وعد رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي الاثنين بتسهيل عمل الشركات الاجنبية في الهند متعهدا امام رؤساء شركات اميركية وهندية بازالة العوائق التي اعتبر باراك اوباما انها لا تزال كثيرة. وقال مودي امام مجموعة من رؤساء الشركات الاميركيين (بيبسي كولا، وستنغهاوس...) والهنود (تاتا، ماهيندرا...) في اليوم الثاني من زيارة الرئيس الاميركي الى الهند "ستجدون بيئة تشجع الاستثمار وتكافىء الشركات". وتسلم مودي السلطة في مايو ووعد في حملته الانتخابية بتحريك النمو والاستثمار وتعهد بتشجيع قطاع الطاقة في الهند لدى المستثمرين الاجانب. والهند مصنفة في المرتبة ال142 من اصل 189 لجهة جاذبية الدول المرتبطة ببيئة الاعمال. واعرب رئيس وزرائها عن رغبته في جعل بلده بين الوجهات الاخمسين الاكثر رواجا، من دون تحديد افق زمني لذلك. ووعد خصوصا بوضع نظام ضرائبي "محدد وواضح" وبتبديد المخاوف حيال الملكية الفكرية، وهما موضوعان يثيران قلق المنستثمرين باستمرار. وقال مودي "ستجدون بيئة ليست منفتحة وحسب وانما ايضا مرحبة". واضاف "سيكون لديكم نظام ضرائبي محدد وتنافسي. لقد وضعنا حدا لبعض تجاوزات الماضي. سننكب قريبا على دراسة المخاوف الاخرى". وتواجه مجموعات كبيرة مثل فودافون او نوكيا نزاعات ضريبية في الهند واخذت على الحكومة السابقة بزعامة حزب المؤتمر، غياب استقرار النظام الضرائبي والعقبات الادارية المتعددة. وتخوض فودافون معركة حول خلاف ضريبي مقدر ب2,4 مليار دولار في حين شهدت نوكيا مصادرة مصانعها من قبل القضاء. ووعد رئيس الوزراء الهندي ايضا بان تعمل البيئة الجديدة على "تعزيز الابتكار وحماية الملكية الفكرية"، احد ابرز المواضيع التي تثير قلق الشركات الاميركية في الهند. واضاف ان "الهند ستكون عاملا مهما للاستقرار من اجل الاقتصاد العالمي ومحركا لنموه". من جهته اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين انه لا تزال هناك "عقبات كثيرة" امام الشركات التي تعتزم تطوير عملياتها في الهند، ورحب في الوقت نفسه بالجهود التي بدات تبذل اخيرا لخفض الاعباء الادارية. وقال اوباما امام مجموعة من رجال الاعمال الاميركيين والهنود في نيودلهي "لا تزال هناك عقبات كثيرة ومراحل يتعين تجاوزها وبعض المتطلبات البيروقراطية التي تجعل من الصعب انشاء شركة والتصدير والاستيراد وتوقيع عقد". واذ اعرب عن امله في اقامة بيئة اقتصادية "اكثر شفافية واكثر تماسكا واكثر قابلية"، شدد على الاصلاحات التي بداها رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي الذي تسلم السلطة في ايار/مايو 2014 "والتي ستساعد على تجاوز بعض هذه العقبات". واوباما الذي تستمر زيارته حتى الثلاثاء، هو الرئيس الاميركي الاول الذي يدعى خلال ولايته لحضور الاحتفال في 26 كانون الثاني/يناير من كل عام ببدء تطبيق الدستور بعد انتهاء الاستعمار في البلاد في العام 1950. واستقبل اوباما مع زوجته ميشال تحت رذاذ المطر من قبل رئيس الوزراء نارندرا مودي الذي ارتدى عمامة كبيرة ملونة. وحضر المسؤولان العرض من على منصة محاطة بزجاج واق من الرصاص. وفرضت اجراءات امنية مكثفة في العاصمة نيودلهي بمناسبة العرض الذي يبرز القوة العسكرية للهند وتنوعها الثقافي. واستعرضت القوات الهندية قسما كبيرا من معداتها وغالبيتها روسية الصنع، بينما تمثلت كل الولايات بلوحات متحركة مزينة بالزهور. وشارك في العرض ايضا حرس الحدود الذي سار على ظهر الجمال المزينة بالزهور. ويكرس حضور الرئيس الاميركي منعطفا في العلاقات بين الولاياتالمتحدة ورئيس الحكومة الهندي الجديد الذي كان قبل عام فقط شخصا غير مرغوبا فيه في واشنطن. وكان اوباما قرر في البدء زيارة نصب تاج محل الثلاثاء الا انه الغى الزيارة للتوجه الى المملكة العربية السعودية للقاء العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز.