للإجابة على هذا السؤال لابد من العودة للوراء لنعرف حقيقة هذا الموضوع المهم خاصة وأن التسجيلات وانتقالات اللاعبين المحليين والتعاقد مع الأجانب على الأبواب والموسم القادم هو موسم دوري المحترفين للأندية السودانية. في العشرينيات ذهب عبد الفتاح المغربي وهو بالمناسبة أول رئيس لمجلس السيادة للبنان وتألق في جامعة بيروت واحترف هناك ثم تبعه اسماعيل محمد سعيد (برجل) في نفس الجامعة ومنه لفرنسا حيث احترف هناك ليعود ليلعب للهلال والثاني لتيم عباس والمريخ وفي نفس الوقت احترف عبد الرزاق عبد الحميد (ود الطباخ) في مصر ولعب لتيم حجازي بك ثم في الأولمبي والاتحاد بالاسكندرية قبل أن يعود للهلال هكذا كانت الخيوط الأولية لاحتراف اللاعب السوداني في الخارج ثم توالى احتراف السودانيين بمصر بعد نجاح تجربة عبد الخير صالح حمدتو-عوض درديري-آدم الجراح-النور بلة-محمد بلة-عثمان كلول في الترسانة-علي شرف-علي أبوالقاسم-خضر كرار-خليل ابراهيم سمير محمد علي-عمرالنور-نوح آدم-الرشيد محمد العبيد-هاشم ابراهيم (التهامي) في نادي الزمالك-محمد عبد الله (تكتيك) خضر امين عبد الله زرقان في نادي القناة والاسماعيلي ثم جيل عبد العظيم عوض الأمين (قلة الكبير) ومن بعده صبحي في نادي المقاولون العرب وأنس النور وريتشارد جاستن في الاسماعيلي ولا ننسى العدد الكبير من لاعبي السودان في دول الخليج (الكويت-قطر-الامارات-البحرين-السعودية-سلطنة عمان-اليمن). هكذا كانت تجربة احتراف اللاعب السوداني خارج وطنه ناجحة بكل المقاييس أما احتراف اللاعبين المحليين والأجانب داخل أرض الوطن فكانت فاشلة بنسة كبيرة وتضررت الكرة السودانية لأسباب كثيرة أهمها عقلية اللاعب السوداني عقلية اللاعبين السودانيين والأفارقة مازالت عقلية هواة- التطبيق الفاشل لنظام الاحتراف في الأندية- عدم وجود مقومات أساسية للاحتراف في غالبية الأندية ? تداخل بنود الهواية والاحتراف مع بعضها في التطبيق- اذن الاحتراف الداخلي يحتاج لمراجعة في الكثير من بنود لائحة الاحتراف الحقيقي. لذا لم تستفد أنديتنا من احتراف اللاعبين الوطنيين ولا من احتراف الأجانب وفشلت المعادلة الفنية (لاعبين وطنيين مع لاعبين أجانب).