تجذبنى كثيراً البرامج أو المقابلات التى تقدم نماذجاً لمعاقين، قهروا الإعاقة وقدموا نجاحات عظيمة فى مجالات متنوعة من مجالات الحياة، فالإعاقة عند هؤلاء كانت باعثاً للعطاء ومفجرة لقوى كامنة موجودة فى كل نفس بشرية، تنتظر من يحولها إلى مايفيد، فكانوا أن أفادوا أنفسهم بصيانتها من الإعتماد على الغير، أو التسول والتكسب بمد اليد، مثل أولئك الذين خمدت همتهم وماتت نخوتهم، وأفادوا أيضاً أسرهم ومجتمعهم وبلادهم، باعتبارهم مثالاً وقدوة لمن حباهم الله ببسطة فى الجسم وسلامته، ليزكوه بالعمل الدؤوب والجهد المخلص. المعاقون وذوو الاحتياجات الخاصة عموماً يحتاجون الى شكل خاص من أشكال الرعاية والتعهد، حتى لا يتركوا للظروف الحياتية، التى يمكن أن تحبط آمالهم وأعمالهم لهشاشة أوضاعهم، إن لم يجدوا رعاية الدولة ومساندة المجتمع. الكثير من البلدان أصدرت تشريعات وطنية، تتسم بالتمييز الإيجابى لصالح هذه الفئة، من خلال الرعاية والوقاية والتأهيل، وعضد هذه التشريعات إعلان منظمة الأممالمتحدة حول المعاقين، الذى أكد منع التمييز بسبب الإعاقة، بحيث يتمتع المعاق بجميع الحقوق المدنية والسياسية، والحق فى ضمان اقتصادي، واجتماعي، وفى حياة كريمة، وشغلهم وظيفة مفيدة ومريحة ومنتجة . ونص الإعلان الذى صدر فى العام 2006على حق المعاق المكتسب فى الحصول على الاحترام، وهذا هو المهم وهو المطلوب، وهو حق لا تكفله القوانين والتشريعات الحكومية، وإنما يكفله وعي المجتمع بهذا الحق، من خلال سلوك جميع أفراده تجاه المعاقين، ففى بلدنا لا تزال حقوق المعاق تحتاج الى المزيد من الاهتمام بها وتأكيدها، من خلال الموقف الرسمي والشعبي، ولابد من إشاعة ثقافة احترام المعاق ومعاملته بما يخفف عنه تبعات الإعاقة النفسية والاجتماعية والإقتصادية، وأن يعمل الجميع على تهيئة البيئة التى يعيش فيها ويتعامل معها، فعلى سبيل المثال تسهيل وسائل انتقاله، بما يمكنه من استخدام وسائل النقل العام، بالمدخل الذى يتم إعداده كما هو موجود فى كثير من البلدان، التى تفهمت حاجات المعاق، واحترمت ظرفه، وتهيئة مواقع العمل لفئة المعاقين، من مكاتب ومرافق خدمات، وأماكن الترفيه والتسوق وغيرها. والمعاق له الحق فى ذلك، خاصة فى بلدنا الذى زادت فيه الحروب غير المبررة فى الجنوب والغرب والشرق من زيادة عدد المعاقين، فضلاً عن ظروف الفقر وقلة الوعى بالأمراض التى يمكن وقاية الأطفال منها، بالتطعيم وغيرها من الإهمال الطبى، الذى تنتج عنه الكثير من حالات الإعاقة. تابعت البصات الجديدة لولاية الخرطوم، ولم ألحظ فيها أى تمييز للمعاقين، ومعظم وسائل النقل فى البلاد الخارجية، توفر للمعاقين مداخلهم ومقاعدهم الخاصة بهم.