قدمت قناة النيل الأزرق حلقة في برنامجها (يوم في حياتي) مع المواطن التاجر عبد السلام.. وركزت الحلقة على تربية وأكل الحمام.. وفوائده الغذائية.. وكانت الحلقة ممتعة لولا بعض الأسئلة الساذجة من مقدمة البرنامج.. كدي أكل الحمام ورينا طعمو كيف؟.. ولا أدرى هل لا يعرف ناس السودان كيف يذبحون الحمام وكيف يطهونه؟.. وما طعمه؟.. على ذلك بدأ كأن الحمام طائر جديد تم اكتشافه للتو.. وعلينا تعريف الناس به!! قدم المواطن عبدالسلام رسائل مهمة للشباب.. أنهم يمكن أن يجدوا مجالاً عملياً استثمارياً يعينهم إبان عطلاتهم أو يصبح دخلاً إضافياً إن اكرمهم الله ووجدوا وظيفة.. رسالته أنه استثمار سهل وبسيط ويمكن إقامته في سقوف المنازل.. وإذا اهتممنا بأمر النظافة اليومية لن يؤثر على البيئة بإفسادها.. ولم يكتفِ بذلك.. بل نوه إلى أن مجرد تربية بقرة واحدة يعود بدخل يومي على الفرد يصل إلى ثلاثين جنيهاً.. ومن ذكريات الحمام أن والدتي عليها رحمة الله تقول (الحمام بجيب الضيوف).. فدائماً ما تضع في حسبانها الضيوف عندما تقوم بطهيه.. المدهش أن ذلك يحدث.. إذ يجيء بلا ميعاد ضيوف ينالون نصيبهم المعد سلفاً.. (طبعاً ذلك لا يستقيم مع المنطق، فلا توجد صلة بين حضور الضيوف وطهي الطعام). نعود لنأخذ اقتراح الأخ عبدالسلام على محمل الجد.. ونشجع عدداً من العاطلين على تربية الحمام كمصدر للدخل أو الدخل الإضافي للعاملين.. فماذا يريد المشروع لكي ينجح من ناحية رأس المال؟.. فهو حسب المعروف لن يكون أكثر من ألف جنيه.. والمهارة في تربيته وتسويقه يمكن اكتسابها.. لكن لابد من إشاعة ثقافة أكل الحمام.. فيبدو أن الناس تركوها ولم يأبهوا بها.. ربما لأنهم يرونها وجبة غالية ومكلفة خاصة وقد ارتبط أكل الحمام تاريخياً بالملوك وبالموسرين من الناس.. ليس لغلائه.. بل لفوائده. ومعروف شعبياً أنه يزود الرجل بالطاقه.. لذلك يوصون العرسان به.. ولقيمته الغذائية العالية يوصف للسيدات الوالدت اللائي يرضعن.. ولابد من مراعاة أمر النظافة جداً.. فإذا امتلأ الحي بأبراج الحمام ولم تتبع ذلك نظافة يومية قد يؤثر على المنطقة.. ليست تربية الحمام وحدها المفيدة.. بل تربية معظم الحيوانات.. وقد(عرفت) أن (الجحوش) جمع جحش.. لها سوق عالمية رائجة خاصة لدى بعض البيئات في العالم.. فيمكن الاستثمار فيها.. وأيضاً لا يحتاج إلى رأس مال كبير.. بجانب أنني قد نوهت من قبل إلى ضرورة تنويع مصادر اللحم.. إذ تنحصر في أكل اللحوم الحمراء.. بقر وضأن.. والبيضاء الفراخ والأسماك وحتى منها نفضل أنواعاً بعينها. أعتقد أن تربية وأكل ما أهملناه (الحمام- البط- الأرانب- الإبل- الجراد، بجانب ديك الروم للمرطبين).. فقد يحل مشكلة غلاء اللحوم ولو قليلاً. ومن طرائف الحمام وفي مرحلة الصبا في حلتنا القديمة.. كان شاب اشتهر بسرعة البديهة والردود الطريفة.. وحدث أن صادفته إحدى الجارات وهو يحمل (جوز حمام).. فقالت له: مشتري الحمام العيان ليك منو؟.. فقال لها: يا ولية أصلو حمام والّا روشتة!!