أعلن البنك الدولي أن برامج شبكات الأمان الاجتماعي تضاعفت في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة، ولكنها لا تغطي حتى الآن أكثر من ثلثي سكان العالم الأشد فقراً البالغ عددهم 1.2 مليار شخص - وهم من يعيشون على أقل من 1.25 دولار في اليوم. وأضاف البنك في تقرير جديد بعنوان حالة شبكات الأمان الاجتماعي عام 2014 أن أكثر من مليار شخص في 146 من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل يستفيدون من برامج شبكات الأمان الاجتماعي، إلا أن 870 مليون شخص من أشد الناس فقراً في العالم مازالوا دون تغطية من هذه الشبكات. وتشمل برامج شبكات الأمان الاجتماعي تحويلات نقدية وعينية تستهدف الأسر الفقيرة والمحرومة، وذلك بهدف حماية الأسر من أثر الصدمات الاقتصادية، والكوارث الطبيعية، وغيرها من الأزمات، وضمان أن يكبر الأطفال وهم يتمتعون بالصحة ويحصلون على تغذية جيدة ويتمكنون من الانتظام بالمدارس ومواصلة التعلم؛ وتمكين النساء والفتيات؛ وخلق فرص العمل. وفي هذا الصدد، قال أروب بانرجي، مدير الحماية الاجتماعية والعمل بالبنك الدولي "تنفق البلدان النامية في المتوسط 1.6 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي على شبكات الأمان الاجتماعي. وهذا قدر منخفض بالمقارنة مع تدابير السياسات العامة الأخرى مثل دعم الوقود، الذي لا يستهدف أشد الناس فقراً. ويمكن عمل المزيد للوصول إلى أشد الناس فقراً في العالم. وأضاف ان هناك مجموعة قوية ومتنامية من الأدلة على أن شبكات الأمان الاجتماعي تعد واحدة من أكثر الطرق فعالية من حيث التكلفة كي تتمكن البلدان من إنهاء الفقر المدقع و تعزيز الرخاء المشترك". وفيما يتعلق بتغطية شبكات الأمان الاجتماعي على مستوى العالم، فإن التقرير يوضح أن البلدان التي لديها مستويات متدنية من الدخل تواجه أكبر الفجوات فيما يتعلق بالوصول إلى أشد الناس فقراً: في البلدان المنخفضة الدخل، حيث يعيش 47 في المائة من السكان في فقر مدقع، تغطي شبكات الأمان الاجتماعي أقل من 10 في المائة من السكان. في البلدان ذات الدخل المتوسط المنخفض، تصل شبكات الأمان الاجتماعي إلى حوالي ربع السكان الذين يعانون الفقر المدقع، إلا أن نصف المليار الباقين من أشد الناس فقراً لا تشملهم شبكات الأمان حتى الآن. الوضع في أفضل حالاته في البلدان المصنفة في الشريحة العليا من الدخل المتوسط، حيث تغطي شبكات الأمان الاجتماعي حوالي 45 في المائة ممن يعانون الفقر المدقع. مما يجدر ذكره ان هذا التقرير يعد الأول في سلسلة من الدراسات التي ترصد وتتحدث عن نمو شبكات الأمان الاجتماعي وتغطيتها في العالم النامي، وتسلط الضوء على الابتكارات الواعدة، وتراجع السياسات العامة المهمة والتطورات العملية في هذا المجال. وتعزز نمو شبكات الأمان الاجتماعي من خلال أدلة متزايدة على تأثيرها على الحد من الفقر، وتحسين الرعاية الصحية والتغذية للأطفال والأمهات، وزيادة الانتظام بالمدارس وتعزيز نتائج التعلم، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، تم إنجاز ما مجموعه 53 تقييماً جديداً للأثر عن شبكات الأمان الاجتماعي، معظمها في أفريقيا. ويجري تجميع أدلة قوية عن منافع شبكات الأمان الاجتماعي وفقا لما يشير إليه التقرير.