أعود مرة أخرى للسكة الحديد.. التاريخ العتيق.. والحاضر المقلق.. والمستقبل المجهول.. ومن خلال عودتي أدلف إلى بوابة المعاشيين الفئة الأكثر تضرراً في ذلك القطاع.. اليوم أوجه صوتي لمدير عام هيئة سكك حديد السودان.. المهندس مكاوي محمد عوض.. في قضية تخص بعض المعاشيين في مدينتي القضارفوكسلا.. وباعتبار أنه يمكن أن يصدر التوجيهات للذين يجلسون تحت مظلته.. علمت يا باشمهندس مكاوي بمحض الصدفة أن بيوت السكة الحديد التي يقطنها المعاشيون في المدينتين«القضارفوكسلا» والتي من المفترض أن يتم إخلاؤها بعد فترة إنتهاء خدمتهم.. ولكن الذي أثار دهشتي علمي بأن هؤلاء المعاشيين مازالوا يقطنون تلك البيوت بإتفاق مع هيئة السكة الحديد- القضارفكسلا- والأكثر غرابة أن تلك البيوت تؤجر لهم بمبلغ أسمته لهم الهيئة.. وهو عبارة (250) جنيهاً، علماً بأن معاشهم لا يتعدى هذا المبلغ الذي تأخذه منهم الهيئة مقابل الإيجار، فمن أين يعيشون.. وعرفت أيضاً أن هناك بعض البيوت التي تم إيجارها لسكان لا علاقة لهم بالسكة الحديد.. بمبلغ يزيد عن مبلغ المعايشيين بالضعف (500).. وعرفت أيضاً أن هيئة السكة الحديد أصدرت قراراً لهؤلاء المعاشيين بأنها زادت نسبة الإيجار بنسبة 50% للمعاشيين وبنسبة15% لغير المعاشيين.. بالله عليك مَن الأولى في هؤلاء إليس هم المعاشيون.. وأيضاً قد أعلنت الهيئة المعاشيين بأنه عليهم متأخرات يجب أن يدفعوها وهي عبارة (3) أشهر متأخرات.. من أين ياباشمهندس.. من أين لهم بتلك المبالغ، وأنت أدرى بمعاشهم الزهيد هذه القصة إن رُويت في قصص الخيال لن يصدقها عاقل.. فما بال أن تكون حقيقة وتعيشها فئة من أضعف الناس، لانهم تقاعدوا للمعاش، وصاروا على باب الله!!... أليس هذا مثير للشفقة.. هذه مهزلة يا باشمهندس.. هؤلاء المعاشيون الذين قضوا عمرهم في خدمة السكة الحديد منذ أن كانت تصرف لهم رواتب زهيدة، وهم رواد السكة الحديد الأوائل.. الذين أفنوا عمرهم في خدمتها.. هناك بعض الأسئلة التي تدور في رأسي سيد مكاوي، وأريدك أن تجاوب عليها بعد أن تعرف من مديري السكة الحديد القضارف-كسلا ، عن مدى صحة هذا الكلام وتسألهم إن كنت لا تعلم، وأخشى ما أخشى أن تكون على علم بهذه المهزلة.. سؤالي الأول.. أين تذهب هذه الأجرة التي تؤخذ من هؤلاء المعاشيين وغيرهم، ولصالح من تصرف، هل هي لتطوير السكة الحديد أم لدفع رواتب الموظفين، أم سوف تكنز لهؤلاء المعاشيين وترد لهم فيما بعد؟.. وسؤالي الثاني هل من الممكن أن يتصرف مدير فرع للسكة الحديد من غير أن يرجع لمدير عام الهيئة؟.. لماذا لم تفكر في أن تملك هؤلاء المعاشيين تلك البيوت، أقلها ألاَّ يضيع ما صروفه هدراً.. ويكونوا قد أمنوا مستقبلهم الذي هو في علم الغيب.. رجاء ألاَّ تهمل هذه الرسالة وأن تبحث فيها، إن كنت مهتم بتلك الشريحة المظلومة والمغلوبة على أمرها.