دمشق 6-10-2022(أ ف ب)- توفي 39 شخصاً على الأقل جراء مرض الكوليرا الذي يسجّل انتشاراً في سوريا منذ الشهر الماضي، وفق حصيلة جديدة لوزارة الصحة، في وقت حذّرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم الوضع "بشكل مقلق". وأوردت وزارة الصحة السورية ليل الثلاثاء أن العدد الإجمالي التراكمي للإصابات المثبتة قد بلغ 594 إصابة موزعة على 11 محافظة من إجمالي 14 في البلاد، العدد الأكبر منها في محافظة حلب (شمال). وسجّلت الوزارة 39 حالة وفاة، 34 منها في حلب، موضحة أنّ "معظم الوفيات ناتجة عن التأخّر في طلب المشورة الطبية المبكرة أو لأشخاص يعانون من أمراض مزمنة". ولم يتضح ما إذا كانت إحصاءات الوزارة تشمل الإصابات والوفيات في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة. في جنيف، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم غيبريسوس خلال إحاطة للصحافيين الأربعاء "في سوريا، تمّ الإبلاغ عن أكثر من عشرة آلاف حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا خلال الأسابيع الستة الأخيرة". وتشهد سوريا منذ سبتمبر تفشيا للكوليرا في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ عام 2009. وأدى النزاع المستمر منذ العام 2011 الى تضرر قرابة ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه، وفق الأممالمتحدة. ويظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي. وغالباً ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي الى الاصابة بإسهال وتقيؤ. وفي إطار الجهود للحدّ من تفشي المرض، أعلنت وزارة الزراعة السورية الأسبوع الماضي "إتلاف جميع الخضراوات التي تروى من مياه ملوثة في حلب وتؤكل نيئة". وحذّرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء من أن الوضع "يتفاقم بشكل مقلق في المحافظات" التي تفشى فيها المرض، و"تتوسع الإصابات الى مناطق جديدة". وتنبّه منظمات وعاملون إنسانيون من مخاطر تفشي المرض في مخيمات النازحين المكتظة، خصوصاً في شمال غرب البلاد، بعد تقارير عن تسجيل إصابات عدة. وبناء على تقييم سريع أجرته مع شركائها، رجّحت الأممالمتحدة أن يكون تفشي العدوى مرتبطاً بشكل أساسي بشرب مياه غير آمنة مصدرها نهر الفرات، وكذلك استخدام مياه ملوثة لري المحاصيل.