رفع بائعو الألبان الجائلون في المناطق الشعبية أسعار رطل اللبن والسبب أن شركات الألبان وعلى رأسها «أساطين المال والأعمال» تقوم بالشراء منهم ومن داخل المزارع بنفس السعر وأحيانا أكثر، بجانب خدمات وميزات أخرى حسب قولهم؛ولست أدري ماهي الميزات..؟ هل هي «تدليع» الأبقار و«هدهدتها»...؟ أم ماذا يقصدون..؟أم تلوين البن بلون غير الذي نعرفه...؟ وفي ذات الوقت عزيزي المواطن حذر البائعون أنفسهم وأصحاب المزارع الكبيرة والصغيرة من أنعدام الألبان الطازجة من الأحياء وبالتالي أختفاؤها نهائيا توفرها بعد ذلك إلا في عبوات صغيرة مصندقة و سيكون سعرها - الحديث لي - أعلى من سعر الرطل الذي كنا نشتريه من دكان فلان أو علان. تخيلوا أن الألبان الطازجة ستنعدم من الوجود.. وسيندر وجودها؛وإذا فكرت أن تشرب لبن طازج فماعليك الاّ أن تشتري بقرة أو عنزة«غنماية»..؟!وفوائد اللبن الطازج نشعر بها في أبنائنا ونموهم.. واصدقكم القول أنني ماقمت بشراء لبن معبأ أو مصندق لإبنتي؛إلا وتمنعت عن شربه..! عكس اللبن الطازج وال«فريش»،إن كان لبن أبقار أو ماعز. ونحن «من ماقمنا» ونحن نشرب اللبن الجائل،وأذكر عمنا المرحوم سعد سيد اللبن؛والذي رحمه الله يعرفه كل بيت في حينا والأحياء المجاورة..وهو يحفظ أسماءنا وأعمارنا وكل تفاصيل أهل الحي.. ولازال ابنه إبراهيم مواصلا لعمله،ومعه آخرون؛وهم يتعاملون بالحسنى مع «ناس الحلة» كل حسب مقدرته إن كان الدفع بالشهر أو بالإسبوع،ويعلم الله أنهم ماطالبوا أحدا بالدفع قهراً بالكلمة أو المعاملة.. حكومتي الرشيدة إن كانت الولاية التي تخصني وأسكن فيها،أو الاتحادية..؟هل الحل هو أن تحتكر شركات تعبئة الألبان المنتج..؟حتى يكون صالحاً للشرب؛بعد أن كثر الحديث عن استعمال بعض أصحاب المزارع،وبائعي اللبن لمادة البنسلين،وزيادته بالمياه الملوثة - كمان - ..؟ وكيف تكون سلعة اللبن الطازج معرضة للتخثر..؟ وبالتالي عدم صحيته..؟! اللبن سادتي عندما يتلف وهي معلومة معروفة للكل ..! وليست بحاجة لتحاليل ومعامل لإثباتها؛فهو (يتقطع) وحينها يصبح بالمعالجة التي تتقنها كل ست بيت سوداني «روباً» ويصنع منه الزبادي والمٍّش،ويدخل في مائدتنا ك«ملاح روب»..وكلها من أطعمة صينية المواطن «العااااااادي»..! وليست هناك سودانية وست بيت يمكنها أن تقوم بإعطاء أبنائها طعاماً منتهي الصلاحية دعك من لبن «مقطع أو بايظ»..؟ لدي سؤال صغير..؟هل ستتجه الحكومة ومن فيها لتخصيص احتكارية جديدة للفاكهة مثلاً ..؟ بعد الإتجاه لأحتكار الألبان من قبل شركات تعبئة الألبان الجاهزة والمبسترة ؟ بدعاوي أنها فواكهه متسخة وغير صحية وتحمل جراثيم ستضر بالمواطن المسكين..؟ وأن بعضها «مخمر»مما يدخل في عداد المحرمات..؟ وهل ستكون الفاكهة «كمان»معبأة في صناديق أو علب بأحجام مختلفة...؟ يامن تجلسون وتنظرون..؟ هل المنع التدريجي لبيع الألبان الجائل؛هو في مصلحتي ومصلحة زيد وعبيد..؟واضع لكم مثالا بجارتنا جمهورية مصر،وفيها أكبر مصانع الألبان في العام العربي هي والشقيقة المملكة السعودية،ولكن لازالت عربات الألبان تتجول في أحيائها وأزقتها.. ونسمع عن مزارع الألبان في المناطق الطرفية بالدولتين،ولم نسمع بأحتكار السلعة فيها ووضعها في يد الشركات،والتي تقوم بدورها بتعبئتها في قوارير أو علب أو صناديق كرتونية.. سؤال آخر..؟ماذا عن المواد الحافظة التي توضع فيه ..؟وهل تضمن لي تلك الشركات فائدته الحقيقة ومايتوفر فيه من بروتين حيواني ومافيه من مواد دهنية، ومواد بروتينية كاملة التكوين، وومايحتويه من المعادن؛ مثل الصوديوم والكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم..؟ أم أنها احتكارية خالية من الدراسة كما كل الاشياء..؟ وماذا أستفاد المواطن من المؤتمرات الصحفية والأخبار مدفوعة القيمة؛التي قامت بها عدة شركات مستفيدة من ذلك الاحتكار،لتبرير وتوضيح حقائق،ماخصنا ولا همنا منها شئ..!! فتلك الألبان المعبأة لا نلجأ إليها إلا عند الحوجة... وتكفي الحكومة ومن أعطى أمر الاحتكار؛أن تستبين المواطنين وأصحاب المحال التجارية التي تقوم بعرض اللبن المعبأ لبعض الشركات،ولبن المزارع؛عن أيهما يستهلك وقتياً،ومايبقى في الثلاجات،حتى تنتهي صلاحيته..؟ الموضوع سادتي ليس فكرة واجتهاداً فعله فلان.. ليفرح به ويتبختر بين الناس بأنه هو صاحب المبادرة،التي ستتسفيد منها طبقة معلومة والخاسر معلوم أيضاً.. وليس هي ملء جيوب على حساب جيوب لم تمتلئ يوماً بما يكفيها منتصف الشهر.. ماذا عن ال«150» قرش وهي سعر الرطل..؟فكل مايحتاجه المواطن المغلوب على أمره وكما تسميه الدكتورة فدوى صاحبة السياج ب «عبده» يواجه بالزيادات .. والكل يصبر ويصابر،ولكن أن تمنعه من نعمة مباشرة لتحولها لنعمة مصنعة فهذا ليس بالمقبول.. من أسباب ضعف الذاكرة والنمو هو شرب اللبن المعبأ،واللبن البودرة؛ماعدا بعض الشركات العالمية التي تقوم بانتاج لبن البودرة بمواصفات علمية وعالمية وصحية معينة،وهي الألبان التي توصف من الأطباء،لمعالجة ضعف ما في نمو الجسم أو الشعر..ألخ... دعونا فقط ننمو بفطرتنا وغريزتنا ولاتحرمونا التمتع بطازجية أحد «الأبيضين».. بسبب فائدة رجال الأعمال،وخزائنهم وجيوبهم.. أنظروا فقط لنا .. فلو تأملتم شكل الأنسان السوداني العادي ستجدونه في تناقص كل يوم.. بسبب الغذاء والهم والغم.. وقفة ملاح بكرة،وكسرة وزير المالية «الشهيرة».. وهي أشياء لم يحمل لها هماً يوماً من الأيام... «الدكان» الذي أشتري منه اللبن في الحي الذي أسكنه..لم أر يوما في ثلاجته لبناً «بائتاً» فكل سكان «شارعنا» يشترون لبنه الطازج،ومنهم من يذهب للشارع الرئيس عند نفاذ الكمية الموجودة عنده..ولم يحدث أن أشتكت زوجتي من لبنه؛أو تمنعت ابنتي عن شربه... أحسبوها تخاريف..؟ فقط دعونا في حالنا،ولا«تضيقوها» علينا أكثر..!!