جنيف 12-5-2020(سونا) - يستحق الممرضون والممرضات وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية على خطوط المواجهة في كفاحهم ضد جائحة كوفيد-19 التقدير والثناء على جهودهم في إنقاذ الرواح والتضحيات الشخصية وسط المخاطر الطبية المتزايدة - بل ووسط المضايقات والإعتداءات في بعض الأماكن. يحتفل المجلس الدولي للممرضين والممرضات والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر (الحركة الدولية ) باليوم الدولي للممرضين والممرضات في 12 مايو، للإشادة بالممرضات والممرضين في جميع أنحاء العالم، وخاصة أولئك الذين يتحملون عبء عمل غير مسبوق بعلاج المرضى الذين يعانون من كوفيد-19 مع حفاظهم في الوقت نفسه على تقديم الخدمات الصحية الأساسية الأخرى. و رغم أن مجتمعات عديدة حرصت على تقديم شكرها للأخصائيين في المجال الطبي، ظهرت تقارير مثيرة للقلق في أماكن أخرى عن تعرض الممرضات و الممرضين وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية لمواجهة جائحة كوفيد-19 لمضايقات وعنف، بما في ذلك الاعتداء عليهم في وسائل النقل العام وفي منازلهم. و قال المدير العام للجنة الدولية السيد "روبير مارديني": في بيان صحفي " الممرضات و الممرضون هم منقذو الأرواح في العالم، فهم يخاطرون بصحتهم وكثيرا ما يضحون بوقتهم مع أسرهم لمساعدة من يعانون من فيروس كوفيد-19 ، وأضاف قائلا " وإنه ليثلج صدري رؤية العديد من المجتمعات تثني على الممرضات و الممرضين وتوجه لهم الشكر، ولكن من المؤسف أن ممرضات وممرضين آخرين يتعرضون لمضايقات ووصم بل واعتداءات." و قال الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر(الاتحاد الدولي) السيد "جاغان شباغان" : "إن سلامة العاملين في مجال الرعاية الصحية خلال هذه الجائحة أمر حاسم بالنسبة للمجتمعات حتى تتغلب على هذا المرض. فهم لا ينقذون أرواح الناس من هذا المرض فحسب، بل يكفلون ايضا استمرار الخدمات الصحية المنقذة للأرواح لحماية الأشخاص من الحوادث والأمراض الأخرى وأضاف قائلا : "يساورنا قلق من أن الجائحة تشكل ضغطا على الطواقم الطبية ، والأنظمة الصحية قد يصل بهم إلى نقطة الإنهيار، خاصة في البيئات الضعيفة والهشة". وقالت رئيسة المجلس الدولي للممرضين والممرضات السيدة "أنيت كينيدي": "إن الوصم والعنف ضد الممرضات والممرضين والعاملين الآخرين في مجال الصحة في بعض البلدان أمر صادم. والرد الوحيد هو عدم التسامح مع هذا وذاك مطلقا". وأضافت قائلة: "لقد شهدت محنة الجائحة الاعتراف عن حق بالأدوار البطولية للممرضات والممرضين على خطوط المواجهة، لكنهم هم أمهات وآباء عاديون لديهم عائلات يريدون حمايتها. هم يستحقون أن يكونوا قادرين على العمل دون خوف، سواء بسبب نقص معدات الحماية الشخصية أو بسبب المضايقات والاعتداءات." و الممرضات والممرضون الذين يخدمون المجتمعات المستضعفة في المناطق الأكثر فقرا في العالم معرضون ايضا للخطرعلى نحو خاص بسبب كوفيد-19 . وقالت "كينيدي" إن تخصيص جمعية الصحة العالمية عام 2020 ليكون سنة دولية للممرضات والممرضين والقابلات كان بمثابة تقدير واضح لجهودهم. وتعد معدات الحماية الشخصية عنصرا رئيسيا لحماية صحة العاملين في المجال الطبي ويجب إعطاؤهم الأولوية في الحصول عليها , بالإضافة إلى ذلك، ثمة ضرورة ملحة للتأكد من أن معدات الحماية الشخصية وغيرها من الإمدادات الطبية متاحة في البلدان منخفضة الموارد و التي تشهد نزاعات، من خلال التدابير الوطنية والتعاون الحكومي الدولي. وفي البلدان الأكثر تضررا من الجائحة، حيث تعمل أنظمة الرعاية الصحية بصورة جيدة إلى حد معقول، أصيب حوالي 10% من العاملين في مجال الرعاية الصحية بفيروس كوفيد-19 ،وهو عدد ضخم من الناس ربما يكون تقديرا أقل من الواقع. يمكن أن تكون هذه النسبة أعلى بكثير في الأماكن التي تعاني فيها أنظمة الرعاية الصحية من ضغط بسبب النزاع أو نقص الاستثمار في القطاع الطبي منذ فترة طويلة. و يدعو الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والمجلس الدولي للممرضين والممرضات الحكومات إلى الالتزام بكفالة حماية وسالمة الممرضات والممرضين والعاملين الآخرين في مجال الصحة، لا سيما في البلدان الفقيرة ومناطق الكوارث والنزاعات، إننا الا يمكننا أن نكفل استجابة طبية وافية في هذه الأزمة إلا بكفالة صحة وسالمة العاملين في مجال الرعاية الصحية .