أبوظبي، 14-1-2015 م"رويترز "- أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، أن «منظمة الدول المصدرة للبترول» (أوبك) لن تغير سياستها الإنتاجية على رغم تراجع أسعار النفط، وأعلن أن المنظمة لن تعقد اجتماعاً طارئاً لبحث مستويات الإنتاج قبل اجتماعها الرسمي المقرر في حزيران (يونيو) المقبل، مشدداً على أن «أوبك» لا تستطيع أن تستمر في حماية أسعار النفط التي انهارت منذ حزيران (يونيو) الماضي، مطالباً بالحد من ارتفاع إمدادات النفط الصخري. وأوضح أن بلاده ليست قلقة على اقتصادها نتيجة انخفاض أسعار النفط، مؤكداً أن الإمارات مستمرة في تنفيذ مشاريع تطوير طاقتها الإنتاجية من النفط و الغاز، وأن استراتيجيتها للعام 2030 مستمرة من دون تغيير وهناك تركيز على كفاءة إدارة الطاقة وترشيدها. وشدد في جلسة حوارية ضمن «منتدى الإمارات للطاقة» الذي عُقد أمس في أبوظبي، على أن اقتصاد الإمارات قوي ومبني على سياسة وضعتها الحكومة يقل فيها الاعتماد على النفط سنة بعد أخرى. ولفت إلى أن تراجع الأسعار حدث سابقاً ولم يؤثر في الاقتصاد ولن يكون له تداعيات حالية، نظراً إلى أنه أقوى من قبل. ولفت المزروعي إلى أن «النفط يُباع بناء على تسعيرة عالمية تحددها السوق ونحن في الإمارات تحكمنا قواعد السوق،» معتبراً أن «الاقتصاد العالمي سيشهد تحسناً تدريجياً» وأن فترة ستة أشهر غير كافية ليظهر أثر تراجع أسعار النفط، خصوصاً في الاقتصادات الكبيرة. وأعتبر أن الأسعار الحالية لن تدوم، لافتاً إلى أن الاقتصاد العالمي سينمو بمعدلات أكبر مما هي عليه الآن، وقال إنه «يجب بالتالي عدم التسرع في الحكم على أسعار النفط الحالية»، مشيراً الى أن «الاقتصاد العالمي، خصوصاً الآسيوي، أمام فرصة للنمو بشكل أكبر وارتفاع الطلب من جديد على النفط والغاز». وأوضح أن «تراجع الأسعار يتيح فرصاً استثمارية للأطراف كافة (...) والوضع الحالي يشكّل فرصة لمراجعة التعاقدات في ظل انخفاض الأسعار». وأعلن أن الطاقة التكريرية للإمارات سترتفع هذه السنة لتصل إلى مليون برميل يومياً، وأن جزءاً منها يتجه إلى السوق المحلية والبقية إلى التصدير. ولفت إلى أن الإمارات «قلقة» إزاء التوازن في أسواق النفط، لكن «لا يمكنها في أي ظرف من الظروف أن تكون الطرف الوحيد المسؤول»، في إشارة إلى رفع الإنتاج من قبل الدول غير الأعضاء في «أوبك». واعتبر المزروعي أن على المنتجين من خارج المنظمة أن يكونوا منطقيين في ما يتعلق بمستويات إنتاجهم. وأضاف: «نقول للسوق وللمنتجين الآخرين إن عليهم أن يكونوا عقلانيين، أن يكونوا مثل أوبك ويتطلعوا إلى النمو في السوق». ورأى أن خفض إنتاج «أوبك» كان سيتيح المجال للمنتجين الآخرين ليتدخلوا تعويضاً عن الإنتاج الناقص، وستكون المنظمة خسرت في هذه الحال حصة من السوق من دون أن يكون لذلك تأثير في الأسعار. واعتبر أن سعر البرميل دون 50 دولاراً لا يسمح لمنتجي النفط الصخري بالاستمرار في الاستثمار لرفع الإنتاج، وقال إن «النفط الصخري يؤمن أربعة ملايين برميل تقريباً للولايات المتحدة يومياً، وهناك تطلع إلى أن تُضاف أربعة ملايين برميل أخرى بحلول عام 2020، وهذا غير ممكن مع مستويات الأسعار الحالية». وتطرق المنتدى إلى التداعيات التي سيتركها انخفاض أسعار النفط على دول الخليج. وقال المدير العام لمؤسسة «غلف إنتيليجنس» المنظمة للمنتدى، شون إيفرز، إن دول الخليج «تعرضت لانخفاض في إيراداتها بمعدل بليون دولار يومياً خلال الأشهر الستة الماضية، وإذا استمر هذا النزف خلال العام الحالي، فسنجد أن ما يصل إلى 400 بليون دولار فُقدت من اقتصادات دول المنطقة». أما في الأسواق، فواصلت أسعار النفط خسائرها أمس، ليتراجع خام «برنت» والأميركي الخفيف إلى أدنى مستوياتهما في نحو ست سنوات بعد تصريحات المزروعي. وتراجع «برنت» تسليم شباط (فبراير) 1.40 دولار إلى 46.03 دولار وكان نزل في وقت سابق إلى 45.23 دولار للبرميل مسجلاً أدنى مستوياته منذ آذار (مارس) 2009. ونزل الخام الأميركي تسليم شباط 1.28 دولار إلى 44.79 دولار بعد أن انخفض إلى 44.41 دولار.