كثير من السياسيين وكل الصحفيين بالسودان حبسوا أنفاسهم طوال الفترة الماضية في انتظار إعلان الحكومة الجديدة، أو حكومة القاعدة العريضة، خاصة وأن أنباء ومعلومات تسربت بأن الأسماء ستعلن خلال شهر رمضان المبارك، وتلك معلومات لم ينفها من بيدهم القرار. ظللنا ننتظر (رأي) و (موافقة) الشركاء الجدد المرتقبين للمؤتمر الوطني خاصة الأمة والاتحادي من غير الفروع التي يشارك أكثرها في مؤسسات الدولة، ولكن الانتظار طال بما يدلل على عدم الاتفاق داخل تلك الأحزاب على موقف واحد.. أي مشاركة أم مقاطعة! الذين جربوا الحكم والسلطة والاستوزار يسمون اجتماعهم على أمر الناس ب(كيكة) السلطة، أو كعكتها، وتوزيع المقاعد والاختصاصات بينهم تكون هي اقتسام (الكيكة) أو (الكعكة)، بمعنى أن لكل حزب أو جماعة نصيب. يبدو أن (الكعكة) الحكومية ستكون بعكس (الكعكة) الشعبية، فالأخيرة يستعد بها الناس لاستقبال العيد، لكن الأولى ستكون- مما يظهر لنا الآن- بعدالعيد، والله أعلم. وما دام الأمر بالأمر يذكر، فلابد من الإشارة إلى أن كعك العيد (البيتي) أي الذي تتم صناعته داخل البيوت وتجتمع من أجله النساء والأطفال والأسر، ويُدْخِل الآباء وأرباب الأسر بسببه أيديهم في جيوبهم حتى يكتمل مشهد العيد وصورته و (طعمه) اللذيذ.. لابد من الإشارة إلى أن ذلك الكعك (البيتي) آخذ في التراجع وأصبحت أسر كثيرة تفضل (الجاهز) مثلما تراجعت سلوكيات قديمة وراسخة مرتبطة بالعيد، واتجه الناس إلى غيرها أو ما يمكن أن يوفره (الجاهز).. مثل الملابس والأحذية وصناعة وتركيب الستائر وتنجيد المراتب والوسائد. صحيح أن الصورة القديمة والتقليدية لم تنمحِ تماماً لكنها بهتت في مقابل نشوء صورة جديدة داخل الإطار، تثبت ملامحها وألوانها وتزداد رسوخاً يوماً بعد يوم. على كلٍ نحن مع القديم لكننا لن نستطيع أن نمنع الجديد، ومع ذلك سيظلُ الكعك (كعكاً) أو (كحكاً) أو (كيكاً) سمه ما شئت، لأن معلوماتنا تفيد بأن أصل الكلمة فرعوني قديم وهي (كاك) أصبحت في اللسان العربي (كعك) وأصبحت عند الفرنجة (كيك).. لذلك سيظل الكعك ويبقى، ما بقيت الأعياد. اللهم يسّر أمورنا واشرح صدورنا ووسع قبورنا، وارحمنا واعف عنا في الدنيا والآخرة وأدخلنا الجنة وحرِّم أجسادنا على النار.. آمين.. و.. جمعة مباركة..