-- صوت مجلس النواب الليبي المعترف به من المجتمع الدولي (الإثنين) بالموافقة على تعليق مشاركته في الحوار الذي ترعاه الأممالمتحدة والمزمع عقد جولة جديدة منه الخميس المقبل في المغرب، حسب ما أعلن نواب ليبيون . وقال النائب عيسى العريبي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "مجلس النواب صوت اليوم على تعليق مشاركته في جلسات الحوار بين الأطراف الليبيين حول المستقبل السياسي لهذا البلد برعاية الأممالمتحدة، كما قرر استدعاء لجنة الحوار المنبثقة عن المجلس إلى قبة البرلمان للتشاور". فيما علق النائب عصام الجهاني على هذا الاجراء بالقول "إما أن نكون أو لا نكون". وأوضح الجهاني أن "البرلمان دعا النواب الأربعة الأعضاء في لجنة الحوار المنبثقة عنه للعودة من الأراضي المغربية وعدم المشاركة في الجلسة المزمع عقدها الخميس المقبل". وقال مصدر برلماني إن الاجراء جاء على خلفية الهجمات الإرهابية التي استهدفت الجمعة ثلاثة مواقع حيوية في مدينة القبة شمال شرق ليبيا وراح ضحيتها 44 شخصا على الأقل. وأوضح المصدر الذي طلب عدم الافصاح عن هويته إن القرار جاء للخشية من أن يفرض المجتمع الدولي حكومة تضم متشددين ويعترف بها على الفور، وبذلك ينسحب البساط من تحت السلطات الشرعية في البلد ويتم تهميش الجيش الليبي الذي يواجه الإرهاب لوحده. من جهته، قال النائب طارق الجروشي إن "معلومات وصلته تفيد بأن المبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة برناردينو ليون، سيشكل حكومة وفاق وطني من تيار الاسلام السياسي والإخوان في جلسة الحوار في المغرب يوم الخميس المقبل بسياسة الأمر الواقع على الليبيين"، معتبرا أن الأمر "مؤامرة سياسية". وأضاف أن "حكومتي امريكا وبريطانيا، ستعترفان مباشرة بهذه الحكومة فور إعلانها بعيدا عن مجلس النواب صاحب الحق في اعتمادها"، لافتا إلى أن "الأممالمتحدة ماتزال تدرس حكم الدائرة الدستورية لدى المحكمة العليا الخاص بحل مجلس النواب وستعترف به في حال إقرار الحكومة وتصبح هذه الحكومة دون حسيب أو رقيب"، على حد وصفه. وكان وفدان من مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته عقدا للمرة الاولى في 11 فبراير الجاري في غدامس (600 كلم جنوب غرب طرابلس) محادثات "غير مباشرة" برعاية الأممالمتحدة. وجاءت الجولة الأخيرة من الحوار في غدامس، بعد اجتماع للحوار في جنيف الشهر الماضي، قالت الأممالمتحدة إنه انتهى "في أجواء إيجابية". وشاركت السلطات الشرعية المعترف بها دوليا في حوار جنيف مع عدد من معارضيها، في غياب ممثلين للمؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته) المنافس الذي يتخذ من طرابلس مقرا، والذي أعادت نشاطه قوات فجر ليبيا. وتسيطر قوات فجر ليبيا منذ أغسطس الماضي على طرابلس، وهي ائتلاف من مجموعات مسلحة غالبيتها إسلامية. وشكلت هذه القوات حكومة موازية بالعاصمة.