واقعنا الكروي يؤكد بكل أسف بأن ظاهرة التواطؤ والرشاوى موجودة وعلى (قفا من يشيل) في الدوري الممتاز، ولكن من الصعب للغاية إثباتها، لأن الفاعل في كل الأحوال يكون أشد الناس حرصاً على أخفاء معالم جريمته، التي سرعان ما ينكشف أمرها وتفوح روائحها النتنة من خلال نتائج بعض المباريات (المسبوكة)، ويكتفي الجمهور غالباً بإعلان حيثيات الحكم من خلال هتافه الشهير باع.. باع.. ومن ثم تغلق ملفات القضية من ناحية رسمية، نظراً لعدم كفاية الأدلة. وقد انسابت على خدود الصحف الرياضية خلال الأيام الماضية أخبار تفيد بأن بعض الجهات تسعى هذه الأيام لمحاسبة وإدانة الخبير الكروي الكبير الأستاذ عبد العال ساتي لمجرد أنه امتلك ناصية الشجاعة وكشف للملأ بعض الممارسات السالبة، التي ظلت تنخر كالسوس في عظم مجتمعنا الرياضي بل أكد بأنه يمتلك الأدلة والأسانيد التي تعضد اتهاماته وسيفجرها داوية لتهز الوسط الرياضي وتنقي من أثوابه (أوساخ) التواطؤ. فبالله عليكم أيها المسؤولين عن كرة القدم في بلادنا، بدلاً من أن تشغلوا أنفسكم وتهدروا وقتكم وجهدكم بالطعن في عبد العال ساتي.. واجهوا فيل التواطؤ الذي أطاح بسيد الأتيام في الموسم الأسبق ثم دهس الرومان في العام المنصرم، واجهوه بشجاعة بدلاً عن اللف والدوران واستحداث نظام السنتر ليق الذي لن يستر عوراته واردعوا دون رحمة كل من يتلاعب بنتائج المباريات لتنداح العدالة والنزاهة واللعب النظيف في ملاعبنا. ربيع ود مدني الرياضي أفلح المشرفون على جمعية منتديات ود مدني للأعمال الثقافية في تنظيم ندوة راقية ورائعة بحدائق مركز الشباب بعنوان (معا للنهوض بأندية مدني) شرفها بالحضور الرياضي الكبير صديق الطيب وزير مالية الجزيرة والأمين صديق الهندي وزير الشباب والرياضة الجديد ولفيف من قادة العمل الرياضي بالأندية والإتحاد المحلي والحكام والمدربين وقدامى اللاعبين والإعلاميين. وقد ابتدر الحديث الهرم الرياضي الكبير عبد المنعم عبد العال الذي فتح خزائن ذكرياته أيام الزمن الجميل معيداً للأذهان الصورة الزاهية لهذه المدينة المتفردة آنذاك وكيف فرض منتخب الجزيرة نفسه ليمثل البلاد ويطوف في رحلات خارجية شملت دول ليبيا وزنزبار والصين وكوريا الجنوبية، واختتم حديثه متسائلاً أين نحن اليوم من ذاك الزمان؟. ثم تحدث وزير الشباب والرياضة الهندي مشيداً بمنظمي الندوة ومؤكداً اهتمامه بتوصياتها وتنفيذ المتاح منها وأضاف بأن أبواب مكتبه ستظل مشرعة أمام الرياضيين للتشاور والتفاكر حول أنجع السبل لإعادة ود مدني لسيرتها الأولى. سكرتير إتحاد الكرة معتصم عبد السلام كال بالثقيل تجاه الدوري الممتاز، الذي تسبب حسب رأيه في تدهور الكرة بود مدني التي كانت في أوج مجدها أيام الدوري المحلي ومثلت أنديتها البلاد خارجياً. أما وزير المالية صديق الطيب فقد إبتدر حديثه متسائلاً عن أهداف الرياضة، هل هي ترويحية أم تنافسية؟ محدداً متطلبات الحالتين وداعياً لتقليص عدد الأندية إذا كان الهدف تنافسياً لحصد البطولات. ولم يخف الوزير عتبه على كاتب هذه السطور، بسبب انتقادي لظاهرة تسييس العمل الرياضي التي دمرت قاعدة الروابط والناشئين، والتي كانت تغذي أندية المدينة بأفضل نجوم الكرة قبل أن تتجه لاستيراد اللاعبين، وأكد الوزير ترحيبهم بثورة رياضية شبيهة بالربيع العربي تطيح بالقيادات الرياضية الحالية بود مدني.