أعلنت وزارة المعادن فراغ لجنة مختصة من بحث المخاطر الصحية والبيئية، التي يسببها استخدام مادة الزئبق بمناطق التعدين التقليدي للذهب بولايات السودان المختلفة من عملها، وقالت إن اللجنة خلصت إلى مشروع قانون في طريقه إلى البرلمان لإجازته. وكانت فعاليات مؤتمر التعدين الأهلي الذي نظمته وزارة المعادن، تحت شعار "تقنين - تطوير – إنتاج"، قد أوصت باستخدام وسائل لاستخلاص الذهب لا يدخل فيها الزئبق. ونفى مدير إدارة التعدين التقليدي بوزارة المعادن العميد مصطفى إبراهيم، لبرنامج "المحطة الوسطى"، الذي بثته "الشروق"، مساء امس الاول ، عدم توقيع الوزارة لاتفاقية دولية تحظر استخدام الزئبق. وأضاف: "كان لنا رأي في الاتفاقية يهدف للمزيد من وضع المعادلات التي يدخل فيها الزئبق في العديد من الصناعات، وللمزيد من ترتيب البيت من الداخل". ونبه تقرير رسمي إلى خطورة استخدام مادة الزئبق بمناطق التعدين التقليدي. وقال التقرير إن استخدام المادة يهدد حياة آلاف من المعدنين ويعرضها للخطر القاتل بيئياً وصحياً. من جانبه، أشار رئيس اتحاد التعدين التقليدي بأبوحمد مبارك عباس، إلى اعتراف الدولة بالتعدين التقليدي كنشاط، ولكنها لم تقننه.وأوضح أن التعدين أوجد فرص عمل جيدة للشباب ، مبيناً أن أبوحمد فقط بها أكثر من 250 ألف شخص معدن، وأكثر من 80 ألف بئر للتنقيب عن الذهب. وأبان أنهم في الاتحاد نبهوا - من قبل - الى خطورة استخدام الزئبق عبر مذكرات عديدة لأجهزة الدولة الرسمية، وصلت حتى رئاسة الجمهورية. إلى ذلك، رسم مدير مستشفى أبوحمد د. فاروق مدني صورة قاتمة لوضع المستشفى الرئيس الذي يرتاده المعدنون عن الذهب بمدينة أبوحمد. وكشف عن حالات يستقبلها المستشفى من المعدنين تعاني الأمراض بسبب الوبائيات واستخدام الزئبق وتهدم الآبار. وأكد أنه بطول الأمد يؤثر استنشاق الزئبق على العاملين بمناطق الذهب ويسبب السرطان والفشل الكلوي. وأضاف:"لا يوجد بالمستشفى اختصاصي باطنية، ولا معامل متطورة، وكل المعندين يستقبلهم عنبر واحد به 20 سريراً فقط".