إلى زمن قريب كانت الأسر السودانية تحتفي بتربية الطيور الداجنة (الحمام والدجاج) وكانت لكل منها علاقة بطعامنا خاصة في (صينية الجمعة). فتربية الحمام والدجاج بالمنزل ذات جدوى اقتصادية، وسرعان ما انسحب هذا الدور واختفت أبراج الحمام وأقفاص الدجاج من منازلنا. فهل للتطور الهائل الذي دخل حياتنا أثر مباشر، أم هناك ظروف أخرى لم نُحِط بها سبب في ذلك؟ حملنا هذا التساؤل إلى مجموعة من الأسر والاختصاصيين في مجال التغذية والتسويق فماذا قالوا: ٭ الحياة صعبة قال عثمان عبدالرحيم إن حياتنا رغم تطورها أخذت الأمور تختلف كل يوم الشيء الذي جعلها صعبة، وأشار أن التطور أدى إلى غياب بعض الأشياء الجميلة والقريبة منا مثل تربية الحمام والدجاج، وتساءل عثمان: هل لضيق فضاء المنازل دور في ذلك؟ أم توفر الطيور في متناول اليد قد أصبح خيراً للمواطن؟ وأضاف بأن وجود شركات منتجة للدجاج والبيض وظهور مشاغل أخرى أدخلت الأسرة إلى حياة الرفاه مما جعلها تلجأ إلى (الساهل) وصرفت النظر عن تربية الطيور الداجنة. ٭ تغيرنا كثيراً وافقه خميس عبد الفتاح حول استسهال الأسر للجاهز وقال: ربما ذات اليد في بعض الأحيان يتسبب في عدم تربية الدجاج أو الحمام، كما أن (الحيشان) الكبيرة صارت ضيقة ورصفت أرضياتها بالبلاط كنوع من الزينة ولا تتحمل تربية (الحمام والدجاج) مثلما كان آباؤنا وأمهاتنا يفعلونه لتوفير غذاء متكامل وبأقصر الطرق. وأشار خميس أن شركات الدواجن التي تنتج في اليوم الآلاف من الدجاج اللاحم انعكس على غذاء بعض الناس، ولكن أسعارها ضعف الأسعار التي بالمنازل وتصل في بعض الأحيان إلى «14» جنيها وتعتبر بهذا الشكل مكلفة جداً لوجبة الأسرة. أما إبراهيم الإنصاري فعبّر عن ذلك بقوله: الرجوع إلى تربية الحمام والدجاج واجب لأنها تدعم الأسرة اقتصادياً وغذائياً وغير مكلفة، وأضاف أن الأسرة التي لا تتبع تربية الطيور الداجنة والحمام والدجاج تعاني من (جَحَم) اللحم ونقص البروتين. ٭ قيمتها ناقصة وأتفق فريد أمبدة مع من سبقوه وأضاف أن له ملاحظة في أن الدجاج الجاهز (محقون)، ومعنى ذلك أن القيمة الغذائية ناقصة وليس كالدجاج البلدي الذي تجد لحمه (طاعم)، بخلاف المذبوح وموضوع في الثلاجات، وأشار فريد أنه يخاف من عدوى (اللحم النافد) أن تصيبنا، فهناك العديد من شعوب العالم تتناول اللحوم التي تكون في الثلاجة لأكثر من «6» أشهر. وأبان فريد بأننا دولة تمتلك ثروة حيوانية ضخمة ومناخ استوائي، وهذه الطيور الداجنة يمكننا أن نربيها في بيوتنا حتى لو على أسطح المنازل فالفائدة الأولى للأسرة. ٭ ثمن الفرخة مابين « 12إلى 14» جنيهاً وقالت الحاجة بثينة إن عدم تربية الحمام والدجاج في المنزل خسارة كبيرة؛ لأننا (مرات) نشتاق أن نطبخ دجاج أو (شوربة) حمام لذلك نسعى إلى السوق ونجد أن ثمن الفرخة الواحدة مابين «1214» جنيهاً حسب الوزن، فلو كانت بالبيت لما رجعنا للوزن وغيره. ومن جانبه تحدث لنا د. قاسم محمد اختصاصي تغذية معدداً الجوانب الصحية للوجبة الغذائية بقوله: أصبح المواطن لا يهتم على الاطلاق بالوجبة الغذائية وبما تحتويه من قيمة، فصار يأكل (أي حاجة والسلام!) فوجود الطيور الداجنة من ضمن وجبة الأسرة ضرورة لبناء الأجسام خاصة اللحوم البيضاء (الدجاج والحمام والأسماك)، فهي مهمة لمرضى السكري، وأضاف : أعتقد أن الاهتمام بالقيمة الغذائية مهم لصحتنا لذا أوصي كل أفراد الأسرة بالاهتمام بالتنوع في تناول الوجبة وتعددها والبروتينات التي يحتاجها الجسم، وأشار إلى أن غياب هذه العناصر يفقد الجسم الكثير من قوته.