الرياض / 19 /5 /2014م /موقع باب / فرضت وزارة الزراعة السعودية حظرا مؤقتا على استيراد الأبقار من دولة البرازيل بسبب مرض جنون الأبقار الذي عاد للظهور من جديد، وذلك بعد النشرة التحذيرية الواردة لوزارة الزراعة من المنظمة العالمية للصحة الحيوانية التي تفيد بوجود إصابة واحدة جديدة لمرض جنون البقر في قطيع أبقار بولاية ماتوقروسو البرازيلية. يذكر أن أزمة جنون البقر، ظهرت في التسعينيات، وتسببت في انهيار سوق لحوم الأبقار، نظرًا لشعور بالقلق من قبل المستهلكين بعد انتشار وباء التهاب الدماغ الإسفنجي البقري والذي يعرف ب"جنون البقر"، والذي أثر على المزارع الأوربية منذ عام 1986. ويعرف مرض جنون البقر طبياً باسم "اعتلال المخ إسفنجي الشكل البقري" هو مرض خطير قاتل يصيب الجهاز العصبي المركزي في الماشية، وهو يدمر أجزاء من المخ حتى يصير مليئاً بالفراغات كالإسفنج أو كالغربال. والماشية المصابة تظهر عليها تغيرات في السلوك، وحركات لا إرادية "ارتجافات"، ونقص في التناسق العصبي الحركي ثم ينتهي بها الأمر إلى النفوق. وفي سبتمبر من عام 2013، حصل باحثان سويسريان هما أدريانو أغوزي، وتشارلز وايسمان على جائزة تقديرا لأبحاثهما بشأن مسببات مرض جنون البقر، إذ توصلا إلى أن الإصابة بهذا المرض الذي يصيب الأعصاب يعود إلى بروتينات مُعدية لا تجدي معها حتى وسائل التعقيم، ويطلق عليها اسم "البريونات". فالأمراض التي لا تسببها الفيروسات أو البكتيريا وتنشأ من بروتينات مشكلة كبيرة وتشكل خطرا على الناس، وذلك رغم أن هذه البروتينات لا تشكل إلا جزيئات هامدة ليس بها معلومات جينية خاصة بها. وكل إنسان يحمل في ذاته تلك البروتينات المسببة لمرض جنون البقر لدى الماشية أو لمرض "كروتزفيلد جاكوب" لدى الإنسان، ويطلق على هذه البروتينات اسم "البريونات" وهي غير مؤذية في الحقيقة، لكن بإمكانها تغيير شكلها بحيث تصبح مسببة للمرض أعلاه من خلال تراكمها ككتل في الخلايا العصبية. والخطر الداهم هو أن هذه البريونات تنتقل من خلية لأخرى، فتدفع ببروتينات أخرى من نفس نوعها إلى قبول الشكل المتحول الذي يسبب المرض، وبذلك تنتشر هذه البريونات متسببة في إحداث تلف في خلايا المخ، مما يؤدي إلى موتها. وقد عثر العلماء على البريونات لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي في إطار أبحاث مرض "الشكل الإسفنجي لاعتلال المخ لدى البقر" المعروف عامة ب"جنون البقر"، إذ افترض لأول مرة ستانلي بروزنير، الحائز على جائزة نوبل لاحقا، أن سبب المرض يعود إلى بروتين. وفي وقت لاحق أكد العالم السويسري تشارلز فايسمان -الذي يعمل في معهد سكريبس للأبحاث في ولاية فلوريدا- أن هذه الفرضية صحيحة بشكل تطبيقي، وقال إن البروتين موجود عادة في مخ الإنسان، ومضيفا أن مسبب المرض من إنتاج الجسم نفسه. من هنا فإن إمكانية الإصابة بمرض "كروتزفيلد جاكوب" موجودة لدى كل إنسان، غير أن تحول البروتينات بشكل عفوي إلى الشكل المسبب للمرض هي حالة لا تحدث إلا نادرا. وعموما فلا بد من وجود مسبب قادم من خارج الجسم لكي ينشط هذه العدوى، ويأتي هذا المسبب من لحم أبقار كانت مصابة بجنون البقر. واكتشف أدريانو أغوزي من جامعة زيورخ أن البروتينات المتحولة في اللحم المصاب تصل إلى الجهاز العصبي للإنسان عن طريق الأمعاء والجهاز الليمفاوي، وحسب شكل البروتين فإن أعراض المرض تظهر إما في صورة اكتئاب أو خرف أو فقدان للسيطرة على الجسم. ومن أجل ذلك تم تتويج كل من تشارلز فايسمان وأدريانو أغوزي بجائزة هارتفيغ بيبنبروك -دي زد إن إي- وتبلغ قيمتها أكثر من مائة ألف يورو، وتمنح كل عامين من قبل المركز الألماني لأمراض الأعصاب. ح ن