغاز الذي أعلن عنه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، أخيرا، مشيرا إلى أن الحقل سيدعم صناعة البتروكيماويات في المملكة. من جانبه، نوه الأمير سعود بن نايف إلى حرص واهتمام خادم الحرمين وولي العهد بدعم وتمكين المحتوى المحلي، تحقيقا لرؤية المملكة 2030، مبينا أن المملكة زاخرة بالفرص، وقطاع الطاقة واعد، ومستقبله مشرق، في ظل دعم واهتمام القيادة، مشيرا إلى أهمية العمل على التحول نحو صناعة التميز في المحتوى المحلي، وفتح أسواق جديدة له، مع العمل على استقطاب مزيد من الصناعات المحلية، ودعم سلسلة الإمداد في قطاع الطاقة بالصناعات المحلية. ولفت إلى ما حققته مبادرة اكتفاء منذ انطلاقتها في عام 2015م، مؤكدا ضرورة العمل على مواصلة ما حققته المبادرة من مكتسبات. من جانبه، أشار ياسر الرميان رئيس مجلس إدارة "أرامكو" إلى الفوائد الاقتصادية التي حققها برنامج اكتفاء من خلال نظام مستدام لسلسلة التوريد والفرص الاستثمارية التي أتاحها البرنامج، مشيرا إلى أن "أرامكو" و"اكتفاء" يلعبان دورا مهما في تحقيق "رؤية 2030". وقال إنه متحمس جدا للفرص التي يوفرها "اكتفاء" للاقتصاد السعودي سواء كان للمستثمرين ورواد أعمال محليين أو شركات عالمية، إذ يسهم في تقوية اقتصاد المملكة وجعله أكثر مرونة في دعم رفاهية السكان بنحو يمكن إدامتها وتطويرها مع الوقت، مؤكدا أن الآن أنسب وقت لبدء أعمال تجارية في المملكة. من جانبه، أكد المهندس أمين الناصر رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، خلال كلمته في افتتاح أعمال المنتدى، أن برنامج اكتفاء حقق نجاحات بارزة، منذ أن تم إطلاقه قبل نحو أربعة أعوام، وأن هذه النجاحات شكلت تحولا في منظومة الأعمال والخدمات المرتبطة بالصناعات والخدمات في قطاع الطاقة. وأضاف، أن الزخم الذي يحدثه "اكتفاء" في قطاع الأعمال السعودي له تأثير إيجابي ليس فقط على حجم الاستثمار في المملكة، بل أيضا على توليد الوظائف للشباب والفتيات السعوديين، وزيادة صادرات المملكة الصناعية، وفي الوقت نفسه، تعزيز موثوقية وكفاءة أعمال الشركة عبر إنشاء سلسلة إمداد عالمية المستوى. ووصف الناصر برنامج اكتفاء والمشاريع الارتكازية المرتبطة به، مثل مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) ومجمع الملك سلمان البحري العالمي، بأنها "منصة كبرى للفرص المجزية" داعيا المستثمرين إلى اغتنامها حيث تناقش في منتدى اكتفاء نحو 170 فرصة استثمارية. ولفت الناصر إلى أن مستوى المشاركة في المنتدى والمعرض هذا العام تزيد على ضعف المشاركة في المرة الماضية، معبرا عن امتنانه لجميع الشركاء الوطنيين والعالميين الذين كانت لهم إسهامات واستثمارات مميزة لرفع نسبة المحتوى المحلي بأكثر من 20 في المائة مقارنة بمستواه عند انطلاق البرنامج. ويهدف البرنامج الذي تنظمه "أرامكو السعودية" تحت شعار، "اكتفاء- ما بعد التوطين إلى التميز". لدعم إنشاء سلسلة إمداد عالية الكفاءة، ومجدية التكلفة، وموثوقة لإنتاج سلع وخدمات عالية القيمة تحتاج إليها "أرامكو" في أعمالها. وأظهر برنامج اكتفاء منذ إنشائه في عام 2015م، الفوائد الكامنة في عقد شراكات ناجحة مع قطاع الأعمال والحكومة والأوساط الأكاديمية، وقد أسهم هذا التعاون في الوصول إلى مستويات أعلى من النمو لمجتمع الأعمال المحلي و"أرامكو السعودية"، الأمر الذي أدى إلى تحقيق ما نسبته 56 في المائة بمقياس "اكتفاء". ويهدف المشروع المشترك مع شركة بيكر هيوز للاستفادة من البوليمر وعمليات التصنيع الحديثة لتوفير منتجات وخدمات تحويلية لا معدنية لعملائها، ابتداء بتصنيع الأنابيب البلاستيكية الحرارية المقواة واستثمار بقيمة تقارب 110 ملايين دولار. وسيقام المشروع المشترك في مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) ليخدم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وستساعد مشاركة "أرامكو السعودية" في المشروع المشترك للمواد اللا معدنية في تعزيز تصنيع الأنابيب البلاستيكية الحرارية المقواة، التي تستهلك قدرا أقل من الطاقة وتصدر انبعاثات كربونية أقل مقارنة بالأنابيب الفولاذية التقليدية. ويتماشى المشروع المشترك للمواد اللا معدنية مع استراتيجية "أرامكو السعودية" لدعم البحث والتطوير، ونشر تطبيقات ومنتجات مشتقة من النفط ذات انبعاثات كربونية منخفضة. وتشمل قائمة الشركات والجهات التي تم التوقيع معها على مذكرات التفاهم، هونداي للصناعات الثقيلة، سيمنس، مصنع آسيا للحديد المحدودة، مركز تجهيز حقول النفط، شركة الخريف للبترول، ميتسوبيشي هيتاشي لأنظمة الطاقة، شنايدر إليكتريك، هانيويل، الإلكترونيات المتقدمة، إكس دي إم للطباعة المجسمة ثلاثية الأبعاد، شنج ونج نيو ماتيريالز، زينفو، هيئة تنمية الصادرات السعودية إضافة إلى توقيع مذكرات التفاهم والتعاون التجاري، تم تنظيم برنامج جوائز للاحتفال بقصص نجاح البرنامج خلال العام. وجرى خلال برنامج الاحتفال الإعلان عن نتائج أسماء الفائزين بجوائز اكتفاء للتميز في عام 2020م، جائزة أعلى أداء في برنامج اكتفاء، جائزة الأفضل في التدريب والتطوير، جائزة الأفضل في تطوير الموردين، جائزة الأفضل في السعودة، جائزة الأفضل في توظيف السعوديات، جائزة الأفضل في الصادرات. وحققت "أرامكو السعودية" معدل 56 في المائة من المحتوى المحلي عبر برنامج اكتفاء بنهاية عام 2019، صعودا من نسبة 35 في المائة في عام 2015م. ومنذ انطلاقة البرنامج، زاد الإنفاق على البضائع والخدمات من قبل الموردين بمعدل ثلاثة أضعاف، وهو ما يعني الاستفادة من القدرات والإمكانات المطورة محليا، كما بلغ إنفاق الموردين على الرواتب والحوافز المدفوعة للسعوديين ضعفي المعدلات قبل بدء البرنامج، ما يعني زيادة في توظيف المواطنين السعوديين في جميع المستويات الوظيفية. وزاد إنفاق الموردين على تدريب السعوديين وتطويرهم أكثر من ثلاثة أضعاف، بما يعكس زيادة في جاهزية القوة العاملة السعودية، وزاد إنفاق الموردين على تطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة 13 ضعفا، بما يعكس التعاون والشراكة بين أطراف سلسلة التوريد بهدف تطوير هذه الفئة من الموردين، إضافة إلى ذلك، زاد إنفاق الموردين على برامج البحث والتطوير وجلب تقنيات وابتكارات جديدة من المصادر المحلية بمعدل ثلاثة أضعاف. وحقق البرنامج، منذ انطلاقته، زيادة 50 في المائة في عدد السعوديين الذين جرى توظيفهم من قبل الموردين للاستفادة من القوة العاملة السعودية المؤهلة، وزيادة 30 في المائة في عدد السعوديات اللاتي جرى توظيفهن من قبل الموردين لتعزيز التنوع والاندماج، إضافة إلى زيادة صادرات الموردين 50 في المائة لتلبية الطلب العالمي، بما يعكس تنافسية القاعدة الصناعية السعودية وكفاءتها. كما تمت ترسية 50 اتفاقية شراء استراتيجية بقيمة 29 مليار دولار، الأمر الذي سيؤدي لتأسيس 21 مصنعا محليا وتوسعة 29 مصنعا آخر. وجذب برنامج اكتفاء 468 استثمارا من 25 دولة بنفقات رأسمالية بلغت 6.5 مليار دولار، ما نتج عنه إنشاء 44 مصنعا، فيما يجري بناء 64 منشأة صناعية أخرى. وتسهم هذه الاستثمارات في بناء سلسلة إمداد سعودية متكاملة وقدرات جديدة في المملكة مثل أول مرفق تغليف بالصفائح، وأول معمل لإنتاج أنابيب اللدائن الحرارية المعززة، وأول معمل لإعادة تبطين محركات الحفر.