- حذر الاتحاد الأفريقي -أمس الأحد- من أن الأزمة في بوروندي تنذر بوقوعه والمنطقة بشكل أوسع في "كارثة" بعد مقتل مسؤول عسكري كبير وسط تصاعد القلاقل. وقتل مسلحون مجهولون الكولونيل جين بيكوماجو -وهو رئيس أركان سابق- خارج منزله في بوجومبورا يوم السبت. وأدانت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دولاميني زوما قتل بيكوماجو، واصفة إياه ب"العمل الخسيس". وأكدت في بيان أن أعمال العنف الأخرى التي وقعت في بوروندي خلال الأشهر القليلة الماضية توضح خطورة الوضع، وتنذر بحدوث مزيد من التدهور مع عواقب كارثية على هذا البلد والمنطقة كلها. وكانت فترة بيكوماجو قد واكبت الحرب الأهلية التي دامت 13 عاما في البلاد، ويعد مقتله ثاني جريمة اغتيال لشخصية بارزة هذا الشهر مع تفاقم تبعات إعادة انتخاب الرئيس بيير نكورونزيزا. وأُعلن فوز نكورونزيزا في الانتخابات التي أجريت في يوليو/تموز الماضي لفترة ثالثة، وقال كل من المعارضين والدول الغربية إنها تمثل خرقا للدستور وبنود اتفاق سلام أنهى حربا أهلية استمرت من عام 1993 حتى عام 2005 بين الأغلبية الهوتو والأقلية التوتسي. وتفاقمت حدة التوتر بالبلاد عقب إعلان فوز نكورونزيزا، وأسفرت المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن عن مقتل أكثر من مئة شخص حتى بداية الشهر الجاري، وفقًا لإحصاء صادر عن "منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان والمحتجزين" (غير حكومية) في البلاد. في السياق ذاته منحت الرئاسة البوروندية السلطات القضائية بالبلاد أسبوعا واحدا للعثور على قتلة بيكوماجو. وقال المتحدّث باسم الرئاسة البوروندية، جيرفيه أباياهو "نطلب من العدالة بذل ما في وسعها، للتوصل إلى الجناة والقبض عليهم ومعاقبتهم في أجل لا يتجاوز الأسبوع الواحد"، اعتبارا من أمس الأحد. ودعا بيان الرئاسة البورونديين إلى الحفاظ على وحدتهم وتضامنهم وعدم فسح المجال للتقسيم العرقي. واغتيل نشيميريمانا -رئيس المخابرات البوروندية- هو الآخر في الثاني من أغسطس/آب الجاري، شمال العاصمة بوجومبورا. وأبدت رواندا المجاورة قلقها من هذه الاضطرابات، ويشارك هذا البلد بوروندي في نفس التركيبة السكانية العرقية، حيث قتلت حرب إبادة عام 1994 نحو ثمانمئة ألف نسمة.