في الأسبوع الأخير من كل عام، تجد من يدعون أنهم يعلمون الغيب والفلك والتنجيم، ويطلقون توقعاتهم في المجالات السياسية والاجتماعية والفنية والاقتصادية... فيتسمّر المشاهدون أمام التلفزيون علّهم يستشرفون أملاً ما بمستقبل أفضل.. أو تجد من يقرأ في صحيفة أو في موقع نت لا يلتفت إلى أحد، لأنه يكون في عالم الشعوذه والدجل.. فلا يجد إلا الكوارث والحروب وأخبار الطلاق والموت التي تسرع إلى أذهانهم، وكأن التنبوء لا يتعاطى مع الأخبار الجميلة، عندها يرددون بصوت عالٍ: «كذب المنجمون ولو صدقوا». ü فقد توقع الفلكيون من اللبنانيين والمصريين والسوريين والمغاربة وغيرهم.. مثل الفلكية اللبنانية «ماغي فرح» وهي الأكثر شهرة والفلكي« محمد فرعون» المصري.. والفلكي المغربي «عبد العزيز الخطابي».. وكلها أسماء فلكيين كانوا قد تنبأوا للعام الفائت بكوارث سياسية واقتصادية.. قد يكون حديث بعضهم صدق.. ليس تأكيداً لقولهم.. لكن هذا ما كتب الله سبحانه وتعالى.. ü عام 2012 هو من أكثر الأعوام التي تحدث عنها التاريخ الفلكي كثيراً والبعض يظنون أن هذا العام هو نهاية العالم.. إذ يقول الفلكيون حسب حساباتهم إنه في «21/12/2012م» سيدخل كوكب بلوتو إلى برج الجدي، وهذا الدخول يعتبر مؤشراً عظيماً لتحولات عميقة على مستوى الأجيال الأرضية، نظراً لأن كوكب بلوتو يؤثر أكثر على الأجيال منه على الحياة اليومية للإنسان، فكوكب بلوتو يغطس عميقاً في أحداث القدر ويكشف كل ما هو آتٍ... وهذا كلامٌ فلكي لا يعرفه إلا من درس هذا العلم وتبحر فيه.. ü سمعت عن الكثيرين الذين يعتمدون على قراءة الأبراج ويعيشون على ما تقوله لهم.. حكت لي إحدى الصديقات بأن قريبة لها لا تفعل شيئاً عند استيقاظها من النوم سوى قراءة الأبراج.. وتعتمد على ما يكتب لها في برجها.. فإذا قال لها برجها أن لا تخرج اليوم فهي بالتأكيد لن تبارح منزلها ولو حصل ما حصل.. ü ورأي الدين واضح في التنجيم والذين ينجمون.. ولا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى وحده.. قال تعالى «ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله..» فلابد أن تسبق مشيئة الله كل شيء حتى الأمور القريبة فما بالك بالذين «يتكهنون» بحدوث أشياء على مدار العام. وكان أبو تمام قد رد على المنجمين بقوله: السيف أصدق إنباءاً من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب.. اللهم لا تكلنا إلى سواك ولو طرفة عين اللهم آمين... وجمعة مباركة