وجدت صديقنا المخرج عصام الدين الصايغ ينظر إلى ورقه «ويتكلم براهو» على طريقة راصد آخر لحظة.. نظرت إلى الورقة.. وجدت ترويستها.. هيئة مياه ولاية الخرطوم.. رفع رأسه فأشحت بوجهي «يعني ما بقرأ في ورقتو» عاد ينظر إليها فقرأت إدارة تقنية المعلومات.. قسم البرامج وتطوير النظم.. كشف حساب.. وعندما قرأت كشف حساب عرفت الحكاية رسوم وكده.. واصل عصام «الطنطنه» فعرفت أن المخرج في ورطة.. وقلت من يخرج المخرج من ورطته.. فسألته المشكلة شنو يانجم؟ «على طريقة عامر ياشاب» هنا ابتسم.. ثم ضحك.. كان ضحكاً كالبكاء.. وحكى الحكايه.. قال: اشتريت قطعة أرض كويس معاك؟ فقلت له: كويس معاك أنت.. أنا دخلي شنو؟ واصل : بعدين فكرت أبنيها.. قمت دخلت المويه.. وبديت أبني يادوب ختيت الساس.. مرضت مرضاً شديداً.. القروش الخاتيها للبناء اضطررت أن أتعالج بها في القاهرة.. استغربت لأنو السودانيين كلهم بتعالجوا في الأردن.. لكن خلينا في موضوع عصام..أها ياسيدي الأمانتي ليك.. القروش كملت.. ومشى لي ناس المويه وجوا قطعوا المويه زي الترتيب.. مرت الأيام والشهور زي سنه كده.. اتذكر قطعة الأرض وقال يبنى فيها حاجه أمكن يقد عين الشيطان ويتم البيت.. أها فكر يرجع المويه.. مشى ليهم عشان يعمل الإجراءات أها أدوه الورقة البقرأ فيها دي وفيها عن كل شهر رسوم خمسة جنيهات تحت بند «أجرة معدات».. أها دي الحيرتو.. ياتو معدات دي.. ويحكي عصام.. المعدات دي جايبا أنا.. المواسير جايبا أنا.. الخرطوش جايبو أنا حتى العمال الأنجزو العمل جبتهم بى عربيتي.. المعدات دي ذاتا وينا البدفع أجرتا..؟ قلت له: ماكان تفهم المسؤول.. قال لي: فهمتو هو ذاتو ما عارف فقال له: والله ياخي دي حاجه معمول بيها.. وأنا ماعارف.. طبعاً لم اندهش ففي البلد دي ممكن تحصل حكايه زي دي.. تدفع أجرة معدات.. بينما تكون أنت جالب المعدات بل لا توجد معدات أصلاً.. فقلت لعصام ياخي سلامه.. سلامه كبيره.. فقال لي مندهشاً سلامه كيف؟ فقلت له : أحمدالله إنك ما جاك عقد ورجعت ماليزيا تاني أو أي دولة وقعدت خمس ست سنين كنت حا تجى تلقى المبلغ بقى على الأقل ثلاثمائه أو أربعمائة جنيه.. عشان كده تحمد الله..والحمدلله الجات على كده.. واصلت: برضو سلامة كبيرة البقت الرسوم خمسة جنيهات فقط كان ممكن تبقى عشرة.. أو عشرين .. أو خمسين عشان كده تبوس يدك قلبه وعدله.. فقال لي: لا ما دي ما المشكلة بس ما يقولوا أجرة معدات.. قلت ليهو يعني بتفرق شنو أفرض سموها رسوم استمرار الخدمة.. أو رسوم لدعم انسياب المياه.. أورسوم إنسانية.. المهم حاولت إقناع عصام بعادية الحكاية.. فسألته قطعتك في ياتو درجة.. فقال : الدرجة الأولى .. فقلت: ما طيب.. أصلو ناس الدرجة الأولى دي يعنى مروقين أو المفروض يكونوا مروقين.. فالخمسة جنيه ما كثيره عليهم.. نظر إلىّ فيى غيظ وتركته وانسحبت .. وتركته وما زال يطالع تلك الورقه حتى كتابة هذه السطور..!