بما ان السبب المباشر وراء ثورات الربيع العربي التي اجتاحت العالم العربي مؤخراً وقادها الشباب هو التغيير والاصلاح ، فحكام تلك الدول ظلوا متشبثين بالحكم لعشرات السنين دون التفكير في اعطاء الفرصة للتجديد والتغيير واتاحة الفرصة للشباب للمشاركة في اتخاذ القرار الامر الذي اشعل الثورات وضحى الشباب بارواحهم من اجله. اذن ثورات الربيع العربي قامت من أجل التغيير والاصلاح للحكام الرؤساء والذين هم اما ان يكونوا ممثلين لاحزاب سياسية او غير ذلك ، فالاحزاب السودانية وخاصة الكبيرة والتاريخية منها يلاحظ انها تترأسها شخصيات بعينها منذ عشرات السنين لم يحدث فيها تغيير سواء ان اتت تلك القيادة عبر مؤتمر عام او غيره ، فالمراقب للامر يجد ان هنالك بعض التململ وسط القيادات الشبابية داخل تلك الاحزاب واصبحت تطالب بالاصلاح والمؤسسية لمؤسساتها الحزبية ومشاركتها في اتخاذ القرارات التي تصدر منها ، فالسؤال الذي يطرح نفسه هل الاحزاب السودانية مقبلة على ثورات ربيع عربي؟! الدكتور أمين حسن عمر القيادي بالمؤتمر الوطني أكد خلال حديثه في إحدى المنابر العامة صعوبة حدوث ثورة سياسية داخل الاحزاب السياسية ، الا انه قال نريد لحركتنا السياسية ان تسقط الاوراق القديمة وتثبت اوراق خضراء جديدة مشيراً الى وجود ململة وتمرد على القيادات الحزبية ، مؤكداً على ضرورة ان تلد الحركة السياسية بالبلاد شخصيات جديدة. واتفق مع الدكتور أمين ، جمال حسين - أمين الشباب بمركزية الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل بالخرطوم وقال لا اسمي التململ داخل الاحزاب ثورةربيع عربي ولكن يمكن ان نسميها ثورات تنظيمية ، ونحن في الحزب الاتحادي الاصل لا نطالب بثورة ربيع عربي ولكننا نطالب باصلاح مؤسسي وديمقراطي يتم عبر المؤتمرات القاعدية مشيراً الى أن المشكلة التي تواجه حزبه عدم قيام المؤتمر العام لتفعيل مؤسسات الحزب. وأضاف جمال كل الاحزاب السودانية عانت من الانقسام بما فيها الحزب الحاكم وعزا ذلك لغياب الديمقراطية الداخلية وهي شبيهة بحالة الحكم في الدول التي حدثت بها الثورات العربية مشيراً الى ان الديمقراطية تمثل المرتكز الاساسي للدول والاحزاب مشدداً على رفض التعيين داخل الاحزاب. اما ياسر الجلال- مساعد الامين العام للاعلام بحزب الامة القومي ابتدر حديثه «خليتو الدولة وقبلتو على الاحزاب» إلاَّ أنه عاد وقال الدعوة للاصلاح مشروعة وهناك أطر لتنظيمها وهناك خطوط تباين في وجهات النظر ولكن اي تنظيم او اصلاح يتم داخل المؤسسات الحزبية دون فوضى ، مشيراً الى وجود مكاتب سياسية داخل الحزب نستوعب فيها كل الآراء بحرية ، وطرق كثيرة للتعبير عن الرأي دون الرجوع الى أحداث ثورة.