قالت شهرزاد السودانية وهي تحاول إخفاء لون يدها الداكن الذي لا يمت بصلة قرابة إلى لون وجهها المصبوغ بكريمات التفتيح ، بلغني أيها الرجل اللئيم أن الوفاء في هذا الزمن الرمادي لم يعد له وجود وانه حتى في حالة وجوده فهو نادر ويمكن الحصول عليه ب( خراج الروح ) ، عندها اعتدل الرجل اللئيم في جلسته وتنحنح وتثاءب بصوت جهير ما أدى إلى هروب العصافير من أشجار الليل ، الله ، الله على النحنحة ، المهم طلب الرجل كوبا من الماء البارد ودعا شهرزاد لمواصلة حديثها ، ففتحت أسطوانة الحديث عن تغير نفوس البشر وانعدام الوفاء وأكدت شهرزاد بعضمة لسانها أن الوفاء ربما يصبح مثل الاحياء الفطرية المنقرضة الديناصور وفيل الماموث والذي منه ، عفوا يا جماعة الخير إلى هنا انتهى كلام شهرزاد وسكتت عن الوفاء المباح ، وبعدها فتح الرجل اللئيم خشمه أربعة وعشرين قيراط ونصف القيراط ، وخاطب شهرزاد قائلا : أيتها البنت الجميلة يا لهطة القشطة ، لقد هيجت أشجاني عن الوفاء وما إدراك ما الوفاء ، يقول الرجل اللئيم انه يدين إلى مجموعة من اصدقائة ويحمل جميلهم في عنقه ، فقد أسدوا له خدمات ستظل محكرة في قلبه ، ومضى الرجل مواصلا حديثه قائلا : أول هؤلاء الأصدقاء ألتيجاني حاج موسى وثانيهم عبد الوهاب هلاوي وثالثهم الشفيع عبد العزيز ورابعهم محمد نجيب محمد علي ، المهم هذا التيجاني واحد من رفقة الزمن الجميل ، وكان زميلنا في الدفعات الأولى في الجامعة وفي مشوار اغترابي الطويل الذي لا أظنه ينتهي قريبا فان التيجاني كان معبر الوصل بيني وبين كمال ترباس في أغنيتي أبوي ان شا الله لي تسلم وحبان قسايا نسو ، كنت حينها في الدوحة ، وركبت هاتان الأغنيتان مركب الشهرة رغم إنني في حينها لم أكن اعرف ترباس ولا زالت علاقتي متجددة ومتواصلة مع التيجاني وربنا يديم المحبة ، إما الرجل الآخر الذي احمل له جميلا في عنقي فهو صاحبنا الإعلامي والشاعر الجميل عبد الوهاب هلاوي ، حينما التقيت الهلاوي كنت قادما للتو من قرية منسية في أقاصي الشمال التقيته مع قريبي عبد الله درار كجوك ومنذ الوهلة الأولى عرفت ان الرجل يحمل في قلبه درجة طيب جدا وساخر جدا ، توثقت علاقتي بهلاوي طيلة وجودي في العاصفة القومية ، كنت أيامها حرا وصعلوكا من العيار الثقيل وكان منزله القديم بمثابة منزل آخر بالنسبة لي ، وبعد اغترابي بسنوات طويلة جاء عبد الوهاب هلاوي لأداء العمرة ، كنت أيامها في إجازة العيد في البحرين ، الرجل بحث عني والتقيته وسعدت جدا بلقائه وطلب مني الظهور في الفضائية السودانية فاعتذرت ، لكن الرجل قال لي ان هذا بمثابة توثيق وإنني سوف اشكره في الغد وفعلا سجلت تداعيات في الفضائية السودانية وكانت أول إطلالة لخلقتي المبشتنه على الشاشة ، إما الشفيع عبد العزيز فهو أول من تذكرني وحضر خصيصا إلى جدة وسجل مع العبد لله حلقة مدتها 70دقيقة في برنامج ( عالم خاص ) تم بثه عدة مرات في قناة النيل الأزرق وهي الاطلالة الحقيقية لصاحبكم على الشاشة الصغيرة ولازلت احمل جميله في عنقي ، إما الشاعر محمد نجيب محمد علي فيكفي انه الرجل الذي لا استغني عنه وهو من أوفى الأصدقاء في الزمن الرمادي . رماد في خشمك يا سجم الرماد .