قبل مده ليست بالقصيرة كتبت في هذه الزاوية عن سن التقاعد وقلت إن سن ال (60) قليلة جداً وإنها السن التي يصل فيها الإنسان للخبرة المفيدة خاصة لأننا في السودان ترتفع عندنا سن العمل، ولظروف كثيرة فبعد التخرج يجد الإنسان نفسه داخل دوامة البحث عن العمل حتى يصل إلى العقد الرابع.. وما أن يجد عملاً وينخرط فيه ويبدأ في هضمه وتبدأ الدولة تستفيد منه يباغته مدير شؤون المستخدمين بخطاب انتهاء خدمته نسبة لبلوغه سن التقاعد.. فيفقد نفسه بعد ذلك لأن نفسياته تكون قد تحطمت وقد انهزم معنوياً.. وتفقد الدولة خبرته فتذهب أدراج الريح.. المهم سادتي لقد اطلعت على الأخبار ووجدت خبراً مفاده أن دراسة تجري الآن لرفع سن التقاعد من (60) إلى (65).. وقد ارتحت كثيراً لهذا الخبر، فهو ما كنت أدعو له خاصة بعد أن تصاعدت وتيرة الخلاف بين العاملين في المؤسسات الإعلامية وأساتذة الجامعات الذين أحيلوا للمعاش وبين الجهات ذات الصلة لأنها تقوم ( بإنزالهم) للمعاش وهم في سن العطاء.. وأن مؤسساتهم تحتاج لخبرتهم في هذه السن بالذات وبما أنهم كانوا يتحدثون عن الخبرة فهي مفيدة.. ويحتاج دولاب العمل في كل المؤسسات لهذه الخبرات التي ننزفها في كل عام.. فكم من معاشيّ بدأ يبدع فأوقف إبداعه وكم من كفيل أسرة بدأ أبناؤه رحلة التعليم فأضحى يتكفف الناس.. قد تقولون إن الخطأ خطأه لأنه تزوج متأخراً فأقول لكم إن الخطأ هو خطأ المجتمع والدولة التي لم تجد له وظيفة في سن مبكرة وبعد أن وجدها واستقر بها فات به قطار العمر فتزوج بعد أن وصل لسن الاربعين أو يزيد.. إذن فالمشكلة أكبر من الخروج في سن الستين.. وللعاملين في القطاع العام أن ينظروا لأنفسهم ولرواتبهم التي لا تكفي لمساعدة أسرتهم الكبيرة... لذا سادتي نحن كنا نطالب برفع سن المعاش حتى تستفيد البلد من أمثال هؤلاء ثم يستفيد الإنسان من نفسه..المهم نحن نتمنى أن تكون نتيجة الدراسة رفع سن التقاعد.